تداعياتالعصيان المدني الجنوبي على وسائل الاعلام

[فارس الجنوب77]

سياسيون ومحللون يستغربون دعوة صالح للحوار مع القاعدة ويصفون الحراك الجنوبي بالحراك المتماسك والخبجي يؤكد "قضيتنا دولية" (صور جديدة )

خليج عدن - متابعة خاصة - إياد الشعيبي -


العصيان المدني الثالث والشامل الذي نجح اليوم في محافظات الجنوب المحتل كان له صدى إعلامي كبير في وسائل الإعلام العربية وبالأخص القنوات الفضائية والإخبارية ، حيث تناولت قناة الجزيرة والعربية وقناة البي بي سي وغيرها من القنوات الخبر كتطور هام وملفت على صعيد الاحتجاجات السلمية الجنوبية التي يتزعمها ويقودها الحراك الجنوبي ونضال الشعب الجنوبي الهادف للتحرر والاستقلال.



وكان الملفت في الأمر أن الإضراب الشامل الذي عم اليوم محافظات الضالع ولحج وأبين وشبوة وبعض مديريات حضرموت والمهرة وعدن تزامن مع استخفاف سياسي بالحراك الجنوبي وفعالياته من قبل رئيس سلطة حرب صنعاء علي عبد الله صالح حين وصف الحراك الجنوبي بأنهم "مجاميع فقدت مصالحهم" وذلك في سياق لقاء أجرته معه قناة أبو ظبي الإماراتية.



بل وإن الأشد التفاتا من ذلك أن يصل استخفاف الرئيس صالح - كهروب من استحقاقات الواقع - لأن يستثني الحراك الجنوبي (السلمي ) من أي حوار قادم ، مقتصرا الحوار على تنظيم القاعدة (الإرهابي) المتطرف و(المقاتلين) الحوثيين.



الجزيرة : قضيتنا دولية



وقد دفع هذا التجاهل والاستثناء قناة الجزيرة للتساؤل في حين استغرب سياسيون ومراقبون بالقنبلة الملغومة (الحوار) التي فجرها صالح في وجه دول الجوار وحلفائه في أمريكا وأوروبا عندما دعا التنظيم الإرهابي المتطرف - المحارب من قبل العالم - للحوار شرط إلقاء السلاح ، في وقت تتأهب فيه الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا للقضاء عليه بعد الهجوم الفاشل الذي نفذه فاروق عبد المطلب على طائرة الركاب الأمريكية في مدينة ديترويت يوم 25 ديسمبر الماضي.



القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي وفي اتصال له مع الجزيرة أكد أن استثناء رئيس الاحتلال صالح الحراك الجنوبي من الحوار هو دليل كبير وخطوة إيجابية تؤكد للعالم بأن قضية الشعب الجنوبي هي قضية دولية وليس قضية محلية تحل بحوار داخلي.



وفي حين اعتبر المحلل السياسي (فارس السقاف ) الطرف الآخر في برنامج "حصاد اليوم " في قناة الجزيرة أن استثناء صالح الحراك الجنوبي وقيادته من الحوار هو تعبير عن رفضه لحوار هذه القوى التي - وبحسب السقاف - تخرج عن المشروعية الدستورية وثوابت البلد.



لكن الخبجي كان له بالمرصاد حين وجه له سؤالا فاصلا عن المشروعية التي يمتلكها تنظيم القاعدة الإرهابي حتى يتم محاورته ، مؤكدا في إجابة له على سؤال الجزيرة أن مشروعية الحراك الجنوبي وقضية الجنوب ليست مكتسبة من اليوم وإنما هي موجودة منذ عام 94م عندما أصدر مجلس الأمن الدولي القرارين رقم 924 و931 القاضيين بدعوة طرفي الحرب (الجنوب والشمال ) للحوار ، ورفضه لفرض الوحدة بالقوة.



وتحدى الخبجي زميله في البرنامج ( السقاف ) أن تسمح سلطات الاحتلال لوسائل الإعلام بالنزول للجنوب وكشف الحقائق التي تحاول السلطات تزييفها وخلطها وتضليل العالم من خلالها ، مشيرا إلى حادثة منعها لمراسل قناة البي بي سي ( خالد عز العرب ) من دخول الضالع ولحج لإجراء حوارات مع قادة الحراك ، في حين سمحت له المكوث ست ساعات فقط في عدن ليغادر بعد ذلك إلى صنعاء تحاصره مجموعة أمنية مشددة.



