( العطسه ... تفقدني حبيبة العمر .. مذكرات .. لاجي ..
في احد الايام وانا اسير في شوارع زيورخ بعد أن ضاق بي العيش حيث لايوجد صديق ولا رفيق ولا من يفهمني .. جلست على الرصيف اتأمل البــــــشر والنهر ينساب امامي وعلى مقربة مني عاشقين في سكرات الغرام يتبادلان القبلات .. تذكرة ايام الصبى وسرى في شريان دمي حبي للوطن الغالي .. عندما كانت روائح الزهور في فصل الربيع نشم عرفها من نقطة العلم قبل الوصول الى خور مكسر .. الذي اصبح اليوم اشبه بجيفة ميتة بسبب الاحتلال الهمجي المتخلف , وبينما اهيم في تلك الذكريات الجميلة شارد الفكر والروح .. واذا بصوت ينادي في همس عذب ( اكسكيوزمي ) نظرة الى يميني وهي امراءة في الثلاثين من العمر شديدة البياض ناعمة الجسم من رغد العيش وبيدها سجار تريد اشعالها , نهضت من مكاني وادخلت يدي في جيب البنطلون واشعلت لها الدخان .. فردت بصوت رخيم ( تانكا ) مع التقى النظرات شعرت سهما من مقلتيها اخترق قلبي ... قلت لها لوسمحتي , انا غريب هنا ولا اجيد اللغة الالمانيه هل ترشديني الى من يعلمني وسوف اقوم بتعليمه لغتنا العربية الاصيلة ....... اجابت على الفور انا سوف اعلمك ... ياه ... يابوعلي اليوم بشائر السعد هلت .. اعطتني رقم هاتفها واخذت رقمي على عجل وقالت انا مشغولة الان .. سوف اتصل عليك لنحدد موعد لقاء .. باي .. ودعتها ورجعت الى غرفتي وصوتها يرن في اذني حتى الصباح لم انم تلك الليلة , فقلت في نفسي اكيد ابتسم الحظ , واكيد كلام الاخ فلان .. الذي قال لي ابحث عن عجوز وسوف تعيش سعيدا .. ها انا قد حصلت على تلك المشوره ... عند التاسعه صباحا رن الهاتف .. هاي انا دوريس .. نلتقي عند الثانية في محطة القطار , طرت فرحا وعلى عجل أخذت ملابسي ووضعتها في الغساله .. وشفرت الحلاقة والمعجون .. احلق ذقني واغني .. باعدوا من طريقنا .. جنت الحب حقنا . قبل الموعد بحوالي ساعة لبست وتزينت ورشيت العطور وكأني شاب مراهق اول يوم في حياته يقابل حبيبة العمر ... انتظرة في المحطة , ومر على الموعد حوالي خمس دقائق وكأنها سنة كاملة .. تذكرة بيتا من الشعر لامير الشعراء احمد شوقي .. تمضي بي الايام وهي رتيبة لاهم لي الا اللقاء الاتي .. وذا بها تنادي من الرصيف المقابل .. سعيد تعال .. قطعت الشارع مسرعا وسلمني اللة من دهس احد السائقين .. مشينا مسافة قصيره , اخرجت مفتاح من حقيبتها ووقفت بجانب سياره زرقاء بيجوت موديل جديد وقالت اركب ... اللة يابوا علي .. اكيد دعوات الوالده قبلت .. انطلقنا نحوا مدينة بازل وسط الغابات الخضراء وجمال الطبيعة من صنع الخالق , كلوحة فنان رسمها بريشتة .. سألتني من اين انت .. اجبتها من جنوب اليمن .. كنا دوله سابقا واليوم محتلين وانا طالب لجوا سياسي في سويسراء ولكن الحكومة رافضة طلبي .. تعارفنا في الطريق اكثر وابديت لها اعجابي بها .. وفي نفسي تأنيب ضمير .. معقول انسى ام على .. بس هذة حاجة ثانية بياض وثقافة وجمال ومال .. بس لوكانت مسلمة احسن .. ياللة يابوعلي .. توكلنا خلينا نجرب جمال اورباء .. بس اولا لازم من عقد شرعي .. وصلنا الى بازل واخذتني في جولة على النهر الذي يقسم المدينه الى نصفين في منظر من اجمل ماشفت في حياتي ..... مكثنا هناك حتى قرب الغروب .. فقالت هل نعود .. قلت لها اتمنى ان نجلس هناء طول العمر .. ابتسمت وقالت اركب .. وفي طريق العودة سالتني اولا .. لماذا لاتحلق شنبك .. بصراحة ازعجني السئوال .. قلت في نفسي من اولها حلق الشنب واللة واعلم ايش يحصل بعدين ويرجع ابو على ( شخشيخة ) مثلما ...تقول ...اقول .. حاضر .. حاولت اخفي غضبي وقلت لها طيب سوف احلق المرة القادمة .. ثم قالت تحب الجبال , تنهدت مع ...الاه .. وقلت لها واللة انا بدوي وحياتي كلها في سفوح الجبال , ياريت في طريق الى قمة الجبل .. اشارت بيدها الى جيل مرتفع وقالت هناك طريق وسوف اخذك الى مايحب قلبك .. وصلنا الى القمة ونزلنا من السياره وجلسنا فوق رابيه والشعاب والوديان الجميلة من تحتنا وكاني في حلم وليس حقيقة امام عيني .. فقلت في نفسي اذا جمال الدنيا بهذة الصوره فكيف بجمال الاخرة التي لاعين شافت ولا اذن سمعت .. واذا بريح بارد فوق السفح اصبت بسبهها بالزكام .. بداءت بالعطس اول مرة والثانية كانت قوية .. سقطت على اثرها تركيبة الاسنان من الفك العلوي الى الارض ... التقطها بلمح البصر ولكن للاسف شاهدة التركيبة وتغير منظر وجهها من ابيض الى احمر قاني .. وانا اقول بالعربي كيف لوا ابعدت (القبعة ) وشافت مطار زيورخ رأس الجبل ... حاولت افهمها على استحياء ان اسناني سقطوا نتيجة التهاب اصابني اثناء الاضراب عن الطعام في السجن , فهزت رأسها .. قررت ابعد القبعة , لتشاهد كامل صروف الزمن .... فقالت ياه ... صورتك الان شي ثاني خالص ... اركب .. قلت وين .. تونا وصلنا .. قالت مرة اخرى الوقت متاخر .. ركبت فقامت بوضع شريط كاسيت اغاني اجنبيه في صمت رهيب .. ادركت حينها انه سيكون اول واخر لقاء .. وعدنا الى زيورخ .. نزلت في المحطة .. قالت سوف اتصل عليك لاحقا وحتى اليوم لم تتصل ... بسبب تلك العطسة الخبيثة فقدنا الحبيبة .. ولا زال عندي أمل يوما تذكرني وتعود الى صوابها .. وتعرف ان الزمن لايبقى على حال .. للة درك ياام علي .. على السراء والضراء صابرة .. انتي الاصل والفصل .. فلن اجد سواك يقبلني في شكلي كما هو او في اي صورة كانت .. حتى وان كنتي خشنة ليس فيك جمال سويسراء .. ولكن فيك الشرف وجمال الروح والاخلاق الحميدة ..
التعديل الأخير تم بواسطة شمروخ ; 2011-08-31 الساعة 05:09 PM
|