![]() |
![]() |
![]() |
#1 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2010-11-26
المشاركات: 344
|
![]() الجنوب ومغتربوها ..سمن خالطه العسل
كل منا يحب تراب أرضه التي ترعرع عليها طفلا وشب على أجمل روابيها وسكب فيها دموع أحزانه وأتراحه ولذا كان من الطبيعي أن يمدح المرء أرضه ولو مسقط رأسه وله الحق ان يقول كل ما بخاطره من مشاعر وأحاسيس ,المهم أن يتوافق مع الحقيقة وإلا صار كذبا والعياذ بالله فيحبب إليها القلوب ويكسب حب واحترام الآخرين ولا يعد هذا انتقاص من مكانة غيرها من المواطن الأخرى فلكل دولة رجالها والذي ما نفع أمه ما ينفع خالته والحليم بعد هذه( المقدمة )تكفيه الإشارة .فإذا تحدثت في هذا المقام عن دولة الجنوب فذاك قبل أن يكون تعريفا بها فهو باقة ورد لكل من يعرف عنها شيئا,ودعوة حضور لكل من يرغب التعرف عليها ولا يعني ذلك أننا نريد التباهي أو إبراز شئ من الفخر المزعوم أو تطريز تجاعيدها بالكلام المعسول .والكمال – في أول الأمر وآخره – لله تعالى وحده والذي ما يعجبه ينتبه يحطم الجدار ومن لم يذق طعم العنب حامضا عنه يقول..دولة الجنوب درة مصونة وملكة يزين عنقها جغرافيتها المترامية الأطراف ويكحل عيونها أخلاق شبابها ويؤكد أحقيتها بالصدارة نضال وكفاح رجالها على مر التاريخ ويزيدها جمالا أنها تكن بين جوانحها كل التقدير والاحترام لكل من يستحق ذلك أيا كان بلا استثناء ولا يعني ذلك خضوعها واستسلامها فهي رغم ابتسامتها المرسومة على ملامحها لكنها مجاهدة عفيفة يتساقط أمام صوارمها البتارة كل فطاحلة الفروسية فلا تهدر لهم دما ولا تهتك لهم عرضا بل تكتفي بتلقينهم درسا بل دروسا في أبجديات العزة والكرامة. دولة الجنوب ...تتفجر ينابيع سعادتها وتبرق أسارير وجهها حين تنظر بعيونها الحور إلى أبناء جلدتها وهم كالبنيان المرصوص المحكم المتناسق يشيدون جدرانها لبنة لبنة لأنها تدرك أن البنيان لا يبلغ يوما تمامه أذا كان فيها من يبني وغيره يهدم لذا لا انشراح لصدرها ولا تذق للحياة طعما إلا إذا رأت أبناءها دوما كذلك . حتى وهي تودعهم ويغيبون عن ناظريها تظل دموعها مهراقة على وجنتيها كعصفورة في مقلاة إلى أن تضمهم مرة أخرى إلى حضنها الدافئ الحنون ولا تكاد تمر بها اللحظة إلا وهي تتحسس أخبارهم بحس مرهف وشوق جارف فتتمايل طربا لنصر يحققوه أو لعافية ينعمون بها وتتفتت أحشائها ألما لمكروه يصيبهم ولو أن الأرض تطوى لكانت أول المبادرين علها تطل على أبنائها في أرض المهجر وتجف دموعها,ولما كانت الجنوب هكذا شعر أبنائها بعظيم حقها عليهم فتراهم على تربتها صغارا وكبارا ذكورا وإناثا موظفون وعمال يسخرون إمكانياتهم كلٌ في موقعه ليرفعون رايتها ويرسمون على وجهها البرئ الوضاح ابتسامة الحياة فيحافظون على كرامتها ويقدمون أرواحهم قبل أجسادهم لما من شأنه أن يخدش حياءها أو يعكر صفوها. وأما من أرض المهجر لاسيما (...) فتتجلى لوحة الوفاء ورد الجميل في منظر عجيب تعجز ريشة بيكاسو ومهارة دافنيشي عن رسم ملامحه.فهاهم طيورها المهاجرة وقد غيبتهم عن نسيمها العليل قسوة الظروف المادية يردون على دموعها التي ذرفتها ذات يوما لرحيلهم ولسان حالهم دموعكِ غالية أيتها الحبيبة) ولسنا بحاجة إلى ان نسرد تفاصيل مجلد الوفاء الذي يؤلفه مغتربونا ويخطونه بعرق معاناتهم ليهدونه بعد ذلك إلى العذراء المليحة (....) وإلا لاكتفينا بموقف وحيد يكفي لإثبات نبل وكرم ووفاء مغتربينا ألا وهو هبتهم هبة الرجل الواحد حين شعروا بالمؤامرة التي أراد أصحابها أن تكون الجنوب كواو عمرو أو ألف واو الجماعة في قواميسهم الجغرافية حيث هناك رجال جعلوا لها موقع المبتدأ لا يقبل بغير الرفع بديلا حتى ولو أخرته شبه الجمل ,رجال عصروا أفئدتهم فداء لعزتها وكرامتها. سائلين المولى عزوجل أن يكون رفيقهم في الحل والترحال وأن يمدهم بالصحة والسلامة والعافية
__________________
الثقة في النفس اساس النجاح |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|