![]() |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
قلـــــم نشيـط
تاريخ التسجيل: 2010-08-21
المشاركات: 47
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ![]() ( وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) الكتابة عن التنظيم الرافضي المسمى بحزب الله ليس بالأمر السهل، وهي تجربة مختلفة بالنسبة لكثير من الكتاب والباحثين، فلو أن الإنسان أراد أن يكتب مثلاً عن بعض الأحزاب والحركات الانفصالية أو التحررية في العالم قديمها وحديثها، أو عن التنافس الأمريكي الفرنسي الصيني على السوق الأفريقية لكان ذلك أسهل بكثير، والسبب أن حزب الله اللبناني هو حزب رافضي فيه حظ وافر من "الباطنية"، فهناك إذن ظاهرٌ وباطن، وهناك قدر كبير من الغموض والخداع والتمويه والكذب والدجل..! قد يقول القارئ إن هذا حكمٌ مسبق، ومعلومٌ أن الكاتب إذا كان عنده حكم مسبق فإن بحثه لن يحالفه التحقيق العلمي والدقة والإنصاف. وهنا أسارع إلى القول، إنني لست بصدد البحث عن حقيقة هذا الحزب وملته، فهي عندنا معلومة مستيقنة لا تخفى، واضحة وضوح الشمس، فأنا لا أقف موقف الباحث عن شيء لا أعرفه وأريد استنكاهه والوقوف على حقيقته والتعرف عليه، فنحن نعرفه جيدا وفارغون من ذلك، فليكن هذا معلوما من أول الأمر، وإنما المقصود من الكتابة هو تجلية حقيقة هذا الحزب للناس بالطرق المنطقية والدلائل العقلية، التي تقنع المسلمين بخطره وفساده العظيم، فأنا هنا داعٍ إلى الله تعالى أسعى في دعوة الناس إلى الخير والحق على بصيرة إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. والداعي إلى ذكر هذه المقدمة هو تنبيه القارئ ألا ينخدع بشعارات "شرط الحيادية" في التحقيق العلمي والبحث الأكاديمي، وإنما الشرط الحقُّ هو العدلُ والإنصافُ والقيامُ بالقسط، ونسأل الله التوفيق. الكتابة عن حزب الله اللبناني، لا يمكن أن تكون منفصلة عن الكتابة عن طائفته التي هي الطائفة الشيعية الرافضية، وعن الدولة الكبيرة التي هي كالعماد لهذه النحلة، وهي دولة إيران، وبالتالي فلابد من التكلم عن ثورة الخميني الشيعية، وامتدادها وحقيقة أهدافها، إذ لابد من وضع هذا الحزب في سياقه الحقيقي الواقعي ليتصوره القارئ كما هو، فحزب الله اللبناني ليس إلا صنيعة من صنائع الرافضة بقيادة دولتهم إيران، لا مرية في ذلك، وسيأتي توضيحه. للقوم ظاهر وباطن: فلو أن الشيعة الرافضة قالوا: نحن ديننا ومذهبنا هو كذا وكذا بشكل واضح بيّن، وأعلنوه بدون خداع ولا تقية، وتحمّلوا ما يكون من نتائج بشجاعة، فيعلنون مثلاً أنهم يعتقدون كفر أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، ماعدا فلاناً وفلاناً، نفراً معدودين على أصابع اليدين، ويستعلنون بالطعن في أم المؤمنين عائشة ورميها بما برأها الله منه وغيره، ويعلنون بقولهم إن القرآن هذا الموجود عندنا اليوم في مصاحف المسلمين هو محرّف لا يوثق به لأنه من رواية الصحابة وإن الصحابة زوروه وحرفوه، وإن القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم غير موجود اليوم إلا عند