بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..
بداية أحيكم تحية الثوار الأحرار في ربوع جنوبنا المحتل .. تحية من وهبوا أرواحهم رخيصةً في سبيل حريتنا واستقلالنا واستعادة دولتنا .. وإنني هنا أجدها فرصة أن أترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية الأرض الجنوبية الطاهرة .. كما أجدها فرصة أن أترحم على روح المناضلة الدكتورة سلامة علي سعيد رئيسية اتحاد نساء الجنوب بالمهرة .. سائلة من المولى العلي القدير أن يتقبلها في الفردوس الأعلى ..
أما بعد ..
إن الدور النضالي والريادي الكبير الذي تلعبه المرأة الجنوبية في ثورتنا السلمية وحراكها الشعبي دوراً كبيراً وهاماً لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال .. فهي في مقدمة الصفوف دائماً في مسيراتنا السلمية بل وقدمنا عدد من الشهيدات في درب النضال السلمي التحرري من أمثال الشهيدة مسعدة .. بل وكانت المرأة الجنوبية نداً قوياً لأخيها الرجل وأثبتت قوتها وثباتها في ميادين الشرف والبطولة منذ انطلاقة ثورتنا وحراكنا السلمي ضاربة أروع الأمثلة في النضال والتضحية .. وهي تنسج لوحة نضالية نادرة في صمود وتحدي المرأة الجنوبية ..وفي هذه الأيام تبرز قضية جديدة وتحدٍ صارخ أمام الشعب الجنوبي عامة وعلى المرأة الجنوبية أن تتحمل نصيبها من هذا التحدي المسمى بالانتخابات الرئاسية وما أدراك ما الانتخابات .. والتي تعد لها سلطة الاحتلال وتخطط بكل ما أوتيت من قوة لتمرير الأبجديات الجديدة للاحتلال في ظروف غامضة وسط ترويج واسترخاص لدماء شهدائنا الإبرار من قبل بعض من بني جلدتنا من الجنوبيين الذين لا يزالون يحلمون ويمنون النفس بالعدالة والمساواة في ضل هكذا دولة تخضع لجبروت القبيلة والانتماء السياسي والحزبي .. وهنا تقف المرأة الجنوبية شامخة أمام هذا التحدي الجديد والتي يجب عليها أن تكون في مستوى وحجم المسئولية الملقاة على عاتقها .. ولذلك فإن أمامها الكثير من المهام الوطنية الهامة من نشر الوعي وبيان الألاعيب من هذه الانتخابات .. فالمرأة هي الأم والزوجة وهي المعلمة والدكتورة والزميلة .. لهذا فان واجبها الوطني يحتم عليها بيان تلك المخاطر لتلك الشريحة المجتمعية التي تنتمي إليها من اجل الوقوف صفاً واحداً أمام هذا التحدي الجديد الذي يداهم ثورتنا وحراكنا السلمي وبيان المخاطر المحدقة بالجنوب أرضاً وإنساناً من هذه الانتخابات وأجراءها في هذه الظروف الصعبة وفي هذا التوقيت بالتحديد وخاصة وسط الرفض الشعبي الجنوبي القاطع لهذه الانتخابات جملة وتفصيل .. فهنا يبرز الدور الأسمى للمرأة الجنوبية فالمعلمة في مدرستها والدكتورة في جامعتها والأم في بيتها كلٍ بطريقته وأسلوبه الراقي في توصيل فكرته وشرحها لمقاطعة الانتخابات ومنع إجراءها .. فبهذه الطريقة سنهيأ البيئة والمحيط والمناسب للمقاطعة والمنع المطلق لإجراء الانتخابات .. فهنا تبرز المرأة الجنوبية بثقافتها ودورها الريادي دائماً في انتصار ثورتنا التحررية فهي تشكل السواد الأعظم من هذا الشعب المكافح وتشكل نسبة كبيرة من الشريحة الانتخابية فبالتوعية وشرح وبيان مخاطر الانتخابات ووجوب منع إجراءها بتاتاً على الأرض الجنوبية مهما كلفنا ذلك من ثمن .. وهي مهمة وواجب وطني يتحمله كل الأحرار والحرائر على الأرض الجنوبية .. فلنضع أيدينا بأيدي بعض معشر الجنوبيين وان نرمي بخلافاتنا جانباً ولنتحد جميعاً أمام هذا التحدي ونقف صفاً واحد لمنع مثل هذه الانتخابات التي ستعيدنا بلا شك خطوات كبيرة إلى الخلف .. وعاش الجنوب حراً أبيا عصياً على الغزاة والطامعين
وإنها لثورة حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة..