النقلة الناقصة / صالح الجبواني

[بن عفرير]

النقلة الناقصة

صالح الجبواني

كتبت في وقت سابق وعلى صدر هذا الموقع العزيز (عدن تايمز) مقالا بعنوان من (التفلة إلى النقلة) تعلقيا على خطاب الرئيس صالح في كلية الشرطة .. مواقع الكترونية في صنعاء حجبت المقال عن الظهور برغم إرساله اليها وأظن أجهزة الأمن خلف ذلك لأن التطرف هو من يقود أطراف الصراع من كل جانب وعلى كل إتجاه، وهناك تجارة صراع وحرب ومصالح للأسف أدنى من المصالح الوطنية هي من يقود الصراع. ظهر صالح في كلية الحرب بخطاب غير متماسك شن فية هجوما شرسا على اللقاء المشترك وكأن المشترك هو من يقود الحراك، أظن أنه كان يقصد الحزب الأشتراكي لأنه أستدرك في خطاب تالي أمام وحدات الأمن المركزي المتوجهة إلى صعده وقال أنه لم يقصد الشركاء الحقيقيين الذين قاتلوا إلى جانبه دفاعا عن الثورة وأخماد تمرد المناطق الوسطى ودحر عملية الأنفصال في 94م ويقصد حزب الأصلاح.. الرئيس صالح دعى في خطاب كلية الحرب الحراكيون للتفاوض حتى على مطالبهم (السياسية) لكنها كانت جمله ناقصه مبتوره وكأنه قالها على إستحياء .. هو يريد أن يفاوض الحراك لكنه حذر فأي حراك يستطيع أن يقول نعم نحن جاهزون للتفاوض ولكن تحت مظله دولية و ضمانات لحماية شعبنا الواقع تحت الأحتلال العسكري المباشر والذي يكابد الآله العسكرية لصنعاء على مدار الساعة ، فالحالة في الجنوب هي حالة حرب حقيقية. الرد جاء من الأخ ناصر الخبجي عضو المكتب السياسي للأشتراكي قائلا : إذا أراد صالح التفاوض فعليه الذهاب إلى الأمم المتحدة وسيجد الرئيس البيض في إنتظاره وذهب آخرون من قيادات الحراك نفس المذهب، ومع عدم الأعتراض على شخص الأستاذ البيض لكن دعونا نتكلم بكل صراحه فأن الوضع يتطلب الصراحة وفقا لنقاط أرى تسليط الضؤ عليها مهما جدا:
1ــ الأستاذ البيض رمزا جنوبيا ويستطيع تمثيل الجنوب على قاعدة تمثيله للجنوب في الوحدة ولكن هذا التمثيل ليس كيفما كان فله شروط ومحددات. فالكيان الذي يتحدث بأسمه الأستاذ البيض (جمهورية اليمن الديمقراطية) كيان غير شرعي . وهم يقصدون بها ذلك الكيان الذي أعلن في العام 1994م أثناء الحرب التي دارت حينها. وأذكركم بأن دستور تلك الدولة المعلنة كان هو نفسة دستور الجمهورية اليمنية وهدفها كان إعادة تحقيق الوحدة. إذن الأشتراكي يبحث عن دولته المفقودة ولكن الأشتراكي اليمني وليس غيرة . الأشتراكي وبقيادة البيض نفسه يكرر ذات السيناريو وبشكل يكاد يكون غبيا .. الشعب الجنوبي هب في إنتفاضه شعبيه بعد ضرب التمثيل الجنوبي في الوحدة وبعد كل هذه التضحيات للأسف يبحث البيض والخبجي عن دويلة (1986) ونرى هناك الكثير من القيادات الشعبية الحراكية التي ليست على إتفاق مع الأشتراكي تجاري الأشتراكي والأستاذ البيض المسعى بل وتدعم مسعى البيض الذي يرفض حتى الآن تبني تشكيل أداة جنوبية للحراك تستطيع قيادة الشعب في هذه الظروف العصيبة بدلا عن التوهان وحالة أنعدام الوزن التي يعيشها الحراك وظهرت أحدى تجلياتها في أحداث زنجبار الأخيره.