إمامهم المعصوم الغائب (المهدي السردابيّ ) [1] ، وهكذا في سائر عقائدهم يعلنونها بصراحة وصدق وشجاعة، لو أن الرافضة فعلوا ذلك، لكنا نحن المسلمين نتعامل معهم كما نتعامل مع سائر أهل الملل والنحل المنحرفة بما يستحقون من حكم نظري اعتقاديّ ومن تصرّف عمليّ سياسيّ يوجبه حكم الله في أمثالهم. لكن المشكلة مع هؤلاء الرافضة أنهم لا يعلنون شيئاً، ولا يمكن أن تخرج بسؤالهم أو التحاور معهم بشيء يملء يدك أبداً، والطامع في ذلك واهمٌ والمعتمد على ظاهرِ جوابهم مغفَّل لا يصلح أن يكون للناس إماماً..! فالقوم عندهم ظاهرٌ يعلنونه للناس بأشكال مختلفة تتناسب مع كل نوع من أنواع مخاطبيهم، وباطنٌ هو حقيقة أمرهم، فلم يكن بدٌّ من الوصول إلى معرفة باطنهم بأنواع الدلائل التي يُستدَل بها على بواطن الأمور وحقائقها، عندما يختلف الظاهر والباطن. معلومٌ أن الأصل في الإنسان أنه يؤخذ بظاهره ويحكم عليه به، إذ الظاهر هو المشاهَـد لنا والمعلوم، والباطن لا يمكن معرفته، هذا في الجملة هو الأصل، لكن حين تدل الدلائل على باطنٍ يخالِـف الظاهر فإن المعوّل عليه والمعتمد هو الباطن لأنه حقيقة الشيء وحقيقة الإنسان، وحينئذ يكون الظاهر كذباً وتصنّعناً، ويسمي في الشريعة نفاقا وزندقةً. هؤلاء القوم عندهم قدر كبير جدا من "الباطنية" بهذا المعنى، لأن الباطنية لها معنيان: المعنى الأول: الاعتقاد بأن للشريعة ظاهراً وباطناً مختلفينِ؛ الظاهر للعامة والباطن لهذا الشخص المعتقِـد لذلك مثلاً أو لغيره، والمعنى الثاني: هو استبطان خلاف الظاهر، وهو من جنس النفاق، وهو المقصود هنا. إنهم يتسترون بمبدأ كبير من مبادئهم، جعلوه (جعله أوائل زنادقتهم من الأجيال الأولى لنحلتهم) من أهم وأعظم مبادئ دينهم وهو: التقية، وهذه التقية التي عندهم اسمها في شريعة الإسلام شيء واحد معروف هو: الكذب المبين والنفاق، لا غير، وفرقٌ عظيمٌ بينها وبين التقية الجائزة في شريعة الإسلام المذكورة في قوله تعالى: ( لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومَن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تـُقاةً ويحذركم الله نفسه ) وهي أن يتقي المؤمن الضعيفُ -في موضعٍ لا يقدر فيه على إظهار دينه- الكافرَ الظاهر الذي يخاف سطوته، فيظهر له موافقته أو يسكت أو يداري ويظهر الولاء، حتى يخرج من تلك الحال إلى حال القوة، فهي إذن حالة إكراهٍ أو ما يقاربه. فهذه شريعة مختلفة تماماً عن تقية الرافضة، الفرق بينهما كالفرق بين الإيمان والنفاق، نسأل الله العافية. ومن أجل ذلك فإن هؤلاء الشيعة الإمامية الرافضة هم في الحقيقة الآن باطنية..!! فهولاء القوم يستبطنون اعتقادات وأفهاماً وأهدافاً وأحاسيس ومشاعر ومحابّ ومباغض غير التي يظهرونها. والمقصود هنا بالأساس طبقاتُهم الناطقة باسم المذهب ومَن قارَبهم، فتشمل رجالَ الدين منهم ورجال الدولة والسياسة والفكر والدعوة والثقافة والكثير من متديّنيهم. هذا شيء مقطوع به عندنا نحن أهل الإسلام أهل السنة النبوية أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا سيما عند مَن عرفهم