![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
قلـــــم ذهبـــــي
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
![]() [align=right]مدخل تاريخي للتاريخ العالمي مسارات واضحة تحكمها سنن و قوانين فطر عليها الكون بكل مكوناته الفيزيائية و البيولوجية و الإنسانية هكذا وجد البشر انفسهم و هم يحتكمون لهذه السنن و القوانين كما سنها الخالق وليس بمقدورهم تجاوزها و تشير التجربة البشرية ان مخالفة هذه القوانين يعود عليها بالويل و الثبور . و شعوب جنوب الجزيرة العربيةمثلما هي عليه كل شعوب العالم مرت بمسارين : المسار الطبيعي الذي أفضى إلى التكوين الطبيعي لسكان الجنوب العربي المشمول في ثنائية مملكتي أوسان و حضرموت . وهي الممالك التي قامت على أكتافهما الحضارة العربية الجنوبية القديمة ، و لأن التاريخ مسارات و أدوار فقد شكلت هذه الثنائية الدور الأول في البناء الحضاري للجنوب العربي ، فهو الدور الذي تحددت فيه حدود الحق و تعينت أطرافه ، ذلك التحديد و التعيين شكل الأساس الذي الذي أحتكمت له كامل مسارات التطور التاريخي اللاحق ، مسار تشكلت فيه حدود الإنتماء المكاني للأرض فتحدد بذلك أقتسام الأرض بين الناس المرتبط بها أسباب الوجود و البقاء مما شكل كل ذلك منطلقاً لمسار تاريخي جديد ، مسار ارتبط بعلاقة الناس هنا في هذه المنطقة بوجودهم الطبيعي و بالحق الذي أقتسموا على أساسه في تكوينات باتوا يعرفوا بإسمها . إذ كان هذا المسار التاريخي الجديد ان يتعامل مع ثلاثة تحديات كبرى : 1- الحفاظ على التكوينات البينوية التي أثمرها المسار الطبيعي الأول فهي تمثل لحظة تعيين الحق و بيان الحدود الجغرافية لأطرافه مع عدم السماح بأي إخلال في حالة التوازن التي تشكلت بين هذه التكوينات . 2- وضع نهاية لمحاولات التوسع الأفقي كل على حساب الآخر و توجيه الإهتمام نحو مسار التطور الرأسي في العلاقة مع الجغرافيا و في العمل الهادف إلى تلبية الإحتياجات المتزايدة للناس التي تزداد بزيادة إعدادهم . 3- إقامة التحالفات و الإتحادات بين هذه المكونات لخلق توازنات أوسع و أقوى لمواجهة مخاطر الغزو من قبل الطامعين في أراضي و ثروات هذه التكوينات الطبيعية . المتتبع للتاريخ العام لهذه المنطقة المهمة من العالم يمكنه ملاحظة أن هذه التحديات الثلاثة شكلت محور احداث التاريخ على مدى يتجاوز ما يقرب الألفين و خمسمائة عام . إن أية أمة تواجه أزمات تبرز لديها الحاجة إلى البحث عن ما هيتها و مراجعة تاريخها و البحث في الأصول و المقومات التي تقوم عليها " فالأمم تعتمد على مرتكزات و أسس لا زمتا تاريخيها القديم و الحديث فإذا هدمت هذه مرتكزات أية أمة و حطمت حقائقها ظهرت عوامل الضعف لدى هذه الأمة . فالحقائق التاريخية التي تقوم عليها الامم هي بمثابة أنظمة أنظمة السير التي تنظم الحركة في المدن الكبرى بدونها تتحول الحركة إلى حالة من الفوضى و العشوائية التي ستقود بالتأكيد إلى حالة من التصادم المستمر . تعاني منطقة جنوب الجزيرة العربية العديد من المشاكل المزمنة نتيجة لتغييب أو تجاهل حقائقها التاريخية ، الأمر الذي تسبب في خلق توترات و حروب و أضطرابات دورية كانت و لا زالت سبب في