العربية : مطلبنا فك الارتباط



قناة العربية من جهتها لم تكن غائبة هي الأخرى عن الجنوب فقد أظهرت صورا من العصيان المدني الذي شل اليوم محافظة الضالع وصوار لمواجهات - قالت أنها بين قوات الأمن ومتظاهرين - مؤكدة ومن خلال تقريرها أن العصيان الجنوبي يأتي في سياق مطالب الحراك بالإفراج عن المعتقلين ورفض لصق الحراك بالإرهاب والقاعدة والتضامن مع صحيفة الأيام ورئيس تحريرها المعتقل.



وقد كان ضيفها الناطق باسم الحراك الدكتور عبده المعطري ، والذي أكد في رد له على سؤال المذيع عن مضمون مطالب الجنوبيين ، بأنها مطالب "سلمية" هادفة لفك الارتباط بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية بعد احتلال صنعاء للجنوب في 7 يوليو 94م.



الـ بي بي سي : الحراك متماسك



ولقناة البي بي سي نصيب الأسد حيث أفردت لقاءا خاصا لمناقشة تداعيات الاعتصام الجنوبي الناجح اليوم ضم كل من الأكاديمي الجنوبي جعفر محمد سعد والمسئول الإعلامي لسفارة الاحتلال بدبي المدعو عباس المساوى.



وكعادته لم يوفق المساوى في الترويج والتضليل والخلط لأهداف الحراك السلمي وتجميل قبح أفعال نظام الاحتلال ، حيث لم يترك له جعفر مجالا لتسويق أكاذيبه المفضوحة على شاشة محترمة كشاشة قناة البي بي سي.



وقد ظهر المساوى مهزوما أمام الأسئلة المنطقية التي كانت توجه له من قبل مذيع قناة البي بي سي مكتفيا بالهجوم الإنشائي المفتقد لأي حجج منطقية يعكسها - من المفترض - مسئول ودبلوماسي محسوب على سفارة الاحتلال بدبي.



وفي نشرة حصاد اليوم للقناة ذاتها استغرب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية نبيل عبد الفتاح دعوة الرئيس اليمني تنظيم القاعدة المتطرف للحوار.



وشكك عبد الفتاح بمدى جدية صالح وحكومة صنعاء بمواجهة القاعدة ، متهما عناصر في الأجهزة الأمنية بالتواطئ مع التنظيم.



وأوضح رئيس مركز الأهرام أن انتشار الفساد واهتراء الحكومة اليمنية يجعلها غير قادرة على مواجهة عناصر القاعدة.



وعن تداعيات العصيان في الجنوب وصف عبد الفتاح الحراك الجنوبي بأنه حراك "متماسك" يستند لقاعدة شرعية وسياسية واضحة المعالم.



هذا وكانت قد شهدت اليوم محافظات الجنوب عصيانا مدنيا شاملا دعت لتنفيذه قوى الحراك الجنوبي السلمي شل الحركة فيها وأغلقت المحال التجارية والمرافق الحكومية وحركة السيارات باستثناء الصيدليات والمستشفيات كحالة إنسانية خاصة.



ويرى مراقبون أن انتقال الحراك الجنوبي إلى مرحلة العصيان خطوة هامة قد تعجل من تحقيق أهدافه السياسية المتمثلة بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية التي دخلت في وحدة مع الشمال عام90م.



وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد اتهم بعض المغتربين في دول مجلس التعاون الخليجي الذين يعيشون في تلك الدول بدعم الحراك بالمال، مشيرا إلى أن الأنظمة بريئة في دول مجلس التعاون من هذه التبرعات.


وقال في سياق حديثه لقناة أبو ظبي الإماراتية أن "هناك تواصل بيننا وبين الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون لتعقب مثل هذه التبرعات وكذلك مغتربين في الولايات المتحدة الأمريكية ومغتربين في لندن وفي بريطانيا بشكل عام".


ووصف صالح المنخرطين في الحراك الجنوبي بأنهم مجموعة فقدت مصالحها بعد الوحدة، وفقدت مصالحها أيضا بعد حرب صيف 1994، جاءت قوى سياسية من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية حلت محلهم وهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على المحافظات الجنوبية والشرقية.





صور خاصة بـ خليج عدن توضح الإضراب في مديريات ردفان ( سعدان اليافعي ):