تغطية احداث وفعاليات الجنوب ليوم الاحد الموافق 12أكتوبر2014م

[علي المفلحي]

صالح عبدالله مثنى : يدعوا الى وحدة الحركة الوطنية الجنوبية


( صدى عدن ) خاص :
حوار هام مع المناضل صالح عبدالله مثنى مع صدى عدن بمناسبة ذكرى عيد ثورة 14 اكتوبر
يدعوا فية الى وحدة الحركة الوطنية الجنوبية

صدى عدى/ خاص

وزير النقل السابق المناضل /صالح عبد الله مثنى, أحد أبرز السياسيين والمثقفين الجنوبيين, تقلد مناصب وزارية ودبلوماسية متعددة في دولة الجنوب وفي دولة الوحدة اليمنية قبل الانقلاب عليها في حرب 94م المشئومة.
تميز بقدراته المتنوعة ومواقفه العقلانية وعلاقاته المنفتحة على كل الأطياف السياسية والاجتماعية
فضلا عن تحليه بروح الشباب المتنور والمتجدد. اكتسب من مهامه العديدة والرفيعة قدرات استثنائية في العمل الرسمي الاداري والسياسي والدبلوماسي وحتى الاجتماعي. يعمل بصمت دون أي ضجيج إعلامي بمفرده وفي إطار نخب عديدة لدعم النضال السلمي في الجنوب من خلال تقديمه للكثير من المبادرات في المراحل المختلفة من مسيرة الثورة الجنوبية السلمية.

صدى عدن " تنفرد بلقاء الاستاذ صالح مثنى من خلال بعض الأسئلة الاستطلاعية حول الراهن في الجنوب وفي اليمن بشكل عام وذلك بمناسبة الذكرى الــ51 لثورة الرابعة عشر من أكتوبر المجيدة.

حاوره : رئيس التحرير: محمد صالح ناشر

س1- كل عام وأنت بخير استاذ صالح. كنا نود اجراء هذ المقابلة حصرا حول الجنوب ،ولكن حدثنا اولا عن تقديركم لخلفيات التطورات المتلاحقة في الشمال وعن ماذا تعبر؟


ج1- بداية اود ان اتوجه بالتهاني الحارة لمناضلي ثورة 14 اكتوبر المجيدة ولأبناء الجنوب في الساحات والميادين الذين يواصلون حمل راية ثورة اكتوبر ويقدمون الشهداء والتضحيات الجسيمة لاستعادة نصرها وامجادها بطابع عصري جديد يحتشد حوله ويشارك فيه كل ابناء الجنوب وكل قواه السياسية والحراكية بدون استثناء .
يقف خلف هذه التطورات ويؤثر فيها حاجة موضوعية للتغيير وقوى صاعده محركه لها ،ومعطيات واولويات اقليمية ومتغيرات استراتيجية دوليه ،ولكن الاساس فيها انها تعبر عن فشل تاريخي ذريع للسياسات القائمة على الثقافة التقليدية الشمولية ،التي ابقت البلاد في حالة تخلف اجتماعي شامل ،وادارتها بالاستئثار والاستبداد والظلم والفساد ، وبعثت عليها كل ارث الماضي من الانقسامات والعداءات القبلية والمنطقية والمذهبية ،وجعلتها مسرحا للفتن والصراعات والحروب المتواصلة وبيئة خصبه للتطرف والارهاب ،واوصلتها الى وضع الازمه العامة التي قامت عليها الانتفاضات الثورية بداً من العام 2007م في الجنوب وحتى فبراير 2011م في الشمال وما يجري الان .

س2- كيف ترون انفراد انصار الله بتحقيق هذه التحولات الجارية دون غيرها ؟ولماذا توقفت القوى السياسية المعارضة للمشاركة من اجل التأثير على اتجاهات تطورها؟