جعل المنطقة في مصاف المناطق الأكثر تخلفاً و الأقل إستقراراً في العالم . و لم تتوفق الدول و الحكومات التي تعاقبت في التوصل الى حلول تلبي إحتياجات الواقع ، حيث ان كافة محاولات الفرض التعسفي لأية حلول مهما بدت إنها مقبولة ، عندما لا تأخذ بعين الإعتبار واقع و تاريخ هذا البلد فإن مصيرها كان و سيظل مضطرباً و يؤسس لدوامة جديدة من الصراعات و الحروب ، بل و تكرار ممل لدورات التاريخ .... في ضوء ذلك تبرز أهمية معرفة الماضي و استعراض أبرز المحطات التي تبين النمو الطبيعي و التاريخي بأبعاده الافقية و الرأسية لسكان هذه المنطقة أمل ٌ في التوصل إلى تشخيص صادق يُمكننا من تشكيل رؤية سلمية للتعامل رؤية سليمة للتعامل مع الواقع الراهن و مشكلاته بإعتبار ان ما نحن عليه اليوم لم يكن إلا مظهراً جديداً لمسار زمني ترتبط جذوره بأعماق التاريخ . تميزت المراحل الأولى في التاريخ البشري بالصراعات العنيفة و الحروب ، حروب يجري فيها التهام القوي للضعيف ، حروب الضم و الغزو و الإغتصاب . حروب أفضت إلى هيمنة أطراف أخرى . هذه المرحلة المبكرة من التاريخ البشري كانت تسمى بمرحلة البربرية و نجد دعوات حديثة تدعوا إلى تكرارها في مناطق متفرقة من العالم و تحت مسمى جديد أطلق عليه " الفوضى الخلاقة " مع أن مثل هذه الدعوات لا تصمد أمام المنطق لإختلاف بسيط هو التغيير الكبير الذي حدث في وسائل الحرب . ففي الحروب المبكرة من التاريخ كان البشر يعتمدون على وسائل من القوة الطبيعية و هي في متناول البشر جميعاً ، الامر الذي أثمر تنظيماً بنيوياً يقوم على التوازن المحكوم بوسائل القوة الطبيعية بين الشعوب بين الشعوب و المجتمعات الإنسانية و كان تنظيماً بنيوياً يقوم على التوازن المحكوم بوسائل القوة الطبيعية و كان تنظيماً بنائياً عكست ملامحه مستوى الدقة في إقتسام أسباب الوجود و البقاء بين البشر الذين أصبحوا مؤطرين في التكوينات الشعوبية . أما إذا أستمر المسار ذاته و بوسائل القوة الحديثة فإنه لن ينتج إلا الدمار و الفناء المتبادل بين البشر . لذا ما كان مسموحاً في المسار الطبيعي لم يعد كذلك في مسار التاريخ الحديث . إن منطق التقدم يفرض الحاجة لقيام الإتحادات بين التكوينات البشرية الطبيعية التي أثمرها المسار الاول . فقد كان على البشرية أن تبحث عن طريق آخر غير طريق القوة . لأن القوة تعني مخالفة القانون الطبيعي ، إذ ينتج عنها إخلال في التوازن الطبيعي الذي بلغته تعني مخالفة القانون الطبيعي ، إذ ينتج عنها إخلال في التوازن الطبيعي الذي بلغته الشعوب تتفاهم فيما بينها و النتيجة حتماً ستفضي الى العودة إلى دوامة الإضطرابات و الحروب . و لتتمكن الشعوب و المجتمعات الإنسانية من المضي قدماً في العملية التطورية و بعد مخاض طويل استمر قرون من الزمان توصلت الكثير من شعوب و أمم العالم إلى الإقتناع بعقم الطريقة القديمة في تحقيق التحول الصعب و السير في ركب الحداثة و التقدم ، و بالتالي فقد كان لا بد من التخلي عن نزوع هيمنة القوة و الإصرار و الإقرار بمبدأ التوازن الذي يمثل حاجة متبادلة لكل الشعوب دون إستثناء ، فنشاءت مفاهيم جديدة مثل : الدولة الحديثة ، الديمقراطية ، التنوع ، و