الحراك الجنوبي على طريق الكارثة / بقلم : عبدالسلام بن عاطف جابر

[حسين بن طاهر السعدي]

الاثنين 07 أكتوبر 2013 02:25 مساءً
عندما فكرت في الكتابة بحثت عن اساسيات الكتابة ومقومات الكاتب ، فوجدت نفسي بعيداً عنها ، فتعلمت وما زلت اتعلم كل يوم ، وكلما تعلمت اكتشفت جهلي ، ولكي استمر في الكتابة فأنا ملزم بالقراءة كل يوم من ساعتين إلى ست ساعات .. وعندما أبدأ بالكتابة اتهيب القارئ ، أخاف أن يصله الصح الذي اكتبه خطأ ، إذا عجزت عن نقله بالطريقة الصحيحة .. فكيف بي إذا كان رأيي خطأ وانتقل كما فكرت به؟؟ ماحجم الذنب الذي اتحمله امام الله؟ وكيف أجرؤ على الكتابة مرَّة أخرى؟؟ .

فإذا كان هذا حال من يكتب رأياً !! فكيف بالذي يقود شعباً ؟؟ كم يقرأ؟ كم يختلي بنفسه للتفكير؟ كم يستشير؟ كيف يسجل ملاحظاته؟ ماذا يقرأ؟ كيف يفكر؟ فإذا أخطأ كيف يجرؤ على استمرار القيادة؟؟.

فوضعت نفسي مكان المتلقي ، المواطن الذي يقرأ رأي الكاتب والمواطن الذي يتبع كلام القائد .. فقرأت مقالاً لم يعجبني ، وبدون تفكير فرشت الصحيفة سفرة طعام فوفَّرت قيمة سفرة ، وقرأت اليوم الثاني مقالاً لم يعجبني فمسحت بالصحيفة زجاج السيارة .. وعندما وضعت نفسي مواطناً جنوبياً يطيع قيادة الحراك !! وسمعت مالم يعجبني لم استطع فعل شيء ، وعرفت أن أخطاء القائد أنا الذي ادفع ثمنها قبله ، فإذا كان القائد هارب دفعت ثمن أخطائه وحدي "أنا المواطن المسكين"

وهنا توقفت وفكرت ، ثم سألت نفسي ؛ ما هو تعريف القائد الذي يتحمل مسئولية أخطاءه مع المواطن الغلبان؟ وماهو تعرف القائد الذي يتحمل مسئولية أخطاءه المواطن الغلبان لوحده ؟؟ وكانت الإجابة هي : الأول هو قائد حقيقي والثاني قائد افتراضي .

ومن الطبيعي أن يقود القائد الافتراضي شعبه بطريقة افتراضيه ، ويحقق مكاسب افتراضية ونتيجة عمله افتراضية ، فيغرق من يتبعه في عالم افتراضي .. وهنا تذكرت اجابة لعبدالفتاح في مقابلة لصحيفة عربية عن سبب قتل سالمين ، قال : إنَّه ابتعد عن النظرية الاشتراكية واقترب من النهجج البرغماتي .. فأدركت أن قيادة الحراك مؤمنة بالفرضيات وتعيش في خيالها الواسع ولن تصل إلى الواقع الحقيقي أبداً .

فالواقع يقول أنَّهم لم يتغيروا .. ومن مؤشرات عدم التغير ؛ الشعارات الجوفاء البعيدة عن الواقع مثال ؛ كانوا يقولون : عبدالفتاح اسماعيل دق امريكا واسرائيل !!! واليوم يقولون : الأمة تولد ميتة إن لم يكن لها قائد ، والبيض قائدنا!!! وهو قائد افتراضي لأنَّه يوم اصبح قائد الجنوب في 1986 متنا وأُهِنَّا وضعنا وضاعت بلادنا وهو هرب من تحمل مسئولية أخطاءه ، واليوم هارب من تحمل مسئولية أخطاءه اللاحقة ..

(هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى .. إما أن تدمر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك) مقولة لا اعلم قائلها ، لكنَّها تفسر حال القائد الافتراضي بكل اختصار ،، فهل بنى البيض وباعوم ومن معهم أعلى من غيرهم أو أنهم متفرقين لهدم كلما يبنيه غيرهم للجنوب؟؟؟
وقد يقول قائل : أنت تتجنى على قياداتنا ، فكيف تعتبرهم قيادات افتراضية وقد نقلوا قضيتنا إلى كل المحافل السياسية في العالم "حقيقة" ، والحقيقة ينقلها قائد حقيقي وليس افتراضي؟؟

فأجيب هذا هو الافتراض الذي فرض علينا هذه القيادة الافتراضية ،، لأنَّ الواقع يقول غير هذا ، والواقع نلمسه من كلام ساسة العالم ، جمال بن عمر والزياني وسفراء الدول العظمى الذين اجمعوا أنَّ الذي عرَّف بالحراك الجنوبي والقضية الجنوبية وأنَّها مربط الفرس في أزمة الجمهورية اليمنية ، هو ذلك القائد الجنوبي الذي يسبه الجنوبيون ويتآمر على قتله صقور صنعاء وهو الرئيس هادي ، وقد يقتلونه قبل أن يعرف الجنوبيون الفرق بين القائد الحقيقي والقائد الافتراضي !!!

فالقائد الحقيقي معرَّض للقتل هو وأعوانه ، والقائد الافتراضي دائماً في مأمن هو واتباعه .. ولذلك قتل من أعوان الرئيس هادي مئات القادة ولم يقتل من أعوان الرئيس البيض قائد واحد !!! ولولا الرئيس هادي ماكنَّا استطعنا اقامة مهرجان عليه القيمة في عدن ، فماذا نقول في مليونيات !! ولولا الرئيس البيض ماوقعنا في صراع الكراسي الافتراضية ، وخير شاهد الصراع الدائر هذه الأيام على كراسي اللجنة التحضيرية لمهرجان 14 اكتوبر !!!

إنَّ الشعب الجنوبي اليوم حاله حال أناس على جزيرة نائية وسط المحيط وغير موجودة على الخرائط ،، وإذا بسفينة تظهر بالأفق ، فاختلف قادتهم!!! فمنهم من يقول نسبح في اتجاه السفينة ، ومنهم من يقول بل نبقى حتى تأتينا .. فكان الرئيس هادي ذلك السابح في لجَّة البحر مغامراً بحياته ، ليقول للسفينة (إنَّ على الجزيرة قوم يستحقون الحياة) وحال القادة المزايدين الصراع والخلاف على الشاطئ كلاً يدعي أنّٓه القائد الأقوى ، ليكون في مقدمة الراكبين على السفينة ، بعد أن افترضوا أنَّها ستأتيهم .

واعظم ما أخشاه أن يعجز الشعب الجنوبي عن انتاج قيادة حقيقية شابة ، ويستمر بالسير خلف القيادة الافتراضية على طريق كارثة حقيقية ، يؤدي بالثورة الحقيقية إلى ثورة افتراضية .. وحينها لن يتحرر لأنَّ الحرية صنعت خصيصاً للشعوب الحرَّة .

اقرأ المزيد من عدن الغد | الحراك الجنوبي على طريق الكارثة http://adenalghad.net/news/70635/#ixzz2h2wZt1hl