[3] هذه شهادة للتاريخ ينبغي توثيقها
الخميس 23 مارس 2017
مبعد | عدن
كثير من النقاط التي وردت في مقال علي البخيتي،كان قد تضمنها التقرير الذي صدر من مؤتمر الحوار اليمني الذي سعى إلى دغدغة عواطف الجنوبيين من خلال الإعترافات الواردة والتي تناولت مظلومية الجنوب والممارسات التي ارتكبت بحق الجنوبيين من إقصاء وتهميش وقتل ونهب لثرواته ومقدراته وتدمير مؤسساته، وبعد أن انفض هذا المؤتمر تم التنكر لكل ذلك وتم اجتياح الجنوب واحتلاله للمرة الثانية وبشكل أسوأ من إحتلال عام94 ، وعلى العموم هذا طرح متقدم لأنه يضع النقاط على الحروف ويأتي بالحلول المناسبة للصراع ، ورغم هذا يبقى مجرد وجهة نظر لكاتب المقال حتى يتضح موقف مراكز النفوذ والقوى المتسيدة على المشهد في صنعاء إزاءه..وفيما إذا كانت مستعدة للقبول بالتفاوض الندي بين الجنوب والشمال على قاعدة فك الإرتباط برعاية دولية..مع الأخذ بالإعتبار مواقف دول التحالف العربي التي لديها أجندات مغايرة لهذا التوجه والتي تهدف من خلالها لحماية أمنها القومي وحماية مصالحها في المنطقة. فيما يتعلق بدور الرئيس هادي الذي أبرزه البخيتي في محاولة منه لتأليب الجنوبيين ضده، مهما كانت مشاركته في حرب 94 ضد الجنوب فقد كان حينها مجرد تابع في نظام صنعاء ولا يستطيع إلا القيام بما قام به، ويكفيه اليوم أنه عمل على تفكيك التحالفات التي كانت قائمة في الشمال وتدمير الجزء الأكبر من مصادر قوتها ومقومات وجودها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي ولولا الرئيس هادي لما تمكن التحالف العربي من ضرب تلك القوى المهيمنة وإصابتها في مقتل ،ولما تمكن الجنوبيون من تحرير معظم أرضه من قبضة صالح وحلفائه القدامى والجدد على السواء، لذلك يبقى وجود هادي في المشهد اليوم ضرورة وواقع يجب التعامل معه حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتجمع قطع الأحجية الناقصة التي تظهر اللوحة كاملة ويبدو كل شيئ واضح للعيان. على العموم فإن هذا الطرح يستحق القراءة المتمعنة والمسؤولة من قبل العقلاء في صنعاء ،هذا إذا ما كان هناك من عقلاء ، لأن الحل الوحيد المتاح اليوم للخروج من هذا المأزق هو حل قيام الدولتين وفك الإرتباط سلميا حتى تتمكن كل دولة من التفرغ البناء والتنمية وإعادة إعمار ما خلفته الحرب ومداواة الجروح الغائرة ليعود السلام والأمن وتعود العلاقات السليمة القائمة على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين الشعبين والدولتين ويعم السلام كل ربوع المنطقة والإقليم والعالم ....
|