التعددية ، و الدولة الكونفدرالية و الفيدرالية و غيرها ، و كلها مفاهيم تعبر في مضمونها عن حلول و معالجات لإنهاء حالة الإضطراب و عدم الإستقرار التي لا زمت الشعوب و الأمم خلال القرون الماضية . و بهذه الحلول تمكنت الشعوب من تخطي هذه المراحل و تحقيق ذلك التحول الصعب المتمثل في الإنتقال إلى المجتمع الحديث . و لكي نحسن قراءة الحاضر و نضعه في سياقة التاريخي في منطقة جنوب الجزيرة العربية و ما أفضت إليه من نتائج على أمتداد المراحل المختلفة من التاريخ . يرتبط الحديث عن جنوب الجزيرة العربية ارتباطاً وثيقاً بمفهوم "اليمن" لفظ و معنى ، بإعتبار أن الكثير من الألفاظ و التسميات جرى تحميلها مضامين و معاني لا تدل عليها ، الأمر الذي أحدث تشوش و زيف في الوعي لدلالات و معاني التسمية ، فمن هذه التسميات تسمية ( اليمن )، إذ حُملت مضامين مغايرة لحقيقة المعنى الذي تدل عليه كلمة اليمن . فما كان لذلك أثرٌ كبيرٌ في تزييف الوعي و أتباع سياسات خاطئة في التعامل مع واقع الواحدية الجغرافية و تجاهل ما عليها من تنوع في البناء الشعوبي و التعدد الإجتماعي و الثقافي لسكان هذه المنطقة . كلمة اليمن كمفهوم و بحسب الكثير من المراجع التاريخية و اللغوية تشير الى إنها مفهوم جغرافي جهوي تعني الجنوب ، اذ قسمت الجزيرة العربية قديماً تقسيماً جغرافياً و ليس سياسياً اذ كان ذلك التقسيم الجغرافي متعارف عليه بـ الشام و يعني شمال الجزيرة العربيه و ما قام عليه من كيانات سياسية و ( اليمن ) و يعني جنوب الجزيره العربيه و ما قام عليه من كيانات سياسيه و الحجاز و يعني الوسط الحاجز بينهما و ما قام عليه ايضاً من أتحادات و تجمعات سكانية . بهذا المعنى فإن كلمة اليمن في اللغة العربية القديمه لم تكن تعبر الا عن مفهوم جغرافي يعني فيما يعنيه الجنوب ، و في حالتنا هذه كان يشار به الى جنوب الجزيرة العربية و لم تكن قط و على امتداد التاريخ كله حتى نهاية العقد الأول من القرن العشرين قد دلت في معناها على كيان سياسي موحد كما دأب بعض الساسه و المؤرخين بأنه يشير الى الواحدية السياسية . و تؤكد النقوش الأثرية صحة ما نقوله ، حيث نجد عبارات مثل أشعب شأمت و أشعب يمنت التي تعني شعوب الشمال و شعوب الجنوب ، كما نجد تنوع و تعدد البنية الشعوبيه الإجتماعية لسكان المنطقة في اللقب الملكي لملوك دولة حمير حين اخضع معظم شعوب المنطقه لسلطته و لقب نفسه بملك سبأ و ذو ريدان و حضرموت و يمنت في اشاره الى الممالك التي اخضعت لسلطته . فيما أختصرها آخر ملوك حمير ذو نواس و سمى نفسه ( بملك كل الشعوب ) كما اننا نصادف العديد من الشواهد التي لا زالت باقية الى يومنا هذا ، و التي تؤكد في مجموعها على المعنى اللغوي القديم لكلمة اليمن . فالباب الجنوبي لمدينة صنعاء القديمه لا زال يحمل اسم (باب اليمن ) ، و كذلك الباب الجنوبي لسور مدينة صعدة يسمى هو الآخر (باب اليمن ) و نجد أيضاً بأن الجزء الجنوبي لمدينة بيت الفقيه في تهامه لا زال يعرف الى اليوم بـ ( الطرف اليماني ) في حين يعرف جزءها الشمالي بـ ( الطرف الشامي) . و يطلق ايضاً على الركن الجنوبي للكعبة المشرفه تسمية ( الركن اليماني ) اليمن مثله مثل الشام