ج2- اكتفت قوى المعارضة بالشراكة في حكومة الوفاق الوطني املا منها في البداية بإصلاح الاوضاع ولكن اختياراتها زادت في انتاج حكومة اكثر فسادا بحسب توصيف البلدان المانحة ذاتها ، وانصار الله لم يعودوا جماعه فقد اصبحوا حركه كبيره تنشر حضورها في كل اتجاه، وقد نشأت واكتسبت خبرات ومهارات اثناء مواجهة ستة حروب خاضتها السلطة عليها،لم تقبل بهيمنة القوى التقليدية واحتواءها للثورة وتعطيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ،وادركت ان تدهور حياة المجتمع واتساع نطاق المد الثوري والغليان الشعبي قد وصل الى مرحلة اللاعودة، فأمسكت بزمام المبادرة مستفيدة من هشاشة مؤسسات السلطة التي نخرها الفساد ،وطبيعة المتغيرات الاقليمية والدولية، واعتمدت استراتيجية مرنه ودينامية فعالة تقوم على المطالب الشعبية بالتغيير وتحقيق الامن والعدالة للمواطنين وانها الفساد وتنمية وتوظيف موارد الدولة لتحسين مستوى حيات الشعب وتحقيق الشراكة الوطنية وبناء الدولة العادلة ، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية والحل المرضي للقضية الجنوبية، وهي الان على المحك والاختبار امام الشعب والعالم بمدى ايفاءها بالالتزامات والتعهدات التي قطعتها على نفسها،بعد ان اصبحت القوى الرئيسية المؤثرة الاولى


س3- ولكن المثير للدهشة ان تلك المواجهات والتطورات جاءت بعد فتره قصيره من انتهاء الحوار الوطني ، الذي انتج كما قالوا مخرجات شامله لمعالجة كل مشاكل اليمن؟


ج3- ولكن كما يقولون ايضا فأن العبرة في النتائج وهي ما نراه اليوم يجري على طول البلاد وعرضها ، صحيح ان المؤتمر توصل الى مخرجات ايجابيه كثيره الا انه بدا في الواقع غير مكتملا في عمليات التحضير له وفي منهج البحث والتقييم لمشاكله الجوهرية وتحدياته الوطنية، وقصورا في مكوناته واجنداته ومخرجاته ايضا وغياب الضمانات الفعالة لتحقيقها في الواقع ،وضمن ذلك غياب الفعاليات الأساسية للحراك والمعارضة الجنوبية في الداخل والخارج ومعها غياب الحل العادل للقضية الجنوبية التي يرتضيه ابناء الجنوب والحق في تقرير المصير كضمانة لتنفيذ ذلك الحل ،كما لم يجري احداث التغيير الجذري وانتاج الاليات الكفؤة والنزيهة عقب انتهاء المؤتمركضمانة اساسية لتنفيذ مخرجاته بالاستفادة من الزخم الذي احدثه والتاييد الشعبي والاقليمي والدولي الذي حضي به ، ثم انه لم يشرع بمعالجة اثار الحروب السته على محافظة صعده ونواحيها وتحقيق الشراكة الوطنيه الفعالة وتقديم مشروعيتها كاساس لمفهوم التحول الديمقراطي وليس رهنا بإرادة سياسيه متغيره ،وامور كثيرة اخرى كان على المؤتمر تداولها واقرارها وتنفيذها لتامين الاستقرار والتقدم للبلاد .


