الحراك يشكي من الم في الرأس ... مع ان اغلب اسباب الالم تأتي من النفس الاماره بالسوء..

[منصور بلعيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عربي امريكي

لا مجال من الهروب من الحقيقه بان الرأس المٌحرّك للحراك بكل معانيه ومفاهيمه الحضاريه وكذلك المفاهيم
القاصره او العتيقه هو السبب الرئيسي لما يتعرض له الحراك الشعبي المبارك من اختلالات تسبب له الكثير من
التراجع والضعف لمراحل مؤقته ، والمعنيين في الامر لم يدركوا ان نوازع النفوس وهواجسها واطماعها هي كل
اسباب ذلك العناء

نأخذ السيد الرئيس علي سالم البيض ونأخذ السيد العطاس والسيد علي ناصر ك مثال ... فلا نمتلك الحق بل
ومن الافضل ان لا نشكك في وطنية ايٌّ منهم ... وبالنظر الى المستويات الفكريه لا نلتمس اي فارق واضح يميز
احدهم على ألآخر ... فرؤوسهم ما شاء الله بين مليانه وبين شبه مليانه .... ولكن هناك فارق يميز الرئيس البيض
عن العطاس وعلي ناصر .... فالبيض صحّت نفسه وارتقت الى مواطن السمو ورأت في الله اولاً وبأرادة الشعب
الجنوبي ثانياً خير مؤيداً وخير ناصراً للقضيه وبغض النظر الى اين ستأخذنا مشيئة الله ، ولم يخرج البيض بأيحاء
من دوله عربيه او اجنبيه ولم يتبنّى حسابات مسبقه في الربح والخساره ولم يؤمن بالسياسه التي يريد لها
الغرب ان تكون فن ادارة الصراع في ديارهم وفن صناعة الصراع في ديارنا . وبالنسبه للسيد العطاس والسيد علي ناصر فلم تصفى لديهم الاجواء العقليه نظراً لطلبات ونوازع نفسيه فالاول يبنيها على مصالح سياسيه على ضوء علاقات تجاريه خليجيه والثاني يبنيها على ضوء خبرات مركز دراسات استراتيجيه عربيه ولكن بطريقه
او بصياغه قريبه مما في نفس يعقوب وليس على ضوء مقتظيات عصريه تسند العروبه والحق الانساني .....

عموما ومثلما ذكرنا لا خوف ولا قلق من وطنية الثلاثه ولكن الخوف مما تخفيه النفوس من نوازع وتلك النفوس
القياديه تليها او تتبعها الكثير من النفوس الجنوبيه على الواقع ، وذلك السيناريو يكرر نفسه في ظل مرحلة وعي
متدنيه كما ان هناك تدليس في الوعي من قبل الحكومه اليمنيه مما يضع الانسان الجنوبي امام مهمتين متلازمتين وهما في غاية الاهميه وفي غاية الصعوبه كذلك وهما مهمة تحرير ارض الجنوب ومهمة تحرير العقول وتحرير النفوس من ثقافه وسلوك عتيقين يسببا كل الاختلالات للوطن والمواطن الجنوبي

نواصل الحديث بلغه سهله مع ليونه مطلوبه .... اغلبنا يدرك اهميه الوعي وبالذات عندما نتحدث عن قراءة
الظاهره الجنوبيه بشكل متكامل بعيداً عن الطيران في الفضاء والمبالغه ولغة الصوت ومركباتها التي لا تتجاوز
حدود الجهاز السمعي او حدود الصوره على محيط قزحية العين ... فنحن بحاجه الى قراءه تستقر في مدرارك
الوعي وبذات الوقت تكون على صله عميقه بروح الانسان ووجدانه وسلوكه ... قراءه ترى الحياه انسانيه عالميه
كما ارادها لنا المولا عندما انزل الرساله الاسلاميه رحمةً للعالمين قرآءه تحترم حق الخليقه البشريه الموروثه
من ابونا آدم ، قراءه تدرك بأنها على صله بالعروبه وبالاصاله ، قراءه ترى الحياه من كل زواياها مع مراعات كل
متغيرات العصر ومستجداته

فلا بد لنا من صقل مواهب العقل وتنمية واعادت تنمية السلوكيات الانسانيه الراقيه التي تجعل من الانسان
انسان قبل اي شيئ آخر

ولا بد هنا من الاعتراف بالحقيقه ... فالنوازع البشريه التي تعيق عمل الرأس القيادي الجنوبي موجوده ايظاً في
الانسان الجنوبي ... ونتائجها ظاهرة في الانقسام في التأييد طبقاً ونوع الداعي القادم من اعماق الانسان ، وفي
هذه الحاله نحن نعمل على تدجين واعادت انتاج ثقافة الجهل والخراب واهواء النفوس ... والتي من اهم سماتها
البحث عن القائد الفرد ــ بدلاً عن البحث عن الانسان ــ وطريقة البحث عن القائد الفذ في الواقع العربي لم يعد
اهتمام في اختيار الشخص الناجح والمؤهل ولكنها صفه مغايره للمنطق وهي محاولة الوصول او الحصول على
القائد كي نجعله شمّاعه نعلق عليها كل اسباب فشلنا ... فمثلاً انا مواطن عربي او يمني او جنوبي ابحث عن
رئيس أُ أيده من اجل احمله كامل المسؤوليه في كل اخطائي فأنا اصرف نقودي في القات على حساب تعليم
الاولاد واتهم الرئيس وانا استلم خمسمائة ريال يمني وابيع صوتي الانتخابي وانا انتخب ممثلي النيابي او ممثلي
المحلي وانقلب عليه اليوم الثاني وعطّل نشاطه واتعذّر في الرئيس ، وانا ارمي القمامه على طريق الجار واحُش عليه واتعذّر بالرئيس ... وانا اختلف مع اخي وابيعه من اجل مصلحه ماديه واتعذّر بالرئيس رغم ان موقع
الخلاف خارج البلد ... ويوم مؤيد للسيد العطاس ويوم مع السيد علي ناصر ويوم مع البيض واتهم الرئيس
اعمل كل الخراب داخل نسيجي الاجتماعي واخالف كلام الله واتهم الرئيس ........... غريبه !!!!!!!1