2ـ ظهر الشيخ طارق الفضلي والشيخ النقيب والشيخ بنان على مسرح الأحداث.. لكن مشائخنا الكرام أبرياء ويقعون أحيانا ضحية للأداء الأشتراكي وبدل ما يستخدمون الأشتراكي لمصلحة القضية الجنوبية ، يستخدمهم الأشتراكي لمصالحه الحزبية . فعندما تم الأستفراد بالشيخ الفضلي ظهرت بعض الأصوات تدعوه للأنتحار فداء للجنوب وتدعوا الجنوبيين للزحف إلى زنجبار لإنقاذ الفضلي وكأننا نعيش أيام داحس والغبراء بالسيف والرمح.. الدعوات هذه ليست بريئة فالتخلص من الفضلي يكاد يكون هدفا بحد ذاته ، وما محاولة إحراقة بعد إعلانه لمجلس الحراك (حسم) الا إثبات على ما يكنه الأشتراكي للفضلي من ود!!! .. خطوة الشيخ الفضلي بإعلان هدنة مع السلطات المحتلة هي خطوه جيدة ومطلوبة فالأنتحار هو منهج القاعدة وليس منهج الحراك السلمي .
3ـ نحن إمام مرحلة غاية في الدقة وشعبنا يقدم تضحيات جمه وأقول بكل صراحه أن عدم الأنتقال بالعمل الجنوبي من حالة المبادرة الشعبية إلى حالة التنظيم السياسي الشعبي يضع شرعية القائمين على قيادة الحراك تحت التساؤل وتقع على المجلس الوطني وتاج وهيئة الأستقلال وإتحاد الشباب وهي الأشكال الجنوبية الميدانية التي تكابد ظروف الواقع المر توضيح الأمور للناس ووضع كل طرف إمام مسئولياته لإيجاد (تنظيم) أو (تكتل) سياسي جنوبي يقود الحراك ويكون مهيئا للتفاوض الذي سيأتي قريبا بدون أدنى شك.. وأدعو الأستاذ البيض إلى تحديد خياراته بدون مواربه فدويلة 86م ليست غير شرعية فحسب ولكنها ملوثة بالدماء وإصرار الأستاذ البيض عليها هو أصرار قد يفتح الجروح العميقة وهذا لايفيد قضية الجنوب بأي حال من الأحوال .
4ـ الرئيس صالح لازال يملك مفتاح المبادرة ويستطيع (الإنتقال) أو (النقلة) كما عبرنا سابقا من مربع الغرور والمكابره إلى مربع الإعتراف الصريح بالقضية الجنوبية ويطلب من الحراك التفاوض الصريح والمباشر لحل القضية الجنوبية بدون شروط أو سقوف فلا ثابت الا الله سبحانه وتعالى وحينها ستنتقل الكرة إلى المرمى الجنوبي ..
علينا نحن الجنوبيون الخروج من حالة الإرتجال والتخبط وتحديد أهدافنا بوضح ليس من خلال الخطابات على الميكرفونات أو عبر غرف الواقع الأفتراضي الألكترونية ولكن عبر التوافق على برنامج سياسي محدد وواضح وتنظيم سياسي يقود هذا الشعب للخلاص مما هو فيه من ويلات ويحتم على الأخوه الرؤساء علي ناصر محمد وحيدر العطاس وزملائهم وأبرزهم الأستاذ محمد علي أحمد أن يبرزوا إلى صدارة المشهد ويطالبوا بالتفاوض تحت مظلة دولية ويدعوا الحل لعملية التفاوض لأن وضع العربة قلب الحصان يضرهما معا لا العربة تصل ولا الحصان يتحرك، ثم أن الوحدة ليست قدر، فهي نقله سياسيه أن لم تحقق أهدافها فأي بحث خارجها هو مشروع حتى لإنفصال أرحب عن صنعاء ما بالكم بالجنوب الذي يقطع نظام صنعاء معه خطوط الرجعة يوما بعد يوم. يجب أن لايترك شعبنا يذبح وفي الأخير يباع في المزادات الحزبية ومن يفعلون ذلك سيتحملون مسئولية أمام الله والشعب وذاكرة الشعب لن تنسى.

12/3/2010م
نوتنجهام
بريطانيا العظمى