محاكمة الجبهة القومية

[ارادة الشعب قانون]

شكرا للاخ عمر الشهمى .

الاخ جنوبى بلا حدود ... يكفى اذا قرأنا ووعينا كشعب ... اهم شئ الوعى الشعبى وهو الاساس للاتفاق السياسى ... بعض رجال يقودون شعوبهم ويخلقون فيهم الوعى ، مثلما حصل فى الهند مع غاندى . اما فى قضيتنا الشعب سبق القيادة فى اهدافه وتلطعاته ... وحتى لا ينجر الشعب الى اتجاه لا يرتضيه يجب ان يكون فى قمة الوعى ... لذلك لا يجب التقليل من قيمة الكتابة والاراء ... ان الفكر هو الاساس الصلب للتغير الشعبى ، لكن لايكتمل هذا التغيير بدون القايدة الواعية المخلصة ... اتخذت الجماهير فى فرنسا افكارها من الفلسفة وذهبت بها شوطا بعيد ا ، ابعد مم تخلية من نظروا للحرية ، وجرى الفلاسفة وراء الثورة . هذه الخطوة الابعد مدى الهمت الشعب فعلا ... ولدت فكرة المساواة من الحق الطبيعى و ولدت فكرة سيادة الشعب من حق الحرية الفردية و مادام الناس متساويين والسيادة للشعب اذا من اعطى لويس السادس عشر الحق فى الحكم ، فى هذا الوقت كان المفكرون يحاولون التوفيق بين السيد المشرع والمنفذ الحاكم .. فجاءت افكار الثورة وجرفت كل اعمال التوفيق . وخطت خطوة ابعد مم كانوا يتخيلون ... فيجب ان يخضع الحاكم للشعب المشرع وان من يشرع يعين الحاكم ويحاسبه .

قد لايرى البعض ادانة الماضى لاسباب معينة وهى ان نتركه للمستقبل ، هذا راى ، وان دل على شئ انما يدل على العجز فعلا ، اما ان يصل العجز الى موضوع الهوية ويجادلنا البعض فى هويتنا فهذا غير مقبول اطلاقا . الا الهوية لا تنازل عنها ... والصراع صراع هوية .. ومن لايستطيع ان يهظم نقاط الادانة للجبهة القومية جميعا فلا بد وان يهضم ادانتها بالتزوير ، تزوير الهوية ، (او يسمه ما شاء تزويرا او غياب وعى وطنى الخ لن نختلف فى الاسم ) والا فليراجع جهاز الهضم لديه ...
لم يحمل المقال فكرة التخوين للجبهة القومية وانما حمل فكرة التطلع للسلطة باى ثمن ولذلك وقعت فى التهم التى وجهت اليها .. واعتبرت مغتصبة للسلطة وحتى يتم تصحيح وضع الاغتصاب كانت هناك خطوة للاصلاح السياسى والاقتصادى فى نهاية الثمانينات لم تكتمل بسبب قيام الوحدة .. والاغتصاب يعنى عدم الشرعية .. ونقصد بها شرعية القرارات المصيرية .. اما شؤون الدولة الداخلية اداريا وماليا وتعليميا فلا مجال للمناقشة فيها .. وايجابيات السلطة تتعلق بها . ولكن لا تتعلق بنهجها السياسى والاتجاه نحو اليمن واعتبار الجنوب جزء من اليمن والغاء هويته وبادية مسيرات الوحدة ، اذا لولا ذلك كله لما كانت هذه النكبة ... هنا قراراتها غير شرعية وسياستها غير شرعية تستوجب الادانة .. والادانة بحد ذاتها تعنى العودة الى الهوية الحقيقة ... فالادانه فى ذاتها الاح او خطوة اولى لاصلاح الوضع .
بعد هذا كله ما ذا يمكن ان نسمى الاستمرار فى اكبر خطأ للجبهة القومية وهو تزوير الهوية للجنوب العربى ؟