ألم يحن الوقت للوقوف امام الذات بمصداقيه ؟ ألم يحن الوقت لاصلاح انفسنا ومعرفة قدرها ؟
الم يحن الوقت ان تتحرك عقولنا وضمائرنا في آن ؟ كي ترى ماذا يجري على ارض الجنوب
اسئله كثيره وكثيره يراد طرحها هنا والاجابه عليها لا تأتي إلاّ من الانسان الجنوبي وليس الرئيس

هل نحن بحاجه الى ان نتعلم الشجاعه امام انفسنا اولاً ؟ انا اعتقد اننا في حالة التمكن من ذلك سنشكل انقلاب
ايجابي تبدا منه صناعة الحياه على اصولها وحقيقتها

وهل تعلمون من هم المعنيين بالتغيير قبل كل الناس ؟ انها النخب والهيئان والافراد وكل الشخصيات السياسيه
والاجتماعيه والثقافيه والاقتصاديه والدينيه .... النخبه المثقفه على مختلف مشاربها

ولا نكون قد جانبنا الصواب اذا قلنا ان الاعلاميين ونبدأ من هذا الصرح العظيم ( منتدى الضالع ) هم من اوائل
الناس المطلوب منهم الوقوف امام انفسهم واعطاءها حقها وبدون مبالغه ... واقصد ان هناك كُتّاب واكاديميين
على درجه من الفهم اكثر بكثير من بعض المشرفين .... فيتعامل المشرف مع كتاباتهم بطريقته ولا يستطيع ان
يوظف تلك الكتابات هذا اذا كان طيّب امام اذا تبع هوى نفسه وركب دماغه فهو اول من يشكك بالمواضيع
من ضمن جمهور المشككين ... ويتعدى ذلك الأمر ان المنتدى يظهر وكأنّه متعاقد مع اسماء خاصه فقط
سوى للترحيب بقدومها او تثبيت ومناقشة مواضيعها .... ولا احب ان اطرح الدليل ونكتفي بالاشاره

فدعونا نفكر بأن الانسان له اصل وله جذور وله هدف .... دعونا نبحث عن الانسان الذي يستطيع ان ينتج
القائد ويستطيع ان يفهم القائد ويدرك من هو فبل ان يدرك من هو غيره .... دعونا نحوّل الحراك الجنوبي من
حراك للاجساد والآذان والعيون الى حراك للعقول والضمائر ... دعونا نحوّل الحراك الى مدرسه شعبيه عامه
يُعلِّم فيها الشخص نفسه وتفتح مواد ذلك الحراك في الاسره وفي المدرسه وفي الجامع وفي الجامعه وفي
كل مرافق العمل والانتاج وفي مجالس النقاش مع ايجاد حلقات تأمُّل خاصه مع النفس يقوم يها كل الجنوبيين
لحتى يتحوّل الحراك برمّته الى ثوره فكريه اخلاقيه بيضاء ناصعه تستطيع ان تهزم ذلك السواد القادم من مواطن
السلطه وعصاباتها وكل من يعمل على اضعاف الشعوب العربيه ضمن نسيج صهيوني رفيع لا يبان للعين المجرّده
ولكنه يبان لكل من امتلك فراسة المؤمن ، فراسة الانسان الاصيل ، فراسة المحب للوطن والمحب للخير الانساني ، فراسة من نظّف النفس من كل نوازعها الامارةُ بالسوء

انها الحقيقه المرّه التي لا يحب سماعها الكثيرون من مروجي الصراع وممن لا يعطي للقيم الانسانيه
اي اعتبار
ونحن هزيمتنا اخلاقيه وهذه حقيقه سنظل نقولها ما حيينا لانها الحقيقه
نحن لدينا الكثير ممن يسمونهم بالمناضلين ولكنهم بدون ادب ولا اخلاق ولا يهمهم التشويه بالجنوبي ولا يهمهم
الدين والكرامه ولا يهمهم الوطن يخونون ويخدعون ويمكرون وهم لا زالوا تحت سيطرة حكومة صنعاء
فما بالنا لو اختلوا بالجنوب ......
ان امراض الجنوب المعرقله لمسيرته هي داخل صفوف الجنوبيين وهم الذين يزعلون من النقد والتقييم البناء
ودائماً يقولون لا تحبطونا كمثل الذي يحرر آخر موقع
المراحل طويله يا ابناء الجنوب والمرض الخطير داخلكم فأتكلوا على الله واستنهضوا الهمم ولا تخافوا
في الله خوفة لائم وما النصر إلاّ من عند الله .... فقفوا في وجيه اهل الشر وتجار المؤامره التي تربوا عليها من زمن
ولا يعجبهم هدوء الجنوبي وتركيزه على الحق الذي سينتصر من خلاله بل ان مهمتهم هي التشتيت والاخلال
وصناعة الخراب فهم لا يتابعون القضايا المطروحه من اجل خدمة الجنوب بل على العكس هم يفسدون
اي طرح قد يجر الى طريق الحقيقه ويفضحهم ....... انهم العدو فأحذروهم