لماذا يُعَاَرَض شعار "إسقاط النظام"؟

[سرو]

الكثير من قيادات الحراك خرجت لتحذّر من شعار اسقاط النظام اللذي ظهر بشدّة بعد الثورة التونسية والمصرية
والكثير قال ان هذا الشعار حين ظهر في اليمن انما هو لإسقاط الحراك لا اسقاط النظام , وأن هذه هي مؤآمرة على الحراك الجنوبي وقضيته
لكن المراقب يرى أن الجنوبيين أختلفوا حلول هذا الشعار الى رأيين
أحدهما قال أننا يجب أن نحيد شعار فك الارتباط ونتبنى شعار اسقاط النظام ..
والآخر -وهو الاغلب برأيي- حذّر بشده من هذا الشعار ونظم مظاهرات تطالب بفك الارتباط

لكن بين هذا وذاك .. فلا يمكن إغفال أن اسقاط النظام قد اصبح شعارا ذا صيت في الشمال وأن الشماليين خرجوا في كثير من المناطق وبأعداد غير مسبوقة لإسقاط النظام , وهناك شخصيات ذات نفوذ وبرلمانيين تشجعوا لهذا الشعار ورأوا فيه امل لحل مجمل القضايا والمشاكل في اليمن .

ولكن لماذا لا يكون للجنوبين طريق ثالث

فلماذا لا نرى رؤية واضحة واستراتيجية للجنوبيين لكيفية التعامل مع تلك المتغيرات العربية واليمنية بما يضمن للقضية الجنوبية أفضل الحلول ؟

فالحراك الجنوبي هو صاحب مشروع النظال السلمي قبل حتى تونس ومصر , وقد قطع خطوات بالغة الاهمية في هذا المجال وفرض قضيته العادلة بعد ان كانت قد دفنت فعلا - أو ظننا كذلك.
فبأمكان الحراك الجنوبي ان يوحّد صفوفة , ويطرح موقفه , بل ويكون له زمام المبادرة في هذه المرحلة , وينزل بكل ثقله الى الشارع , ليري الشماليين والمشترك أن الحراك رقما صعباً لا يمكن تجاوزة , ويفرض على المعارضة الشمالية التعامل معه كجزء مؤثّر في عملية إسقاط النظام , وبالتالي فلو سقط النظام فعلا , سيكون للحراك الدور الابرز في صياغة النظام القادم بما يضمن أن تكون القضية الجنوبية في رأس أولويات النظام الجديد, فيستطيع الحراك-ممثلاً عن كل الجنوبين - إملاء شروطة لحل القضية الجنوبية بصورة سليمة .

أما ان التزم الحراك النأي بنفسه ع مشروع إسقاط النظام وتعامل وكأن الامر لا يعنية , بل ويشن الهجوم على هذا المشوع وكأن الحراك نظام الرئيس صالح في سلة واحدة بحيث يسقط الحراك بسقوط الرئيس , فهذا أمر في غاية الغباء والجهل السياسي .
سيؤدي تصرفهم هذا الى سحب البساط الجنوبي من تحت الحراك لصالح المعارضة الشمالية , وستصبح المعارضة الشمالية هي المعبرة عن تطلعات الجنوبيين اضافة الى الشماليين , وبالتالي ستصبح القضية الجنوبية بيد الشماليين ليتم حلها وفقا لرؤيتهم هم , فالحراك قد التزم الحياد , واعتكف وأضاع فرصته في ممارسة دوره كممثل حقيقي للجنوبيين .

إذا فمواقف قيادات الحراك اليوم لا تبشّر , وعليهم أن يراجعوا مواقفهم مما يحدث , وأن يتعاملوا كسياسيين يجيدون قراءة الأحداث جيدا , وأن يكونوا مبادرين ..لا منفعلين .

تحيتي