الشــــــــــــــــــــــــــــــذوذ الفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرالي

[المسعودي اليافعي]

أخي العزيز / عبد السلام عبد الحافظ بن عاطف جابر
تحية
لقد أبدعت في مقالك المميز هذا, وأجدت التعبير والشرح حول الفيدرالية, رغم التباس مصطلح " الشذوذ " عند البعض, لا لخطأ لغوي في استخدام الكلمة, ولكن للانطباع الثقافي المترسخ في أذهاننا.

وبحكم تجربتي الطويلة مع النظام الفيدرالي والعيش في الولايات المتحدة منذُ عام 72م يمكنني المشاركة والإضافة بهذه الواقعة الحية, لتبسيط المعنى السياسي والقانوني والاجتماعي لمعنى الفيدرالية, لعل الإخوة محبي الفيدرالية يفهمون معناها الحقيقي, وهي كما يلي:

ولدت السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية الحالية وترعرعت ودرست وتزوجت وعاشت وعملت محامية ثم أسست مكتب للمحاماة في ولاية " أركنسو " الأميركية .

فهي تنتمي لتلك الولاية جدا عن أب , وكان باستطاعتها أن تترشح للفوز بعضوية مجلس الشيوخ الأميركي في تلك الولاية بحكم انتماءها إليها , لكنها لم تفعل لأن تلك الولاية ليست من الولايات المهمة في الولايات المتحدة , فنقلت عفشها إلى مكان سكنها الجديد في ولاية نيويورك قبل ستة أشهر من بداية انتخابات ( الكونجرس ) , وهي المدة المحددة التي يتطلبها القانون الفيدرالي ليكسب مواطنا ما أنتقل من ولاية معينة إلى ولاية أخرى صفة وحقوق المواطنة الكاملة في الولاية الجديدة ... ذلك هو الإجراء القانوني الذي يتطلب عمله من مواطن قادم من ذمار أو صعده أو تعز أو صنعاء ليكسب الصفة القانونية وكامل الحقوق الأخرى في عدن أو لحج أو حضرموت أو أبين ... تلك هي الفيدرالية التي يتحدث عنها البعض دون إدراك لأي معنى من معانيها .

كأن يأتي الشيخ أو الأفندم فلان بن فلان من الناس إلى عدن أو أو أو ليرشح نفسه لأي منصب تنفيذي أو تشريعي فيها ويفوز بماله وبهذا يكون السيد الأول فيها.
الغريب في الأمر إننا ما زلنا في طور المقارنة والمفاضلة بين جلاد وآخر , ولم نستطع الوصول إلى الاختيار الأنسب لنا. الظاهر إنها كارثة وحلت علينا, وقد تكون أيضا لعنة " جلاعيبية " لا أحد يعرف سببها ... ربما تزول في حياة الأجيال القادمة, إن لم نتنبه لمثل هؤلاء الإخوة الذين يريدون فرض وصايتهم على الشعب الجنوبي إلى أبد الآبدين .

ومع هذا, لنا استفسار عن رؤية قوى توحيد الصف الجنوبي من أبناء يافع التي لا نعتبرها إجتهاد من قبلهم بل نوع من الوصاية أيضاً, فلم يتم أي تشاور فيها مع الداخل, مع إن الداخل هو الأساس. فها من توضيح؟؟..

تحيتي لبدر وللآخرين, كما هي لك من عبد الحافظ بن عمر ومن صالح بن عبد النبي والآخرين.
بن غالب.