اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخاوي
أستاذي العزيز / أبو عامر اليافعي. لا يوجد شيء اسمه أتفاق القاهرة ، ما حصل في القاهرة من لقاءات بين قيادات جنوبيه ومعارضة الداخل كان هد فه التعرف إلى وجهات النظر وهو متطلب خارجي ضمن ملف لندن . ومن وجهة نظري فأن ما قام به علي ناصر والعطاس ومحمد علي احمد وغيرهم من قيادات الخارج التي شاركت في تلك اللقاءات كانت نزولا عند رغبة الضغوط الخارجية التي ترى أن مسار حلحلة مشاكل اليمن يجب أن يكون عبر أشراك الجميع بالحوار.. وبرأينا فأن تلك الحوارات التي لم يعيرها النظام أي اهتمام لم تنتقص أبدآ من القضية الجنوبية بشيء ، ولقد كرر بعض من القيادات المشاركة أن من يمتلك حق تمثيل الجنوب هم قيادات الحراك في الداخل . بمعنى آخر أن التفاهمات حول موضوع الحوار الذي قاموا بها ليست ملزمة لأحد من قيادات الداخل ولذلك لم يوقع تلك التفاهمات العطاس كما أوضح ذلك لاحقآ. وبرائي فان ما قامت به تلك القيادات كان موفقآ . حيث عملوا على تحرير القضية الجنوبية من معتقلها تحت قبة البرلمان كما أراد لها النظام أن تكون فيه وأعطوها بعدها الحقيقي باعتبارها طرف في الأزمة اليمنية وتفاهمات المعارضة وذهابهم للقاهرة هو أيضا اعتراف على مضض بأن الجنوب ليست صعدة.
بالأمس كان موقف المعارضة هو نفس موقف النظام، لا يعترفون بالقضية الجنوبية. ويعتبرون قيادات الجنوب في الخارج حفنة عملاء خارجين عن الدين الوحدوي وينبحون كالكلاب كما قالها الأيرياني وأختتمها الطالح بتفلته الشهيرة. لكن بفضل حنكة القيادات الجنوبية وتناغم مواقفها مع تصاعد واتساع نضال الحراك الشعبي الجنوبي تقدمت قضيتنا من المنظور السياسي خطوات إلى الأمام وانهزمت سياسات 20 عام من حلم نظام ومعارضة صنعاء من يمننة قضية الجنوب العربي.
عندما بدأت الحوارات كان معروفآ سلفآ بأنها لن تفضي إلى شيء يحلحل الأزمة السياسية القائمة طالما رئيس النظام غير معترف بالقضية الجنوبية . المشترك هو الآخر ليس بيده القوه الكافية لتغيير الخارطة السياسية وهو متخبط في تحالفاته. استفاد المشترك في حواره مع بعض قيادات الجنوب في الخارج لكي يضغط على النظام للسماح له بحيز في الشراكة السياسية. المشهد القادم وخصوصا الانتخابات هي من سيضع الكل وفقآ لحجمه الحقيقي. ونتوقع أن لا يقدم المشترك مرشحين في الجنوب إذا أراد أن يحتفظ بشعرة معاوية مع الجنوبيين. لكن لو جرهم النظام إلى موقفه فحينها سيفقدون أهليتهم لان يكونوا ضمن قوى الشراكة الحاكمة في مستقبل الشمال ولن ينظر لهم إلا كونهم ديكورات للنظام الحالي المتهالك والذي اجمع مؤتمر لندن بأنه هو سبب ما وصلت إليه اليمن من حالة الفوضى المرشحة للأنهيار والذي سيضر بمصالح العالم وبأمن الجزيرة العربية وسيفرض عليهم أعادة النظر في الخارطة برمتها.
لم يعد هناك حاجة لخداع الجنوبيين .و قضية الجنوبيين لم تعد مشكلة يمنيه بل أخذت بعدها الدولي الصحيح. وهي مفتاح التغيير الأساسية لأوضاع اليمن كما يراها الخارج.
أعتقد بأننا قد تجاوزنا منتصف الطريق ولكي نصل إلى نهاية الطريق التي نحقق بها أحلام شعبنا المناضل الصابر في الأستقلال والحرية أمامنا لا زالت مهمة صعبة وهي تقوية مبادئ التصالح والتسامح وتطبيقها على أرض الواقع من خلال تعزيز وحدة فصائل الحراك في الداخل. ووحدتنا تتطلب منا التعامل بواقعية وصبر وتلزمنا بالتمسك بالقيادات التاريخية من كل أطياف المجتمع الجنوبي.
يلزمنا في هذه المرحلة العمل بكل ما أوتينا من أرادة وحكمة لأنجاز وحدة الحامل السياسي للقضية الجنوبية وعلينا أن نقدم التنازلات لبعضنا البعض كجنوبيين قبل أن نرغم على تقديمها للغير فلسنا وحدنا من يلعب بالميدان. أثناء عملنا لوحدة فصائل الحراك في الداخل لا يجب أن نخاف من التباينات فهي من طبيعة البشر. المرحلة تتطلب منا أن ننظم عملنا في الداخل لآن اللعب السياسية القادمة من النظام وحلفائه ستجرفنا إذا ظلينا على وضعيتنا الحالية.
الخطر القادم سنجلبه على أنفسنا بأنفسنا إذا ظلينا مفرقين في الداخل. حتى الجماهير ستحبط أمام المؤامرات التي سيكون مسرحها الداخل .
وخلاصة القول أنه إذا جاءت الانتخابات القادمة وقيادات الداخل غير موحدة ضمن أطار سياسي أو تحالف سياسي يضم غالبية الجنوبيين فسيكون مصيرنا بيد غيرنا كما كان عليه في الماضي وستضطر قيادات الخارج بقبول أنصاف الحلول ولن نلوم أحد ما دام العيب فينا.
تحياتي الصادقة لقيادتكم الحكيمة لهذا المنتدى الإعلامي الناجح ودمتم.
|
اخي الكريم
اشكرك على هذه المداخلة الرائعة .
بالنسبة لاتفاق القاهرة فانا كما اعلم كان هنالك اتفاق مكون من عشر نقاط حتى النطاق الاعلامي حدد في ذلك الاتفاق .
ونحن نعرف انها غير ملزمة لقيادة الحراك في الداخل ولا في الخارج ايضا ولكننا قلنا ماقلناه لانها تضر بوحدة الجنوبيين خاصة في الجانب المعنوي والحمد لله كان اتفاق صنعاء جعل ذلك الامر في خبر كان .
واتفق معك تماما بان الارضية الراسخة والثابته للقضية الجنوبية هي التسامح والتصالح ومن ثم الحوار الجنوبي - الجنوبي وبدونهما لن يكن هنالك تقدم كبير للقضية الجنوبية .
والتنازلات المطلوبة يجب ن نشير اليها وهي في الامور التكتيكية او الوسيلة اما الهدف فلن تقدم فيه اي تنازلات .
والمهم عزيزي هو كيفية الزام القيادات بالحوار الجاد وتبيان مستقبل الجنوب من خلال اجماع وطني على حامل سياسي وميثاق شرف وبرنامج متفق عليه من الاغلب ان لم يكن الكل .
لك ارقى تحياتي.