عندما تصبح القضية هي الاستثناء..بقلم الكاتب والمفكر محمد علي شايف

[عبدالله السنمي]

الصورة المعلقة على جدار الجنوب تتراءى للكاتب وكأنها مثبتة بسلاسل ، لا حراك لها ، وهي في الحقيقة ليست كذلك على الاطلاق ، فهي ليست صورة لبوذا ، وليست حسب تعبير امرء القيس قد شدت بيذبل .
كنا في سالف الزمان قبل عشرون عاما قد الفنا دستورا سلطويا يقول ، أنا امامكم وعليكم ان تسيروا بعدي ، اليوم اختلف الامر في العلاقة بين الشعب والقائد ، ونحسب ان الصورة اصبحت مرنه ويمكن تعديلها لانها اصبحت قابلة للتعديل ، ومؤشر البوصلة بيد الشعب والقوى المختلفة والمتعددة تستطيع التاثير في اتجاهات السير ، والثقافة الوطنية قابلة للتجديد والخضوع للقواعد السياسية الجديدة بحيث يصبح القول حيثما شئتم سيروا وأنا بعدكم .
نعلم ان هناك قدر من الجمود يعتري حركة الصورة الجنوبية على جدار المرحلة الحاضرة ، لكنها في طور التهيئة والاعداد لتصبح متماهية في كل الوقت مع الحركة التحررية الفكرية المعاصرة الخارجة عن النمطية والجمود .
كل ما يقدم اليوم من نقد سياسي وفكري على الساحة لا يعدو كونه ردات فعل وتعبير عن شطط سياسي لا يعكس الحقيقة كلها .
وبكل التقدير والاحترام للكاتب الكبير محمد علي شائف ، صاحب الفكر الراقي ، نتمنى ان لا نوغل كثيرا في الجنوح نحو التنظير والكتابات البعيدة عن واقع القضية الجنوبية وواقع المجتمع الجنوبي بكل ملابساته .
اليوم نحن مطالبون ان نكون دائما أقرب الى الحقيقة من خلال الواقع الحي الملموس وليس من خلال اسقاط نظريات هي اقرب الى الفلسفة ، فقد شبعنا منها ايام كتابات وتنظيرات عبدالفتاح ورفاقة من جهابذة الفلسفات الماركسية ، اللينينية ، وأخذتنا الى الاوهام والخيالات لنصحو في لحظة لنجد انفسنا اننا لا نعرف حتى من هو لينين فضلا عن نظرياته التي شغلت العالم .
الرئيس البيض قائد المسيرة ، يتعاطى مع القضية بواقعية متحررا من تشدد وتصلب القرار الذي ساد في الحقب الماضية ولكن بوعي ووفقا للمعطيات والظروف ، نجده يقف ليعكس القاعدة السابقة ويقول لشعبه سيروا وأنا خلفكم ، بدلا من أنا اقرر وانتم سيروا بعدي .
مرة أخرى أسجل احترامي للكاتب ، والاختلاف لا يفسد للود قضية .