نحن أمام مسألة بالغة الخطورة والحساسية تتطلب قدرا كبيرا من المرونة والحكمة وطول النفس في التعامل معها، وجود مسألة التباين في الشعارات مشكلة بحد ذاتها، ولكن نتائج انقسام الشارع الجنوبي الى فريقين متصادمين تبعا لهذا التباين مشكلة أكثر خطرا من وجود التباين بحد ذاته، بتقديري أن شعار التغيير أو اسقاط النظام لن يصمد طويلا أمام حقائق الواقع التي تقول بأن سقوط النظام يتطلب سقوط صنعاء وسقوط صنعاء يتطلب قبول حاشد وبكيل الواقعة صنعاء تحت نفوذهما، وحاشد وبكيل لا يمكن ان تتفقا على اسقاط النظام بل لا يمكن لحاشد وحدها أن تجمع على هذا الهدف، ومن ناحية أخرى فمن يطالب اليوم باسقاط النظام هم ابناء تعز في تعز وابناء تعز في صنعاء، فهل سمعتم بمظاهرة خرجت من صنعاء القديمة أو بير عبيد أو الحصبة أو همدان، بل جميعها من طلاب الجامعة القادمين من خارج صنعاء وتحديدا من تعز ومن ابناء تعز الساكنون في جوار الجامعة وشارع هائل، وبقية المحافظات بردا وسلاما، هذه الحقيقة سيدركها ابناء عدن قريبا جدا وحينها هم من سيبدل الشعار تلقائا، المطلوب منا محالة تجاوز هذه المرحلة بسلام دون انقسام يضر بانتفاضة عدن ويخدم المحتل، طرحي هذا ليس قرآنا منزل ولكنه مبني على وقائع اعايشها واحداث اراقبها..نحتاج اليوم الى قدر كبير جدا من ضبط النفس والاعصاب لان النفوس مشحونة عاطفة واندفاع وبعضها لا يخلوا من خبث وحقد ازاء القضية الجنوبية..انشاء الله سنتجاوز هذه المعضلة..تقبل أخي علي خالص تقديري واحترامي وامتناني
|