ملاحظة هامشية : بالنسبة للمشيخات والسلطنات في الجنوب العربي فتاريخها أقدم بكثير حتى من تاريخ الإمبراطورية البريطانية ، وهذه البنية المجتمعية الجنوبية غائرة في عمق التاريخ وتسبق حتى ظهور الإسلام
طبعا من يريد أن يعرف التاريخ الحقيقي عليه أن لايعتمد على التاريخ المكتوب في فترة حكم الحزب الإشتراكي اليمني للجنوب فهذا التاريخ للآسف مسيس حتى العظم ومحرف ومزور لأسباب سياسية ولخدمة أفكار سياسية كاليمننة السياسية وغيرها وبالتالي فهو قد زرع في أجيال كاملة مفاهيم كثيرة مغلوطة تتنافى مع الكثير من الحقائق التاريخية المثبتة والوقائع المعروفة لكل مطلع
وكان ذلك أحيانا ناتج عن جهل أو عدم إطلاع أو ببراءة وفي أحيان ناتج عن هدف مقصود وتحريف مدروس وممنهج
وكلنا كجيل من مخرجات تلك الفترة أو ماتلاها لاشك فينا بذور جهل تخص تاريخنا الحقيقي بل وحتى حين نعلمه من الصعب إقتلاع أفكار مغروسة في عقولنا عميقا كفكرة الربط بين الإستعمار والبنية المجتمعية الجنوبية الممثلة بالسلاطين والمشيخات والإعتقاد بأن المستعمر هو من أخترع هذه الكيانات وربطها به وكانه قبل وجود المستعمر لم يكن هناك نظام مجتمعي سياسي جنوبي ، وللآسف كان من المحرمات الحديث عن تاريخ تلك الكيانات بالتفصيل بل كان يتم تناولها بالعموميات وبربطها مع المستعمر
ومن ناحية الأمانة العلمية فأن المستعمر البريطاني كان أكثر صدقا وأكثر عدلا في تعامله مع بنيتنا المجتمعية بل وأكثر فهما لها ولم يفرض عليها ما لم تكن ترغب به ولم يقفز بها على المراحل ورغم هذا أستطاع بأسلوب حضاري جمع هذه البنى المختلفة في شبه كيان واحد ليأتي الإشتراكي لاحقا ويقطف الثمرة ويوحد الجنوب ويتهم بريطانيا بزرع التفرقة في حين أنها من زرع بذور التوحيد الجنوبي التي قطفها
وأعتقد أننا فعلا بحاجة لمراجعة تاريخية موثقة وصادقة بعيدة عن التسيس وعن الخرافات والأساطير وخصوصا أن خصومنا يستخدمون بعض الخرافات والأساطير وتزوير التاريخ لتبرير إحتلال بلدنا ويضفون عليه صبغة قداسة ليست فيه
وهذا للآسف موجود حتى في أنفسنا لكثر ماتكررت هذه الخرافات والأساطير لدرجة أننا نظن صدقها ونحس بتعذيب الضمير أحيانا حين نظن أن نخالف ماتقول به هذه الخرافات وتلك الاساطير
لكن لاينبغي أن يكون خلافنا على تفسير التاريخ وطريقة كتابته مجالا خصبا لضياع المستقبل
تحياتي