ردا على الماوري

[عبد القادر]

أثارني موضوع الماوري الذي إتهم فيه علي سالم البيض بالغبي لأنه وقع إتفاقية الوحدة بإسم الجنوب مع الجمهورية العربية اليمنية دون أن يجعل له خط رجعة , وعليه أقول للماوري إذا ماأخذنا هذا الحكم بميزان الغدر والخداع وعدم الحفاظ على الأمانة وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق الموقع عليها , لحق لصاحب هذا الميزان أن ينعت البيض بالغباء والجهل وإلى آخره من هذه الأوصاف , ولن تستطيع أن تنكر أن ميزان علي عبد الله صالح كان ومازال ميزانك وللتاريخ ذاكرة ومذكرات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله شاهدة على ذلك وبها أن علي عبد الله صالح طالبه بتأسيس حزب الإصلاح بهدف التنصل من تنفيذ الإتفاقات الموقع عليها مع الجانب الجنوبي وليكون هذا الحزب أيضا رأس حربة لغزو الجنوب وإحتلاله وبفتاوى وأحاديث دينية وفي مقدمتها الحديث النبوي الشريف : من جهزّ غازيا فقد غزا . التي إمتلأت به شوارع صنعاء بإسم الإسلام الذي يدعو إلى الوفاء بالعهود والمواثيق حتى إن وقعت مع غير المسلمين . أما إذا إعتمدنا ميزان العدل والأمانة والوفاء بالعهود والمواثيق في تقييم الأحداث لوجدنا أن الإسلام وكافة الشرائع الأخرى والمواثيق الدولية والأعراف السليمة بعد إثبات الأدلة التي تدين المتهم تقف مع البيض وشعب الجنوب المغدور بهما ولن يقف معهما من يتحدث بإسم الإسلام وقوله مخالف لتعاليمه أو من يتحدث بإسم القانون الدولي ويقدم مصلحة نهب ثروات الشعوب أو من يتحدث بإسم العرف وهمه صفة الشيخ التي تقال له والمال الذي يحصل عليه دون وجه حق.

أما قولك أنه لو وقع أحد قيادات الحزب الإشتراكي اليمني من أبناء الشمال الوحدة لما سلّم الجنوب كما سلمه البيض , فهذا قول مردود عليه وإذا لك إتصالات بالشرجبي فإسأله إن لم يكن وجماعته أصحاب ترتيب الزيارات التي قام بها الوفد الجنوبي إلى صنعاء , وإن لم يكن صاحب الزيارات المكوكية إلى أوربا الشرقية بداية عام 89 ليقنع منظمات الحزب في تلك البلدان بالوحدة وتحدث في تلك الإجتماعات وكأن علي عبد الله صالح قد أصبح رئيسا له وكل الأدلة تشير إلى أنهم كانوا أصحاب المشروع بالصورة التي تمّ بها . ثم شهادة العطاس على قناة العربية بأن جماعة حوشي في المكتب السياسي واللجنة المركزية كانوا يتجسسون لصالح النظام في صنعاء.

حول إعتراض النظام في صنعاء برئاسة القاضي المرحوم الإرياني على تسمية الجمهورية في الجنوب بالديمقراطية بدلا من الجنوبية فيه مغالطة , والحقيقة تقول أنه عندما تمّ إعلان الجمهورية في الجنوب بإسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية , إحتج نظام صنعاء برئاسة الإرياني على تسمية اليمن الجنوبية وقال أنه لاتوجد هناك يمن جنوبي وآخر شمالي أو غربي أو شرقي وإنما يوجد يمن واحد فقط هو نحن وإن كنتم تقولون أنكم يمنيون فتعالوا وتوحدوا معنا , ويستطيع البيض أو علي ناصر أو العطاس تكذيب هذا أو تأكيده إن أرادوا. أما تغيير الإسم من جنوبية إلى ديمقراطية جاء نتيجة لموقع الجنوب الجغرافي بشرق اليمن وليس بجنوبه وبنصيحة من أصحاب نفس النهج ليكون مثل كوريا الديمقراطية وألمانيا الديمقراطية ليس إلاّ.
ليعترف من يجب عليه الإعتراف بأن الجنوب منذ نيل إستقلاله كان محكوما بجهاز أمن الدولة والأحداث التي مرّ بها تؤكد لنا ذلك وهذا ليس إنتقاصا لمن غدر بهم جميعا ودفع معظمهم حياته مغدورا وإنما حقيقة ماثلة أمام أعيننا وقد تحقق الهدف الأول لهذا الجهاز على أمل أن يتحقق له الهدف الثاني بترشيح عبد ربه منصور لرئاسة إبقاء الجنوب محتلا لتخلفه فيما بعد توكل كرمان.

أخي لن تفيدك اليمن ولن يفيدني الجنوب إن كان عربيا أو يمنيا يوم لا ينفع مال ولا بنون ولن تنفعنا إلاّ كلمة الحق إن قلناها.عندما توحد الجنوبيون معكم آمنوا بوحدة خالية من حرب تشن عليهم ومن جيش إحتلال وخالية من مفهوم عودة الفرع إلى الأصل وخالية من النهب لأرضهم ولثرواتهم وخالية من الفساد والمفسدين , وكنت شاهدا على حوار قبل إنطلاق الحراك السلمي الجنوبي بسنوات قلت لمتحدثي ماذا لو أن الأمور تغيرت نحو الأفضل فالإنسان لايريد أكثر من عدل ومساواة في الحقوق والواجبات والعيش حياة كريمة , فقيل لي أن هؤلاء لايمكن أن يتغيروا فمن شبّ على شي شاب علية وهذه قناعة المواطن في الجنوب.

أسألك وأرجو الإجابة : ماذا لو أن علي عبد الله صالح الذي طالبتم بإزالته من كرسيّ السلطة وطالبتم بمحاكمته ولا زلتم تريدون محاكمته بدلا من أن يعتقد أنه مازال منتصرا , ماذا سيكون موقفكم منه لو قال أهلا بالمحاكمة وبالحكم وإن كان الإعدام ولكن قبل المثول في قاعة المحكمة سأتوجه إلى الجامعة العربية وأطالبها بإستدعاء علي سالم البيض لفك الإرتباط بين الدولتين الموقعتين على إتفاقية الوحدة اليمنية ثم أتوجه إلى الأمم المتحدة لتأكيد ذلك وأبري نفسي من جرم إرتكبته في حياتي. ألم يحسب له هذا موقفا شجاعا ويضعكم في حرج؟؟؟؟؟؟؟؟
لم أنتظر منه ذلك وأنا من تنبأ ببداية نهايته عندما أراد تطبيق إستخدام سياسة الإمام ضد أبناء تعز على الجنوب وأهله ليتوجه في بداية الحراك السلمي الجنوبي إلى عدن ويمارسها وبعدها نزوله إلى أبين ومحاولته اللعب بملف الثالث عشر من يناير المشئوم في مبنى المحافظة .
من أتى بالشر إبتليّ وإكتوى به