تغطيه احتفالات 30نوفمبر وكل ماله علاقه باشان الجنوبي العربي من احداث يمنيه وعربيه ودوليه

[علي المفلحي]

إستقلالنا مكتوب بالخط العريض!


في الذكرى الثامنة والاربعين لعيد الإستقلال نترحم على تلك الكوكبة الأولى من الصف النضالي الأول الذي خاض معركة التحرير على مدى أربع سنوات من الكفاح المسلح والذي توج بالإستقلال السياسي الناجز ، نعم إنه إستقلال سياسي ناجز على كامل التراب الوطني الجنوبي بكل ما تحملة كلمة إستقلال من معنى.

ذلك الإستقلال الذي تحقق لم يتحقق بفاتحة الكتاب والسلام بل كان بعد حرب استمرت اربع سنوات من الكفاح المسلح تبعتها مفاوضات شاقة خاضتها نخبة من السياسيين الجنوبيين المخضرمين وعلى رأسهم الفقيد البطل قحطان محمد الشعبي ورفيق دربه نبراس ثورة أكتوبر وقائدها السياسي المحنك الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي والكثير من رفاق دربهم ، والذين كانوا نخبة سياسية محنكة بإمتياز قل مثيلهم في هذا الزمن الصعب الذي نحن بحاجة لأمثالهم في الوطنية والعمل التنظيمي السياسي والمؤسسي.

اليوم وبعد حوالي ثمانية واربعون عاماً على الإستقلال لا زلنا بحاجة الى قفزة نوعية على واقعنا المؤلم الملطخ بآفات دخيلة على شعبنا في الجنوب والتي جلبها لنا المحتل الشمالي بعد غزوه للجنوب في صيف 1994م حيث أرجعنا عقود الى الخلف ونشر بيننا ثقافة الكراهية والحقد والمناطقية وكانت أبرز السياسات التي مارسها المحتل ضدنا وبقوة هي سياسية التجهيل المتعمد كي يسهل طمس الهوية الثقافية والجغرافية في آن واحد ، حيث عمل المحتل على تغيير مناهج التعليم الجيدة وإستبدالها بمناهج لا تتماشى مع عصرنا وايضاً عمل على تهميش الكوادر الوطنية المخلصة وإستبدالها بعناصر ضعيفة يتحكم بها كيفما يريد ، كما عمل المحتل على التداخل الجغرافي وتغيير التركيبة الديمغرافية في كثير من مناطق الجنوب وهذا من المشاكل التي ستواجه ثورتنا التحررية في قادم الأيام.

عند ذكرنا للثورة والإستقلال يجعلنا نستحضر تضحيات رجال الجنوب في كل المراحل منذ ما قبل اعلان الثورة في الـ 14 أكتوبر 1963م وحتى الان ، ونتألم بالذات في هذه المرحلة على تاريخ صنعه الأبطال ويحاول الان ثلة من أقزام السياسة يضيعوه ، ولكن مهما كانت الظروف وصعوبة المرحلة سنجدد ذلك التاريخ وسنكتبه بالخط العريض لكل الأجيال التي ستاتي بعدنا وستعرف بأن هذا الشعب وبالذات هذا الجيل لن يقبل بالظلم والظيم بعد الآن وسنواجه المجرمون الذين تلطخت أيديهم بدماء هذا الشعب والتي هدمت فيهم روح الحياة الطيبة وزرعت فيهم الخوف والرعب وايضاً سنواجه اذنابهم من العملاء الذين يعملون ليل نهار من أجل مصالحهم الضيقة حتى ولو كانت على حساب هذا الشعب المحروم من أبسط مقومات الحياة.

تجارب الماضي كفيلة بأن نتجاوز هذا الواقع السيء ولن نتجاوز واقعنا الا بعد ان نوثق البناء الذي أسسه أحرار شعبنا وبالذات مشروع التصالح والتسامح الذي أعلن عنه في 2006م والذي جعل المحتل يهستر وحاول ان يبث سمومه بيننا كي نبقى متفرقين مشتتين حتى يسهل عليه ان يسيطر على ما يريد وكيفما يريد ولكن عزيمة رجالنا وشبابنا كانت أقوى من كل مؤامراتهم الدنيئة التي حاولوا من خلالها نبش الماضي وها هي بعض الوجوة السوداء لا زالت تتحكم بمرافق الدولة وتعمل جاهدة لخلق واقع يهدم معنويات شبابنا ويبث فيهم روح الكراهية من جديد ضد رفاق الدرب مؤسسي النضال السلمي والذي حالياً ماهو الا ثمرة لذلك النضال ، وعليه لابد من إقتلاع جذور الفساد وتغييرهم بعناصر وطنية مخلصة وإعادة النظر بجرائمهم التي يمارسونها بحق مناضلين وشهداء وجرحى الجنوب ورد الإعتبار لهذا الوطن المجروح.
والله الموفق والمستعان..

بقلم / أدهم الغزالي
الناطق الرسمي للمقاومة الجنوبية ردفان.