تغطيه احتفالات 30نوفمبر وكل ماله علاقه باشان الجنوبي العربي من احداث يمنيه وعربيه ودوليه

[علي المفلحي]

أعلن قبل يومين عن زيارة سياسية يقوم بها الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها البيض منذ سنوات طويلة ويعلن عنها بشكل رسمي .

ظهر البيض مساء يوم الثلاثاء في خبر نشرته وكالة الأنباء الحكومية الإماراتية في لقاء ضمه بوزير إماراتي مسئول عن الشئون الخارجية هو "أنور قرقاش".

يمثل اللقاء مع قرقاش تأكيد رسمي من قبل الجانب الإماراتي ان الزيارة التي يقوم البيض ذات طابع سياسي ورسمية للغاية .

ماهي المكاسب التي يمكن للجنوبيين تحقيقها من زيارة البيض؟

جاءت زيارة البيض إلى الإمارات العربية المتحدة عقب أشهر من اندلاع الحرب في اليمن وقبل أيام فقط من بدء مفاوضات سياسية بين الأطراف اليمنية في مدينة جنيف السويسرية .

تمثل هذه الزيارة تحولا سياسيا كبير في ملف علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقوى والأطراف السياسية الجنوبية التي تنادي باستقلال جنوب اليمن .

حتى أشهر مضت ظلت علاقة دول الخليج بالقوى السياسية الجنوبية التي تنادي باستقلال الجنوب منعدمة لكن التحركات السياسية الأخيرة لعدد من الدول تظهر تعاطفا واضحا والتقاء للمصالح السياسية بين هذه الأطراف .

وقبل الحضور السياسي الذي سجله البيض في الإمارات سجلت قيادات أخرى مثل عيدروس الزبيدي وشلال علي شائع وهما قياديان في الحراك الجنوبي قبل ان يتحولا إلى قيادات في المقاومة الجنوبية مع اندلاع الحرب الأخيرة في اليمن .

يمكن لزيارة البيض ان تعكس تحولا كبير في الحضور السياسي للقضية الجنوبية على المستوى العربي وتحديدا الخليجي ، ومع تفاقم الحرب في شمال اليمن وعدم قدرة الأطراف على حسم أي صراع يظل التحول جنوبا أمر بالغ الأهمية لكل الأطراف السياسية العربية الفاعلة في الصراع اليمني .

يمكن للقوى السياسية الخليجية في حال عدم تمكنها من حسم ملف الصراع العسكري في شمال اليمن ان تتوجه جنوبا حيث يمكن لحلفائها هناك تغيير خارطة التحالفات اليمنية بشكل كبير .

لايمثل دعم استقلال الجنوب أهمية قصوى لدى دول التحالف العربية لكنه قد يكون خيار بديل في حال فشلت عملية التسوية السياسية في شمال .

يرى كثيرون ان الحرب في شمال اليمن تراوح مكانها منذ أشهر الأمر الذي قد يدفع دول الخليج لاتخاذ خيارات سياسية أخرى بينها التوجه صوب دعم الجنوبيين لنيل استقلال بلادهم وهو الخيار الذي يمكن لقوى الشمال وتحديدا الحوثيين وصالح التراجع إلى الخلف وتقديم تنازلات سياسية مقابلة عدم خروج الجنوب من المعادلة السياسية اليمنية بشكل كامل .

في الـ 8 من ديسمبر 2015 اصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارا قضى بتعيين العميد عيدروس الزبيدي محافظا لعدن فيما قضى قرار أخر بتعيين شلال علي شائع مديرا لامن المدينة.

مثلت هذه القرارات أول تسليم من نوع لإدارة مدينة هامة كعدن لقيادات من الحراك الجنوبي الأمر الذي يؤكد ان هنالك تحركات دولية عربية تبدي حالة من الرضا تجاه القيادات الجنوبية .

في الـ 15 من ديسمبر 2015 ستذهب الأطراف اليمنية صوب مفاوضات سياسية برعاية دولية في مدينة جنيف السويسرية وهدفها انهاء الحرب في اليمن لكن كل المؤشرات تؤكد ان هذه الأطراف لاتملك قدرة الاقتراب صوب تسوية سياسية حقيقية بين كل الأطراف المتصارعة في هذه المناطق .

يمنح عدم قدرة الأطراف السياسية اليمنية على حسم صراعها الجنوبيين فرصة تقديم أنفسهم كحليف سياسي موثوق به يمكن له ان يصل بكل الأطراف لاحقا إلى تسوية سياسية .