صالح .. لا محالة يحزم أمتعته السفاري في طريقه الى لاهاي

[bakre]

صالح .. لا محالة يحزم أمتعته السفاري في طريقه الى لاهاي ,,, بقلم ابو حضرموت الكثيري
السياسي برس / 15 يونيو 2010

المجزرة المروعة التي إقترفتها سلطات الإحتلال اليمنية بمدينة الضالع في يوم الاثنين الدامي الموافق 7 يونيو2010م لم تكن الأولى في مسلسل المجازرالبشرية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يقترفها النظام اليمني بحق الجنوبيين لمجرد خروجهم في الفعاليات السلمية للجماهير الجنوبية الثائرة ضد الظلم والطغيان الذي تمارسه بحقهم تلك السلطات بذريعة الوحدة اليمنية .

تلك الوحدة المزعومة التي كانت قد أجهضتهـا تلك السلطات بالحرب والاجتياح العسكري الغاشم على أراضي وحياض الدولة الجنوبية في 1994م ومنذ ذلك العام لم يعد الحال على الجنوبيين غير إحتلال عسكري متغطرس إستنفر من الجماهير الجنوبية التضحية والفداء في فعاليات الثورة السلمية بوجه تلك السلطات اليمنية التي تبادرها بالأطقم وحاملات الجند ومدرعاتها ، وصنوف القمع والتنكيل اللا إنسانية في تحد سافر لكافة النظم والأعراف المحلية والدولية بل وقد تجاوزت فى وحشيتها كافة القيم الاخلاقية للبشرية جمعاء .
فهذه مدينة الضالع كانت مسرحا للجيش اليمني في مجزرة الاثنين الدامي المروعة التي راح ضحيتها نحو 21 بين شهيد وجريح ، كما تم تدمير ما يقارب من 34 منزلا، إلى جانب المحال التجارية جراء تعرضها للقصف المدفعي العشوائي على وسط المدينة . وكعادتها سلطات الإحتلال عقب إقترافها لكل مجزرة بشرية بحق الجنوبيين تلجأ الى محاولة إخلاء مسؤوليتها والتنصل عن أي أوامر بإطلاق النار للإلقاء بالمسؤولية على الجند وهذا مايبدو على الرئيس اليمني فعلة اليوم في لقاء جمعه بأعضاء مجلس النواب وأمناء عموم المجالس المحلية ومدراء المديريات في محافظتي لحج والضالع حيث أعلن عن تشكيل لجنة من أعضاء مجلس الشورى للتحقيق في الأحداث التي جرت في مدينة الضالع وقال: إن الهاجس الأكبر هو تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيق النظام والقانون، موضحا بأن منتسبي الأجهزة الأمنية في هاتين المحافظتين معظمهم من أبنائها وتم تجنيدهم عن طريق المجالس المحلية ومدراء المديريات .. فأي عذر هذا ؟!!

وفي موقف مشابه خلال مجزرة زنجبارالتي إقترفتها تلك السلطات يوم الخميس 23 / 7 /2009م بحق الجماهير الجنوبية التي كانت تقيم فعالية سلمية تدعو إلى فك إرتباط الجنوب عن الوحدة اليمنية المزعومة والتي سقط خلالها نحو ستة عشرة شهيد وعشرات الجرحى اللذين شاركوا في تلك الفعالية السلمية .. جميعنا يتذكر كيف سارعت المواقع الرسمية اليمنية الى نشر خبر في نفس اليوم الخميس 23 / 7 /2009م وبشكل غير معهود يفيد بتواجد الرئيس اليمني في إحدى المستشفيات منذ يوم الثلاثاء بسبب تعرضه لرضوض ناجمة عن ممارسته لرياضتة الاعتيادية ، وهو الخبر الذي علق عليه حقوقي بريطاني عبر موقع "عدن برس" قائلا أنه من غير الوارد أن تقبل محكمة لاهاي لجرائم الحرب حجة غياب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء وقوع المجزرة ، وأفاد الحقوقي وهو الذي يقود فريق من المحامين والناشطين يعملون على تجهيز ملف بجرائم الحرب التي أرتكبها صالح في الجنوب أن المحكمة تعرف أن الأمور تدار بأمر الرجل الواحد في دولة قمعية كاليمن حتى ولو كان في المستشفى .

وفي مجزرة المعجلة بمحافظة أبين الجنوبية التي سخر لها الاحتلال اليمني القوات الجوية في عملية القصف الصاروخية الغاشمة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء من أبناء المعجلة معظمهم من النساء والأطفال من اهالي قرية المعجلة في واحدة من ابشع مجازرالانسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ، ويبدو ان الرئيس اليمني تجرأ على القيام بها مستأنساً بتعاون او بإذن من الإدارة الامريكية بتنفيذها . وحتى لو تعاونت معه الإدارة الامريكية اواخذ الأذن والضوء الاخضر منها بذلك فأنه ما كان للإدارة الامريكية لتأذن له الا بناءاً على تأكيداته على ان هذه الضربه تستهدف القاعدة . واما اكذوبة وكالة انباء سبأ التي تزامنت مع المجزرة التي زعمت في حينها ان الرئيس الامريكي قد اتصل مهنئاً بنجاح الضربه . فهذه سخرية من مدبري هذا النظام اليمني البالي كما هي اساليبه وسبلة المهترئة رغم ان الكثير من المؤشرات كانت توحي بتعاون امريكي اوتنسيق ما في تنفيذ تلك العملية الصاروخية ولكن لن تصل الى حد اتصال الرئيس الامريكي مهنئاً بنجاحها لاسيما وأنها قد كانت ضربة فاشلة اصلاً وبكل المقاييس بل وجريمة انسانية من الطراز الأول وفضيحة لا يستبعد ان تكون مفتاح لإصدار أوامر بالقاء القبض على الرئيس اليمني فيما لو رُفعت ضده دعاوي جرائم حرب بالدول الأوربية المهتمة بقضايا حقوق الانسان في العالم على غرار القضايا التي رُفعت ضد المسؤلين الأسرائيليين وليس آخرها الأمر الصادر في احد المحاكم البريطانية بالقاء القبض على ليفني عن مسؤليتها على جرائم الجيش الاسرائيلي في غزة... فمن يكون هذا الرئيس اليمني!! وهذه إسرائيل وما أدراك ما إسرائيل !!.
هذه الأوامر والملاحقات القضائية الغربية ستكون بمثابة ضربة للفاشي اليمني علي عبدالله صالح قُبيل إنطلاقتة في رحلة لاهاي الى محكمة العدل الدولية التي غدت طريقها معبدة بالدماء والاشلاء ..هذا علاوة على لعنة التاريخ ولعنة الله على الظالمين.