ألحوارات المنقوصه

[حصن عباس]

الاستسلام الكامل لذاكره خطيره خصوصا فيما يتعلق باجنوب والبحث عن المستقبل من دون توقف عند دروس الماضي خطير ايضا.
فقد يوقع الكثير من المراقبيين لما يجري في الجنوب في وضع المقارنات والملاحظات.
فالمفاوضات التي وتجري سرا بين سلطات الاحتلال بشكليه القديم والجديد علي حد سواء وبين الاطراف التي تدعي تمثيلها للجنوب, فهذه المفاوضات تدور في اطار اخر وتبحث عن حلول في جنوب قد تغير في الوقت الراهن.
وسيكون من المقلق الاستمرار في الاعتماد علي الاساليب القديمه اذا كانت الاحداث علي الارض تشير الي ان قواعد اللعبه قد تبدلت.
فهناك ثمه فارق كبير بين الحاجه الي الحوار وبين الاستعداد لدفع ثمن الاستسلام والتنازل عن الجنوب ارضا وشعبا.
لن نقول شئ عن تلك المفاوضات ودهاليزها فتلك مساله فضحتها مجريات الوضع في الجنوب.وسنكتفي بالحديث عن المفاوضات الجاريه من منظور الربح والخساره.
لماذا تزعج القياده التاريخيه نفسها في جولات عبثيه لا ندري ما المغزي منها والفائده طالما اننا لم نربح شئ.
لماذا الاجتماعات تاره لللتشاور واخري للحصول علي المظله والضوء الاخضر لدخول في مناقصات بيع الوطن,
نحن لا نفهم تصريحات ذيول الفدراليه وحلفائهم سواء في سياقهم المئزوم وبصوفها رجع صدئ لازمه الخيارات والبدائل التي وضعها قيادات الفدراليه نفسها فيها, ازمه الغريق الذي لم يعد يخشي البلل, نحن لا نفهمها الا بوصفها زفره يئس واحباط وقله حيله ولحظه افلاس.
سيخسر الشعب الجنوبي اذا سلم امره الي من يسمونا انفسهم قيياده تاريخيه.
وسيخسر الشعب كل ماتبقي له من هويه واراده نضاليه تحرريه اذا ما ذهبت هذه الجماعه الي تنفيذ مشاريعها الانهزاميه.
لقد ملئ هؤلاء من يعمل لصالحهم الارض والسماء نباحا وعويلا ضد من يتكلم باسم الجنوب العربي, وقد نجحو نفرا قليل بما يروجون لهم من مشاريع اليمننه وتمكنوا من جرجة بعض القيادات الحديثه ا لتجربه بالعمل السياسي واقوعوهم في شرك تكتل والتمترس خلف هذه المشاريع المصتنعه.
هاهم اليوم يريدون فرض الاملاات علي القوي الوطنيه الامؤمنه بالستقلا كهدف لها لدخول في حوارات صوريه يريدون في خلالها وضع الحلول النهائيه علي مقاس مشاريعهم مشاريع الهيمنه والتفرد.
لم يعد اليوم الجنوب جنوب الحكم الشمولي ولا الجنوب الخاضع للاحتلال اليمني انه جنوب المقاومه للاحتلال.
مقاومه يخوضها جيل جديد من ابناء الجنوب المؤمن بالقضيه الجنوبيه ايمانا مطلاقا جيل لم يكن منبثق من مخرجات تلك الحلقات الفيقه التي تدعي الارث النضالي العقيم.
من المؤكد ان ما حدث في الجنوب لم يكن سوء تقدير او خطي في التفكير وانما كان مخطط له لان ذبح الجنوب العربي هو مطلب يمني بالدرجه الاولي منذ قرون خلت, فكان تحول اسمه عشيه الاستقلال هي البذره الاولي في طريق القضاء عليه وعلي وحدته الوطنيه وتمزيق نسيجه الاجتماعي هذه المهمه كانت قد استندت لجماعه......!
اذا كل ماحدث في الجنوب كان مقصودا وتم الترتيب له بدقه ونفذ بدقه ونحن في سبات عميق, الي متي نبقي هكذا اليس هذا كافي لنصحوا ونفيق ونتعلم من ماضينا الاليم ان من لا يقراء التاريخ سوف يحكم عليه بتكرار اخطائه لانهم لم يتلقحو ضد اوبئه بنتظارهم علي قارعه التاريخ.
اما الناس الذين اسائو فهم الوجود ونواميسه, وضنوا ان الموت والفقر من نصيب الاخرين فقط, وانهم معصومون وامنون فهم الذين تنطبق عليهم مقوله من مامنه يؤتيه الخطر.
فالترايخ لا يعترف ببوصلات التامين لهذا لم يحافظ منتصرا علي انتصاره ولم يبقي المهزم مهزوما الي الابد.
لهذا فقد اصبح مطلبننا حياثيا لكي نعرف مالذي جري لاسلافنا وقد يتكرر معنا مدامت براقش لم تغير سواء اسمائها وشكل وجوهها بسبب ما تراكم عليها من مساحيق التجميل.


ابو سليمان الكربي