أنا هنا لستُ مدافعاً عن ما يفعله أنصار الشريعة من قتل للآمنين وترويع للأهالي واستباحت الدماء ، ولكن موضوعي هو سياسي بامتياز ، وهو ماذا سنجني من الصدام والاقتتال مع أنصار الشريعة نحن الجنوبيون المطالبين بالحرية والاستقلال ؟! السنا ندعي بأننا محتلين من قبل نظام صنعاء وحكوماته المتتالية !
إذاً عدونا هو المحتل ولا غيره !! ليس من المصلحة ان نفتح على أنفسنا جبهات جديدة .. يكفينا ما نحن فيه من تكالب الأعداء علينا .. صالح وأعوانه .. علي محسن وحزبه "الإصلاح" ، وكذلك ونحن في الجنوب في وضع لا نحسد عليه ، منقسمين زرافاً ووحدانا .. هذا فدرالي وهذا رابطي له مشروعه ، ومن هم مع فك الارتباط واستعادة الدولة كذلك مختلفين كلاً يغرد بعيداً عن الآخر ، والشباب كل مجموعة عملوا لأنفسهم حركة .. كل هذا الأمور المأسوية ، وما زلنا وبدون مسؤولية ولا تفكير .. نفتح على أنفسنا باباً جديداً من أبواب جهنم وصراع لا نهاية له ، ومعركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل .
أيها الإخوة الاعزاء : قد يقول قائل هم من بدأ واعتدا علينا وما نحن إلا مدافعين على انفسنا .. أقول من حق ابناء لودر أن يدافعوا على أنفسهم وعلى قراهم ومناطقهم .. بالرغم انهم كانوا يستطيعون ان يتحاوروا مع هذه الجماعات وان يخرجوا بحلول مرضية للطرفين ولكن من يقف وراء هذه الفتنة كان أذكى من الطرفين وانتم تعرفون من هو المستفيد من هذه الحرب وهذا الاقتتال ! لكن ما اقصده هنا حتى وان قاتل ابناء لودر عن قراهم ومناطقهم لا يكون القتال باسم الحراك الجنوبي وكما هو موجود الان وأيضاً كان يجب عدم وقوف الحراك مع أي طرف من الأطراف بل كان بإمكانه ان يقوم بدور الوسيط ، وإذا في مقاتلين من قبل اللجان الشعبية ينتمون إلى الحراك فهم في الأخير ينتمون إلى مناطقهم وقراهم ويقاتلون من هذا المنطلق ، أما ان يقف الحراك الجنوبي في طرف ويعلن العداء " لأنصار اشريعة " فاعتقد انه خطأ ولا يصب في مصلحة الحراك الذي كل السهام موجهة اليه كما اسلفت .
أيها السادة : قد تتفوق اللجان الشعبية على أنصار الشريعة وذلك لكونها تقاتل في مناطقها وتعرف مداخلها ومخارجها ، وأيضاً قد يكون هناك مساعده من قبل النظام وإن كانت مساعدات شكلية للجان الشعبية ، لكن يجب ان نعلم علم اليقين بان هذه الجماعات المسلحة سواء اكانوا أنصار شريعة او قاعدة .. ليس لهم عمل ولا يفكرون إلا بالقتال والتفجير والانتقام . والدولة كما نعلم جميعاً غائبة في كل مكان وهو الأمر الذي سهل للعصابات المسلحة استهداف قيادات أمنية هنا وهناك ، وما نخشاه هو ان يأتي الدور على قيادات الحراك وحينها لا ينفع الندم .. وانتم تعلمون تسهيلات النظام لهذه الجماعات ، وأنها تسرح وتمرح ولا من رقيب .
في الختام اقول الحوار هو الطريق الانسب والأسلم وخاصة في هذا الوقت الذي تكالبت علينا فيه الاعداء داخلياً وخارجياً .. والذكي هو من هادن أحدى الاعداء من اجل محاربة الآخر .. والله من وراء القصد .