تغطية معارك الدفاع والكرامة التي تخوضها المقاومة الشعبية الجنوبية ضد المحتل اليمني

[ابومحمدالناخبي 2010]

مراقب صدى عدن : تحول لافت للإعلام في التركيز على تعز بشكل رئيسي، يثير تساؤلات




09 رجب 1436هـ - 27 ابريل 2015 مـ الساعة 10:00 م 1342 قراءة 4 تعليق
مراقب صدى عدن : تحول لافت للإعلام في التركيز على تعز بشكل رئيسي، يثير تساؤلات

صدى عدن / كتب : مراقب صدى عدن

الجنوب منذ اكثر من شهر يقاوم جحافل عفاش والحوثة لم يواكبه إعلام خارجي من فضائيات عربية بشكل دقيق ومسئول مع غياب لافت للمراسلين والمصورين الذين يوثقون جرائم الحرب الكبرى التي ترتكب بحق ابناء الجنوب خاصة في عدن واقتصر الامر على صور قليلة ومكررة واتصالات روتينية مع بعض الناشطين.
هناك مشاهد دمار وقصف هستيري على المساكن والبنايات والمستشفيات وقتل المدنيين من اليوم الاول بشكل لا يوجد مثيل له في دول تمر بنفس الظروف فالجنوب يحمل جراح قديمة وظل يناضل من اجل حريته دون ان يلتفت اليه احد. اليوم وصل الامر الى حالة كارثية بسبب الفضاعات التي يرتكبها الغزاة في عدن والضالع خاصة وكذلك لحج وأبين وشبوة.. بينما الاعلام وضع ثقله الان في متابعة احداث في مناطق شمالية ربما فيها الحرب اقل حدة حيث تتوقف المعارك بين حين وآخر ويوجد فيها تنوع في الولاءات الحزبية تختلف عن الجنوب كما توجد هناك ايضاً حاضنة شعبية لعفاش والحوثة بشكل واضح .


لهذا يتساءل كثيرون سبب هذا التركيز على مناطق الشمال هل هو هروب من الحقيقة الواضحة التي تشير بان الاجتياح اساساً استهدف الجنوب وان للجنوب قضية يتهرب من ذكرها الإقليم في هذه الظروف ولا يوجد وضوح حول مواقفه تجاه الجنوب مستقبلاً، لهذا يتم التركيز بشكل خاص على اي حرب في مناطق شمالية لتفريغ المحتوى السياسي للحرب على الجنوب ووضع الحرب في سياقها اليمني العام مع ان الشمال في غالبه سلم امره للحوثي وعفاش منذ سبتمبر الماضي ولم يتحرك احد الا بعد صمود المقاومة الجنوبية . ويعتقد كثيرون بان المقاومة في تعز ومأرب اتت متأخرة جداً بعد ان كانت المدن الشمالية ممرات آمنة للقوات الحوثية العفاشية باتجاه الجنوب وان تحرك مناطق الشمال المتأخر وربما المؤقت يحمل مضامين عدة اهمها عدم السماح للمقاومة الجنوبية باحتكار المشهد. ويستدل كثيرون ان حزب الاصلاح الذي يعتقد انه وراء مقاومة ابناء تعز ومأرب الان، كان قد سلم امره لاتفاق السلم والشراكة وصمت على كل الاحداث التي مر بها الشمال اثر سيطرت تحالف عفاش والحوثة حتى انتبه على صمود ابطال الجنوب فحدد موقفه الرسمي وسعى لركوب الموجة كعادته الانتهازية.
يود كثيرون ان يوجهوا رسائل لقناة العربية والعربية الحدث بان لا تنحصروا في من تسمونهم محللين سياسيين ينتمون جميعهم الى منطقة واحدة ويحملون نفس المنطق فالأزمة في اليمن مركبة وعميقة والجنوب هو الضحية وعليكم ان تنوِّعوا من محلليكم فلقد بدا الملل يصيب المشاهدين من تلك الأسماء التي تدندن بنفس الكلام المفصّل على جهات محددة.
نسوق هذا ليس تقليلا بأحد لاننا نحيي كل جهود اخواننا في تعز ومأرب على مقاومتهم وليس ما يقال هنا موجه ضد الأبطال هناك لكن نحن يؤلمنا السطو على الاعلام الخارجي وإخفاء كثير من الحقائق المأساوية التي يعيشها الجنوب فقط من اجل التعتيم على تضحياته الجسيمة، بينما هم يعرفون ان مقاومة الجنوب ليست من اجل تسويات سياسية او مساندة جهات حزبية معروفة او اي شي من هذا القبيل بل هي مقاومة اتت في سياق معركة طويلة منذ سنوات بأشكال متعددة من اجل الحرية واستعادة دولة الجنوب.
ان كل محاولات طمس تلك الحقيقة الجنوبية لم تعد مجدية فالجنوب الان بعد هذه الفضاعات الكبرى سيخرج تماما عن الأسر والهيمنة والرعب ولم يعد يحتمل مجرد كلمة "وحدة"، فقد اختلفت الان الأهداف حتى وان اعتبروها معركة واحدة وهم يعلمون ذلك. الجنوب الان لديه صوت واحد وكلمة واحدة هي؛ كفى كفى كفى

كتب مراقب صدى عدن
27 ابريل 2015