الذي سمي بـ ( شمال الجزيرة العربية ) فالشام كما هو معروف ليس كيان سياسي واحد ، فهو يتألف من مجموعة شعوب لها كياناتها السياسية هي : (سوريا ، فلسطين ، الأردن ، لبنان ) ، و كذلك اليمن سمي بـ ( جنوب الجزيرة العربية ) اذ لا يمثل كيان سياسي ، بل اطار جغرافي توحد عليه عدد من الكيانات السياسية . و التاريخ يبين بالقطع التكوين التعددي الشعوبي لسكان هذه المنطقة عبر مسارات التاريخ كله . أفضت مسارات التاريخ الطبيعي القديم لجنوب الجزيرة العربية الى تشكيل البنية الشعوبية لسكان المنطقة عبرت عن نفسها من خلال الكيانات السياسية ( المالك ) التي نشأت حينها لتشكل مجموعة المكونات الحضارية لجنوب جزيرة العرب و بحسب خارطة التوزيع الآتي : 1- مملكة سبأ التي حلت محل مملكة معين و بسطت سيطرتها على ما يعرف اليوم بأراضي مأرب و الجوف ثم توسعت فيما بعد لتشمل مناطق صنعاء و محيطها . 2- الريدانيون _ في مناطق الهضبة الوسطى _ إب و محيطها . 3 – مملكة حضرموت ، كانت قائمة على كامل اراضي ما يعرف اليوم بمحافظات المهرة و حضرموت و بعض أجزاء من محافظة شبوه 4- مملكتي أوسان و قتبان المندمجتان في كيان واحد عرف بإسم " يمنت " و هي تسمية تعني الجنوب لموقعها الجغرافي الموجود في أقصى الركن الجنوبي لجزيرة العرب شملت ما يعرف اليوم بمحافظات عدن ، لحج ، أبين و بعض أجزاء محافظة شبوه . هذا التشكيل وجد أفضل تعبير له في اللقب الملكي لملوك حمير ( ملك سبأ ، و ذو ريدان ، و حضرموت ، ويمنت) و ورود تسميات الممالك في اللقب الملكي أراد به ملوك حمير ان يبينوا الممالك التي تمكنوا من إخضاعها لنفوذهم . علماً ان كلمة حمير في اللغة القديمه تعني ( إتحاد ) . نجد في ذلك برهانٌ قاطعٌ على النشأة التعددية للواقع السياسي في جنوب الجزيرة العربية . ذلك أمرٌ مثل القاعدة التي تحكمت بمسارات التاريخ الإجتماعي و السياسي اللاحق . لقد ضلت بصماته واضحة و حاضرة حضوراً قوياً في مجمل الأحداث التي مرت بها منطقة جنوب الجزيرة العربية خلال المراحل المختلفة من التاريخ للملاحظات الخاصة من الأصدقاء و الشتائم من الأعداء يرجى مراسلتي على بريدي بالنقر هنا [/align]
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم علي هيثم الغريب لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)
التعديل الأخير تم بواسطة أبو غريب الصبيحي ; 2008-08-01 الساعة 06:38 PM |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحراك الجنوبي ومؤتمر الحوار الوطني | ابن الجنوب اليافعي | منتدى أخبار الجنوب اليومية | 0 | 2012-02-26 03:54 PM |
ليبدأ الحوار الوطني الحنوبي- الجنوبي على((ميثاق شرف وطني)) !! | الكاش | المنتدى السياسي | 7 | 2011-09-05 12:50 AM |
عاجل وهااام .. مشروع وثيقة الحوار الوطني الجنوبي-الجنوبي. | البكري ابوقاهد شعيفان | المنتدى السياسي | 32 | 2011-05-22 12:56 AM |
سلسلة من حلقات الكاتب البحريني عبدالله خليفة (( أزمة اليمن )) | النوووورس | المنتدى السياسي | 3 | 2010-08-10 08:02 PM |
بيان صادر عن لجنة الحوار والتشاور الوطني الجنوبي | النـــــاموس | المنتدى السياسي | 1 | 2010-01-21 03:34 PM |
|