![]() |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#19 |
قلـــــم جديــد
تاريخ التسجيل: 2011-10-15
المشاركات: 18
|
![]()
الأخوة الكرام ..
ما جاء في وثيقة توحيد الصف الجنوبي أمر يشاد به .. لولا إن الملاحظة عليها في إنها أرسلت على وجه التحديد إلى تيار القاهرة ، بدلا أن توجه إلى جميع التيارات السياسية الجنوبية . وهذا بحد ذاته يقلل من جديتها . الملاحظة الثانية إن مقترحها لتوحيد الصف الجنوبي تحت شعار حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره عن طريق الإستفتاء جاء على خلاف الثوابت الوطنية التي بينتها هي والتي لا يختلف اثنان عليها . ففي الوقت الذي أكدت فيه على إن هدف شعبنا الجنوبي هو التحرر وعودة دولته المستقلة بمعنى " الاستقلال " فقد دعت إلى إن ذلك الهدف يفترض تحقيقه عن طريق الاستفتاء . وهنا يكمن التناقض بين إجراء الاستفتاء وبين ما تفرضه علينا ثوابتنا الوطنية . فلا يجوز أن تخضع ثوابتك الوطنية وأهدافك للاستفتاء مهما كانت درجة التباين في المواقف والآراء ، بل عليك أن تحتكم في مواقفك وأرائك دوما للثوابت الوطنية ... فالثوابت الوطنية الجنوبية هي من تحدد مصير الشعب الجنوبي وليس الاستفتاء . فالاستفتاء في الفقه القانوني يتم في إطار الدولة الواحدة وبشأن قضايا خلافية تتعلق بأمور لا ترتقي إلى مستوى تقرير مصير وطن وشعب بأكمله ، كون ذلك يستنقص من كينونة ذلك الوطن وحق شعبه الشرعي في الوجود . فلم نسمع إن شعبا وقع تحت الاحتلال نال استقلاله عن طريق الاستفتاء بما في ذلك شعب جنوب السودان الذي لم يكن محتلا بل أنفصل من إطار الدولة الواحدة . وإذا ما عدنا إلى الثوابت الوطنية وهي التي تفرض خيارات الشعب في تقرير مصيره ، فإن الوثيقة قد وفقت تماما في تبيينها ، وهي : 1) إن القضية الجنوبية هي قضية شعب وأرض وإنسان ودولة وهوية وتاريخ . وهي قضية سياسية لا تقبل المساومة . 2) إن الوحدة اليمنية قد انتهت في حرب 94م ، وإن ما هو موجود اليوم هو احتلال واستعمار . لذلك أشارت الوثيقة بأن هدف شعب الجنوب هو استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بكامل سيادتها وأراضيها وحدودها . فعلا تلك هي من أهم الثوابت الوطنية الجنوبية ، وهي من تفرض خيارات الشعب من أجل تحقيقها .. بمعنى إن تلك الثوابت هي من حددت مصير الشعب الجنوبي والمتمثل في التحرر من الاحتلال وعودة دولته المستقلة وليس غير ذلك .. وهذا الخيار سبق لشعبنا في الجنوب أن قرره في تاريخ 7 يوليو 2007م يوم انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي " الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية " بحسب وصف الوثيقة . لذلك فإن أي خيار أخر لا معنا له ، وإن أي إجراء بما فيه إجراء الاستفتاء هو انتقاص في كينونة شعب الجنوب ووجوده وهويته ، وهو بذلك مصدر تشكيك في خيار الشعب الجنوبي في التحرر من الاحتلال ، وبالتالي يفقدك مصداقيتك ، وينتقص من حقك المشروع والثابت . فلا يجوز أن تساوم على حقك أو تعمل على التشكيك بما تملك أو تخضع مصيرك لإجراء قابل للإحتوى .. بل إن اللجوء إلى إجراء الاستفتاء هو خروج عن الثوابت الوطنية ، وبالتالي فإن أي خروج عن الثوابت الوطنية هو خيانة لها . فبربكم هل يجوز لشعب أن تخيره بين التحرر أو البقاء تحت الاحتلال ؟ فهذا عيب بحق ذلك الشعب . وبربكم هل يجوز أن تقول لشعب ابق في كنف المحتل لحتى تصلح أمورك ويصلح المحتل أموره بين صفوفك . فهذا امتهان بحق هذا الشعب . وإذا ما افترضنا إنه تم الاستفتاء فما مصير الـ 49% من الشعب ذو التوجه الأخر .. أتعرف إنك خلقت نزاع تناحري بين الشعب الواحد يصل إلى بين الأسرة الواحدة . أرجو أن نبتعد عن الأخطاء الكارثية ، وكفى ما وقعنا فيه من أخطاء . لذلك فإن ما ورد في الوثيقة للوصول إلى تحقيق هدف شعبنا الجنوبي عن طريق الفيدرالية كخيار يمكن أن يعرض على شعبنا للاستفتاء عليه هو خيار معيب في طرحها ومتناقض في رؤيتها وخروج عن الثوابت الوطنية الجنوبية التي بينتها بنفسها . لذلك ندعو جميع الأطياف السياسية إلى التوحد تحت هدف الاستقلال ولا خيار غير الاستقلال لان ذلك تفرضه ثوابتنا الوطنية خارجا عن مصالحنا أو رغباتنا الذاتية أو حنكاتنا السياسية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم . وعلينا أن ندخل في حوار جاد حول ثوابتنا الوطنية وكيفية التعامل معها ، وبهذا يمكننا أن نوحد صفوفنا كالبنيان . |
![]() |
![]() |
|
|
|