دعوة صادقة للتأمل
للأسف البعض يستعجل الاستنتاج رغم ان الموضوع فيه كثير من الحقائق المهمة والاسس الجوهرية التي يجب ان لا يقيد الخوض فيها تجاربنا المريرة لمرحلة ما بعد الاستقلال وشعاراتها الديماغوجية ثم التطبيق البائس على ارض الواقع , وصراع الاخوة الاعداء الامنتهي والذي انتهى بسبب غياب الهوية وضياعها تحت وطأت التغريب والهروب الى الامام بتحقيق سراب الوحدة واكتشاف كابوس الاحتلال ..
للاسف لازال بعض ابناء الجنوب حتى هذه اللحظة يعيشون اوهام الماضي لم يبرأوا منها وينتظروا بفارغ صبر يحسدون عليه تحقق حلمهم النبيل عبر مخرجات نزاع السلطة الحاشدي داخل البيت الزيدي , ويفركون ايديهم استبشاراً مع كل ظهور للفندم علي محسن والشيخ صاطق الاحمر يزفون لهم تباشير الحسم ودنو مجيئ الزعيم الرمز الضرورة الحاشدي الجديد..
ما يهمنا كجنوبيين بعد كل تجارب الماضي ومآسيه ان ندرك اننا قد راكمنا كماً هائلاً من الخبرات والدروس , وما علينا الا استخدامها الاستخدام الامثل لقراءة
ظروفنا ومأزقنا الحالي واستقراء بيئتنا ومحيطنا والخصائص الحقيقية لبيئتنا التاريخية والثقافية والاجتماعية , لاستعادة هويتنا الحضارية وترابنا الوطني..
وجميعنا يعلم ان الملكيات الدستورية هي في واقعها جمهوريات لا وجود فيها لحكم عائلي حقيقي , والشعوب فيها تحكم نفسها بنفسها وتحاسب حكامها , والقانون فوق الجميع , بينما الجمهوريات الملكية كلنا جربناها وخبرنا فسادها وانها رجس كامل ولا يؤسف عليها .
والسؤال لماذا لا ندرس بدائل أنسب لظرفنا الحالي ومأزقنا المعاش وايظاً ضمان للمراحل اللاحقة نحن فيها أكثر ما نكون احوج للحمة الداخلية وحاجة لقطع دابر الصراعات المريرة بين الاخوة الاعداء , وتلائماً ونجاحاً مع محيطنا وبيئتنا .
|