س4- ويبقى همنا الاساسي معرفة ماهية تاثير تلك التطورات في الشمال على الجنوب؟


ج4- على مدار التاريخ كانت هناك تاثيرات متبادلة بين دول اليمن واقاليمه المختلفة، وفي العقود الأخيرة شهدة دولتي اليمن مواجهات مستمرة منذ تأسيسها في مطلع الستينات وحتى حرب 1994م والى اليوم ،ولذلك ينبغي اولا التوقف عن شعار ان ما يحدث في الشمال لا يعنينا، او اننا لسنا من اليمن ونحن جنوب عربي وكفى ! . ان شركا المنطقة من العالم والمؤثرين على كل تطوراتها ينظرون الى مثل هذا الكلام على انه يعبر عن عدم النضج السياسي ، او نقصا في المعرفة والتاريخ، وعدم ادراك لكيفية استعادة الحقوق الوطنية لشعب ودولة الجنوب .
س5- ولكن الحقيقة هي انه لم تكن هناك دوله موحده في اليمن يوما فلماذا نجبر على وحدة لا يرتضيها شعب الجنوب؟
ج5- لخدمة الهدف الذي يتطلع اليه شعب الجنوب يمكن طرح المسألة في اطارها الواقعي كما يعرفها العالم،فاليمن تشكل تاريخيا كإقليم جغرافي نشاء على حالة من التنوع المجتمعي قامت عليه دولا عديده مختلفة في آن واحد، اتسمت علاقاتها بالتنافس والحروب والتكامل احيانا ،وفي اطارها فشلت كل محاولات تحقيق الوحدة بالقوة والقهر كما جرى ذلك في عهد كرب ايل وتر السبأئي والعهد القاسمي وان شئت في العهد الصالحي ،وبدلا عن ذلك كان اليمنيين يحتاجون الى اقرار السلام والتعاون والتكامل فيما بين دولهم وتأمين شروط استقرارهم وازدهارهم كما حدث حين اقامت دولتي حضرموت ومعين في العام 400قبل الميلاد حلف تجاري بينهما تطور الى تحالف سياسي ودولة واحده كان الملك عليها حضرميا ،وفي مرحلة اخرى انشأت دولتي سباء وذو ريدان اتحادا بينهما كانتا تتداول قيادته بالتناوب، واخيرا اقام الحميريين القادمين من الجنوب ما يشبه الدولة الاتحادية اليوم جسدوا فيها واقع التنوع المجتمعي والحقوقي على اسم الملك وتسمية الدولة التي كانوا يطلقون عليها اسم مملكة سباء وذو ريدان وحضرموت ويمنات واعالي الجبال والتهائم وتطورت واستمرت من القرن الاول الميلادي حتى القرن السادس منه .

س6- ورغم ذلك فان العالم اليوم قد تغير وتغيرت معه قواعد العلاقات السياسية بين الدول ؟


ج6- فعلا وهذا ما ينبغي على الجنوبيين ان يقولوه اذ لايمكن استنساخ تجارب من التاريخ على عواهنها،حيث ان عمليات التكامل والاتحاد تقوم اليوم على قواعد حديثة كوحدة الثقافه والاهداف وتضمن واقع التنوع والشراكه المتكافأه والطابع التدريجي لتحقيقها وتؤمن حريات البلدان المشاركه فيها وتطورها المتوازي وامنها واستقرارها، وهذا ما لم يتوفر في حال الوحدة اليمنيه التي انتهت الى الفشل كما اكد على ذلك مؤتمر الحوار الوطني .


س7- واذا كيف على الجنوبيين ان يتعاملوا مع التطورات الدائرة في الشمال بما يحقق تطلعات شعب الجنوب بنيل حقهم في الحرية وتقرير المصير؟


ج7- بالتاكيد فان المعطيات التي تنتجها تلك التطورات تمنح الجنوبيين والشماليين ايضا فرص جديده لإعادة بناء العلاقات بينهما على اسس مختلفة تؤمن الخروج من دائرة المواجهة والسعي المشترك لإرساء دعائم الاستقرار والازدهار لكل من الشمال والجنوب والشروع فورا بالحوار والتفاوض المتكافئ والبناء الذي لا يقوم على الإملاءات والتهديدات ، وعلى الجنوبيين تقع المسؤولية الاولى في تشكيل الشروط الأساسية لتحقيق ذلك،وانا هنا ادعوا للشروع فورا باجرا الاتصالات والمشاورات والاتفاق على" وحدة الحركة الوطنية الجنوبية، وتشكيل اطاراتها التنسيقية الموحدة ،لتشمل مختلف مكونات الحراك السلمي والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية "لمواحهة التحديات الكبيرة والمتزايدة التي تقف امام الجنوب، والتي لم تعد تقتصر على تنظيم المسيرات والاعتصامات والتسابق على قيادتها ولكنها تشمل كل مجالات الحياة ومصالح ومكونات الدولة والمجتمع في الجنوب وفي اساسها التحديات التالية :

