![]() |
![]() |
![]() |
#13 |
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-05-23
المشاركات: 1,745
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هل يجوز الدعاء بأن يشرب الإنسان من يد الرسول شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبداً ؟ الجواب : الحمد لله أولاً : حوض النبي صلى الله عليه وسلم يسمَّى " الكوثر " ، ومكانه قبل الصراط على الراجح ، ويأتيه ماؤه من نهر الكوثر في الجنة ، حوضه مربع الشكل طوله وعرضه مسيرة شهر بسير الجِمال ، وماؤه أبيض من اللبن ، ورائحته أطيب من المسك ، وطعمه أحلى من العسل ، وعدد آنيته كعدد نجوم السماء ، بل أكثر ، ومن شرب منه لا يظمأ بعدها أبداً . وانظر في تفصيل الكلام حول الحوض : جواب السؤال رقم ( 48995 ) . ثانياً: يعتقد كثير من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يسقي الناس من ماء ذلك الحوض ، لذا نسمع ونقرأ في دعائهم " واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً " ! وهذا الاعتقاد خطأ ؛ لأسباب : 1. عدم ثبوت ذلك في جميع روايات أحاديث الحوض . 2. ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من ورد الحوض شرب منه قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا فرطكم على الحوض ، من ورده شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم . قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا ، فقال : هكذا سمعت سهلا ؟ فقلت : نعم ، قال : وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال : إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما بدلوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي )) الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7050 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] فعلَّق الشرب في الحديث على وروده ، وليس على سقيا النبي صلى الله عليه وسلم له . 3. أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن عدد آنيته بعدد نجوم السماء ، وهذا يشير إلى أن كل من يرده يشرب بنفسه . قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : آنيته وصفَها صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ، قال صلى الله عليه وسلم: ((حوضي مسيرة شهر ، و زواياه سواء ، و ماؤه أبيض من اللبن ، و ريحه أطيب من المسك ، و كيزانه كنجوم السماء ، و من يشرب منه فلا يظمأ أبدا )) الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3161 خلاصة حكم المحدث: صحيح وهذا التشبيه بقوله ( كنجوم السماء ) نفهم منه صفتين : الصفة الأولى : الكثرة ، في أنَّ كثرتها كثرة نجوم السماء ، وهذا يدل على مزيد راحة وطمأنينة في الشرب منه وتناوله ، وألا يكون هناك تزاحم على كيزانه ، أو أنَّ الناس يشربون بأيديهم . والصفة الثانية : أنَّ كيزانه ـ أو كيسانه أو أباريقه ، أو نحو ذلك - كنجوم السماء في الإشراق والبهاء والنور . فنجوم السماء فيها صفة الكثرة ، وفيها صفة النور والبهاء . " شرح العقيدة الطحاوية " ( شريط رقم 14 ) . وقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله : وليس في هذه الروايات أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسقي النَّاس بيده الشريفة ، كما يزعم بعضهم فيدعو ويقول : " اللهم اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً " : فهذا لم يرد ، في حدود ما اطلعت عليه من الروايات ، هذا من جهة النص . ومن جهة النظر : فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وحده وبيده الشريفة يَسقي هَؤُلاءِ الناس ، وبهذا العدد الكبير وعلى هذه السعة العظيمة ، ثُمَّ إن ذلك لا يتناسب مع مقام النبوة ، فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو سقَّاء يسقيهم الماء ! مع أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أول من يرد ، والحوض حوضه . ولا يقتضي إعطاؤه الحوض أنه يسقي النَّاس بيده ، وإنما هو صاحبه الذي يتقدم أمته ، ثُمَّ يُسَر برؤيتهم وهم يشربون مع كثرتهم ، وهم يردون من هذا الخير العظيم الذي أعطاه الله إياه ، وأكرمه به ، ويتألم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ما يرى أن قوماً يذادون . إذاً : هو لا يسقي ؛ لأن التصريح جَاءَ بأنهم يردون ، ويشربون، وهَؤُلاءِ يطردون ؛ بل يذادون . وعليه : فالدعاء بأن يسقي النبي صلى وسلم الداعي يوم القيامة بيده الشريفة من حوضه : مما لا ينبغي تداوله ، وليس هناك خبر يدل على أن ذلك كائن يوم القيامة ، والاقتصار على ما ورد به الخبر أعظم بركة ، وأسلم من الخطأ في العلم والعمل . فإن تعلق داع بأن يكرمه الله جل جلاله بسقيا النبي صلى الله عليه وسلم له ، فهذا ربما يكون ، والله أعلم بما هو كائن من ذلك يوم القيامة ، له أو لغيره . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب |
![]() |
![]() |
|
|
|