الحق يجب أن يقال

[العنـــــــود]

قرأت في التعليقات التي نشرتها قناة الجزيرة حول القضية الجنوبية وأستغربت جدآ من التعليق الذي قام به الأخ الدبعي حيث قال أن مادة التربية الأسلامية لم تكن تدرس في المدارس الجنوبية قبل الوحدة وتم أعتمادها كمنهج أساسي بعد الوحدة مع أنها كانت تدرس بالفعل ولكنها ليست بالكثافة التي نراها اليوم.
لو قارنا مقارنة بسيطه حيث أصبحت مادة التربية الأسلامية مادة أساسية وعن ماكان عليه الواقع في ذلك الوقت من أيجابيات وسلبيات والسلوك العام للمجتمع أجتماعيآ ودنيآ وثقافيآ وحتى قبليآ وعن الأيجابيات بذلك العهد البائد الذي لا يعنينا اليوم بقدر ما تعنينا المقارنة التي من خلالها ربما يصل البعض الى مساوئ اليوم والتي نتجت عن أخطاء وقعت فيها الأتجاهات العامة للدولة بشكل عام أجتمعت في تكوينها عناصر كثيرة منها الرسمية بكافة وسائلها ومنها الشعبية بمكوناتها البسيطة والتي يغلب عليها الجهل وحب الذات والتي لم تؤثر فيها تدريس المادة بشكل مكثف, ولم نلمس هذه القيم الحنيفة والمبادئ السامية التي حث عليها ديننا الحنيف وهذا أمرآ مؤسف جدآ.
لنأخذ أمرآ واحدآ كان أنذاك بالجنوب وأعتبره من وجهة نظري هو من أهم الأسباب التي أخلت بالمجتمع اليمني وهو قوة القبيلة وقوة القانون! لقد أجتهد كثيرآ نظام الجنوب سابقآ بالقضاء على قوة القبيلة وثبيت قوة القانون بطرق منها توعويه ومنها ما اتخذ طابع القوة وبعد كفاح من الزمن أستطاعت الحكومة الجنوبية رغم أنقلاباتها العسكرية والتصفيات الجسديه فيما بينهم أستطاعت من نشر المساواة وأنشأت جيل يتمتع بقيم وأخلاقيات عالية يشهد لها الجميع جيل يحترم القانون والظوابط الأخلاقية والعامة جيلآ لايسرق لايختلس ظرب مثلآ للأمانة بكل دول الخليج العربي حتى أصبح من شروط التوظيف هناك للوظائف المالية والمصارف والشركات أن يكون يمني جنوبي أستطاعت الدولة أيضآ أن تثبت أهم وسائل الحياة والعدل والأمان وتطبيق النظام والقانون على الجميع وتقدمت خطوات واقعية في التعليم والتأهيل وصنعت جيل يحترم القانون وأنخفض معدل الجريمة بشتى أنواعها وأصبح الأمن والأمان يعم جميع المناطق فلا رشوة ولا أختلاسات ولا قتل ولا ثأر ولا قاعدة ولا عنف ولا أرهاب ولا يجد المواطن نفسه أمام عجز مالي بين دخله ومصروفاته وهذا أحدث الفارق بين الماضي والحاضراليوم.
عندما أعلن يوم الوحدة أستبشر الجميع خيرآ وكانت لهم طموحات نحوا الأفضل في كلا الطرفين حيث كل طرف يعاني من معاناته والخاصة وكلن أدرى بها والوحدة أعتبرت هي الخرج الآمن نحو حياة كريمة وأفضل ولن يتوقع أحدآ أن يصل بهم الحال الى ماوصلوا أليه اليوم الفقر يزداد أتساعآ القبيلة أتسعت دائرة قوتها وأصبح الثأر بشكل يكاد أن يكون يومي أنفلات أمني خطير هيمنة عسكرية تجاوزت كل الحدود العامة للحياة المواطن فساد مالي وأداري أرهق ميزانية الدولة مشاريع هشه غير مطابقة للمواصفات المطلوبة وبتكلفة مبالغ فيها المستثمر فقد الثقة والمواطن أيضآ فقد الثقه , أصبحت قيمة القانون تساوي بعض أوراق نقدية خلل في التعليم والصحة وأستهتار بحياة المواطن أصبح التفكير في كيفية الحصول على المال يتخطى كل المفاهيم والقيم الأخلاقية والدينية والكثير من هذه الأمور والتي تحاج لذكرها الى مجلدات والكل يعلمها ويدركها,
جميعها شكلت صدمة كبيرة وأحباط عام لما كان يتطلع أليه المواطن وقت أعلان الوحدة لم يفقد الأمل بل أنتظر طويلآ لعل أن تكون تلك فترة ثم تتغير الأمور الى نحو الأفضل ويصل الى الأمل المنشود ولكن دون جدوى فقرر أن لا يسكت.
قرأت اليوم مقالآ بالصدفة في موقع الصحوة نت بعنوان ا( اليمن حياة لاتطاق) للكاتب عادل سعيد القدسي ولا أعتقد هذا الكاتب سيحتسب جنوبيآ وأن ما أفاض به قلمه هو أفتراء ومغالطة لحقيقة الواقع المرير الذي بلغت معاناته الى درجة لاتطاق.
يجب علينا يا أخواني بدلآ من أن نذهب بعيدآ ونتهم هذا أو ذلك أن ننظر بواقعية ودون مكابرة ونعترف بالخطأ حتى نستطيع أن نجد الحلول وأن نملك قليلآ من الشجاعة ونعترف للجميع فجلا من لايخطئ.
يجب على كل الجميع مناصرة الحق ونبذ الظلم فالأنسان أهم بكثير من كنوز الدنيا كلها.

ودمتم بود..

أختكم العنود