1- تطوير الحراك السلمي ووحدة فعالياته السياسية والجماهيريه وتفادي اختراقه او انحراف سلوكيات البعض فيه، وتشكيل الاليات الشعبية للدفاع على امن ومصالح المجتمع .
2 - الحفاظ على اسس وبنية الدولة الجنوبية وثقافة المجتمع المدني التي تسعى القوى المعادية لتقويضها،وتحويل الجنوب الى مجتمع همجي غير مؤهل لاستعادة كيانه الوطني المستقل .
3 - مناهضة السياسات والاعمال الممنهجة لتخريب البنيه التحتية للاقتصاد الوطني الجنوبي في كل المجالات المستهدفة اضعاف امكانيات وقدرات الكيان الجنوبي الواحد للنهوض بمسؤولياته بتطوير وازدهار حياة المجتمع فيه وفي اطار ذلك القضاء على كل مكونات تطوير الميناء والمنطقة الحرة واستعادة مكانة عدن كمركز ملاحي وتجاري دولي متقدم .
4 - عدم السماح بتحويل الجنوب الى مسرح للإرهاب والتطرف والصراعات المذهبية والطائفية .
5 - ادارة التفاوض مع السلطة و العلاقات مع المجتمع الاقليمي الدولي على اساس اتجاهات محددة والآليات تنسيقيه واحدة،وتقديم الجنوب كشريك فعال في تحقيق الامن والاستقرار للمنطقة والعالم .


6 - الاتفاق على تشكيل فريق وطني لصياغه برنامج العمل السياسي للحركة الوطنية الجنوبية ونظامها الداخلي .


س8- لماذا لم تشاركوا بطرح مثل هذه الافكار في مراحل سابقه ؟


ج8 - على العكس تماما فقد سبق ان اعددت "مشروع استراتيجية متكاملة لاستعادة الحقوق الوطنية الجنوبية "عندما لاحظت ان الجميع يضعون برامج للأهداف التي يتطلع اليها الشعب ولكن دون ان يقولوا الكثير عن كيفية تحقيقها بالواقع، وهي التي حددتها في اطار تلك الاستراتيجية وقدمتها الى الأخوة محمد علي احمد وعلي منصر محمد بعد عودة الاخ محمد على من الخارج بعد مؤتمر القاهره واثناء الحوارات في الداخل لوحدة مكونات الحراك وقوى المجتمع الجنوبي والتي للأسف تعرقلت بتأثير اوهام ونزعات ذاتيه وتدخلات ووعود خادعه للمشاركة بالحوار الوطني ، وعدى ذلك ربما تعرفون ويعرف كثيرين اخرين انني كنت من اكثر المساهمين في تقديم المعالجات والمبادرات في مختلف المراحل ولكن لا حياة لمن تنادي، فحين يعترفون بصوابها بعد فوات الاوان لا يلقون بالا لغيرها من المبادرات لمعالجة الازمات اللاحقة ولا نضنهم يفعلون شيئا حيال هذه الآراء التي نقدمها اليوم .
ومع ذلك لا نيأس فأنا اجدها مناسبه للتوجه بالتحايا الحارة لكل القيادات السياسية والحراكية والمجتمعية ،وادعوهم لتقدير مسؤولياتهم التاريخية للعمل معا في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الجنوب والمنطقة ، واستغلال الفرص المتاحة في المرحلة الراهنة والتي يمكن تشكيلها بالعمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعب في الجنوب التي دفع تضحيات جسيمه على مدى تاريخه الحديث من اجل نيل الحرية والازدهار والاستقرار، وان لا يستمر احداً في الوهم بأنة قادرا لوحدة على مواجههة كل تلك التحديات مثلما علية ان يعرف بأن العالم يشترط وحدة الجنوبيين اولاً على وجه التحديد اناشد من نعتبرهم بالقيادات التاريخية من الحرس القديم من كل القوى السياسية وادعوهم لنسيان كل ارث الماضي من الخلافات والصراعات، والعمل معا للمساعدة بتحقيق وحده الحركة الوطنية الجنوبية الحامل الاساسي والشرط الذي لا غنى عنه لانتصار الجنوب وقضيته العادلة بعيدا عن التطلعات الخاصة ،والتأثيرات الخارجية السلبية، فليس هناك متسع من الوقت فنحن نعيش زمن الرحيل فلنترك ذكرى خالده لنضال وطني مجيد خلال عقودا طويله مضت بدلا من ان تلحقنا لعنات العار والغضب من الاجيال القادمة اذا تركناهم عرضة للضياع.

وفي الاخير نشييد بالدور الذي تتطلعون بة في صحيفة وموقع صدى عدن لدعم المسيرة الجنوبية الخالدة نحو النصر المبين بإذن الله ،