منقول :إلى أين سائرون يا قادة الحراك الجنوبي

[د.حسن صالح حسن (قمندان لحج )]

إلى أين سائرون يا قادة الحراك الجنوبي ( بقلم : ثابت سعيد محمد )
التاريخ: الخميس 01 يناير 2009
الموضوع: كتابات حرة


لحج – لندن " عدن برس " خاص : 2 – 1 – 2009
باتت القضية الجنوبية اليوم تتجلى معالمها السياسية بكل وضوح في الأفق السياسي المحلي والدولي خصوصاً بعد أن انطلقت الحركة الاحتجاجية لأبناء الجنوب بقيادة جمعيات العسكريين المتقاعدين إجباريا كتتويج للتحركات السلمية التي بدأت تشهدها مختلف مناطق الجنوب وان بصوره متفاوتة منذ انتهاء العمليات الحربية التي شنتها الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب غيلة وعدوانا بالجنوب الذي ذهب بكامل قيادته وعدته إلى وهم الوحدة اعتقاداً منه انه يصنع تاريخاً مشرقاً ومستقبلاً واعداً لجيل ما بعد الوحدة ، فتبدل الإشراق إلى سراب وكذبة كبيرة من العيار الثقيل .
وبما إن الرفض والمقاومة لحرب 94م ونتائجها ظلت مستمرة في عموم محافظات الجنوب ظلت الحركة تختمر وتتبلور إلى ما وصلت إليه اليوم وبالأخص منذ مارس 2006م حينا هبت جماهير الجنوب خلف جمعيات المتقاعدين العسكريين قسراً ، وتبلورت انطلاقة الجنوب صوب تحقيق الهدف والغاية المنشودة لاستعادة مكانة الجنوب كدولة قوية في الساحة الدولية، وفي خضم الأحداث والتطورات المتلاحقة لما اصطلح على تسميته بالحراك الجنوبي ، والذي يجوز لنا أن نسميه ثورة سلمية بكل المقاييس ، في هدا الخضم تبلورت المنطلقات السياسيه لهيئات الحراك مشكلة زخماً ثورياً ناضجاً نضج القضية الجنوبية ذاتها أكان ذلك من حيث سقف المطلب الشعبي الجنوبي أو من حيث طرح الواقع الجنوبي كما هو وما يعيشه من نهب وسلب وتسريح كمبرر موضوعي للعودة إلى ما قبل مايو 1990م .
فمع زخم النضال السلمي الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه ، وتكريس نهج التصالح والتسامح سبيلاً لوحدة الصف والانتقال بالحراك خطوات متقدمه إلى الأمام ، بدأت تبرز في الأفق القيادي تجاذبات نحو الصف القيادي الأمر الذي ترك انطباعاً لدى صف واسع من القاعدة الجماهيرية إن ما يجري ليس أكثر من تسابق على المواقع القيادية مع تقديرنا البالغ لكافة الأفراد والجماعات في قيادات تيارات الحراك، وهذا ما يعطينا الحق في أن نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على المآل النهائي للزخم الجماهيري الذي تحقق في الميدان خلال العامين الماضيين خصوصاً في هده المرحلة الحرجة من عمر الحراك وبعد المكاسب التي تحققت الآن .
فإذا كان الواقع القيادي للحراك يتسم بالتجاذبات راهناً ، فالخطاب السياسي لم يتبلور على أسس منهجيه تشمل التوجهات السياسية والاقتصادية المستقبلية بغية إيصال رسائل واضحة ومفهومة للداخل والخارج ، خاصة وان الحراك يقوم على مبدأي النضال السلمي والعمل السياسي معاً ، حتى يكون لدى الغير ممن ننشد تعاطفهم مع قضيتنا العادلة فهماً واضحاً غير مشوش فيما يتعلق بتوجهاتنا السياسية والاقتصادية اللاحقة .
وعليه نضع فيما يلي النقاط التالية أمام قيادتنا الجنوبية وهي مستوحاة من أراء وأطروحات أعداد كبيرة في القاعدة الجماهيرية الجنوبية الحالمة بقرب يوم الخلاص.


الوسط القيادي للحراك:


العمل على تشكيل لجنة تحضيرية عليا تناط بها:-

1- العمل على تكريس الحوار المعمق في كواليس القيادات على مستوى المحافظات والمناطق وصولاً إلى وحدة الصف القيادي في أسرع وقت على قاعدة القضية الجنوبية أولا وأخيرا ..

2- يجري تشكيل لجنة حوار من جميع المحافظات والمناطق الجنوبية من ابرز الكفاءات تتولى مناقشة مختلف القضايا الخلافية وصولاً إلى تحديد قواعد الاستراتيجيا والتكتيك بما يضمن خلق قيادة موحدة وإعداد برنامج نضالي مرحلي للحراك السلمي ..

3- تشكيل لجنة حوار مصغرة من ابرز القيادات المجربة للحوار مع قيادات منظمات المجتمع المدني من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات جماهيرية وجمعيات ومنتديات.. الخ بغية تفعيل عوامل التقارب والالتقاء على هدف واحد والتنسيق المشترك ..

4- التحضير لعقد مؤتمر وطني عام تنبثق عنه قياده عامة ومنها لجنة تنفيذية تحت أي مسمى وإقرار وثائق البرنامج النضالي الذي ستنجزه الجنة التحضيرية.

الأسس البرنامجية والإعلامية:

وفي هذا الإطار ينبغي أن يتضمن البرنامج المرحلي المشار إليه قسمان : :

الأول: يرسم حدود وآفاق النضال حتى الاستقلال ..

الثاني: خطوط عامة لما بعد الاستقلال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً..

- ويركز القسم الثاني في مضامينه إن ألدولة الجديدة المعاد تشكيلها في الجنوب دولة ليست شمولية و تقوم على التعددية السياسية ، حرية الصحافة ،اقتصاد السوق ،مكافحة الإرهاب والتطرف ، حماية الحريات العامة وحقوق الإنسان .

- ترشيد الخطاب السياسي والإعلامي ،سواء كان ذلك بيانات أو تصريحات، أو مقابلات وغيرها بالابتعاد عن شخصنة أي أطروحات أو التقليل من مكانة الآخرين ، أفراد أو أحزاب.أو جماعات الخ والابتعاد عن كلما له صلة بتوتير الأجواء ولا يساعد على لم الصفوف وتوحيد المواقف ..

إن ما يجري في الجنوب اليوم من تجنحات لا تسر أحدا ولا تخدم القضية مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على صيرورة الحراك السلمي الجنوبي بعد ان قدم الشعب في سبيله الدماء الزكية والشهداء الإبرار . كيف لا ونحن نلحظ توالد الهيئات كالفطر وكلاً له هيئته التي يدعي أنها هي الخلاصة المخلصة . وهذا ليس تجن بل استفزاز لكل قادتنا في الحراك للتفكير ملياً فيما يجري وسرعة توحيد الصفوف وجعل القضية أولا قبل المناصب ، فهل لنا أن نسمع ما يسر قريباً ..إنا لمنتظرون ؟