ووقف على جلية أمرهم، ومَن شك في هذا الأصل وظن أن القوم صادقون فيما يقولون ويظهرون، فإنه واهم مخدوع، والكلام معه له نمط آخر، فينبغي أن يُوقَف على حقيقتهم من خلال الاطلاع على كتبهم الأصلية المعتمدة ومنها فتاوى معتمديهم وأئمتهم، ثم واقعهم الحقيقيّ في بلادهم وحيث تمكّنوا، وتاريخهم القديم والحديث، وما في ضمن ذلك كله من تناقضاتهم ومثالبهم وفسادهم العلمي والعملي مما يبصره كل صاحب بصر [2] . ومن أجل ذلك فإن ما يمارسه بعض المنتسبين إلى الإسلام والسنة من علماء ومفكرين من دعوة إلى التقريب، والقول بأن السنة والشيعة مذهبان في الإسلام ونحو ذلك، لهو تلبيس عظيم وإفساد في دين الله وإضلال لخلق الله، وهي شهادة سيُسأل أصحابها يوم الدين ( ستكتَبُ شهادتهم ويُسألون ). وهؤلاء ليس أنفع لهم من أن يوقفوا على واقع الرافضة وفظائعهم في أهل السنة. وليس أفيد للمسلمين ولا سيما المجاهدين في سبيل الله من الإعراض عنهم.! طريق الوقوف على أحوال الباطنية: وإذا تقرر أن لهؤلاء الرافضة ظاهرا وباطنا، وكان معلوماً عند جميع العقلاء أن العبرة إنما هي بالباطن وحقيقة الأمر لا بظاهرٍ يخالفه في غير حال الإكراه ونحوها، فما هي طرق معرفة بواطن هؤالاء القوم والوقوف على حقيقتهم؟ فالجواب أن طرق معرفة بواطن الناس وحقيقة أحوالهم كثيرة منها: معاشرتهم والعيش معهم والوقوف زمنا طويلا في العادة على أحوالهم العادية الاختيارية وسيرهم ومعايشهم، فيعرف المعاشر لهم محابهم ومبغاضهم ومسارّهم وأحزانهم وما يعظمونه وما يكرهونه، وما يميلون إليه من اختيارات، وما ينطلقون منه من منطلقات في أحكامهم وتصرفاتهم، وما عندهم من تصورات ومعتقدات تتوالى على إثباتها الكلمات والأفعال والتصرفات مع تعدد المناسبات واختلاف المقامات. فهذا أول طريق، وهو لشخصين: إما شخص من أهل الإسلام والسنة عاش بينهم وخالطهم لسبب من الأسباب كما في حال الكثير من البلاد التي وقع فيها اختلاط بين السنة والشيعة في أزمنة العافية والفساد، وإما شخص منهم وعلى نفس نحلتهم أدركته رحمة الله تعالى فمنّ عليه الله عز وجل بالهداية والتوفيق إلى الإسلام واتباع السنة، فتاب من نحلتهم الباطلة والتزم دين الإسلام الحق كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه عنه أصحابه رضوان الله عليهم. وهذان السبيلان حاصلان في الواقع، وكلاهما له أمثلة كثيرة، والثاني منهما إن كان صاحبه من العلماء ممن درس علوم القوم وكتبهم وعرف دينهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وأفكارهم حق المعرفة ثم هداه الله إلى الحق، فهذا من أندره وأعزّه وهو أهمه وأقواه، ومن أمثلته في العصر الحديث: البرقعي الشيرازي رحمه الله، صاحب كتاب كسر الصنم، فإنه كان من علمائهم، وحسين الموسوي صاحب كتاب لله ثم للتاريخ، وجماعة آخرون غيرهما. ومن الطرق كذلك لمعرفة حقيقة أمر الرافضة والباطنية والوقوف على بواطن أحوالهم: ما يقع بأسباب خاصة من التحفظ على بعض كتبهم ووثائقهم التي لا يذيعونها ولا يملكها سواهم، كما في بعض أحوال الحروب والغلبة للمسلمين عليهم، وقد وقع ذلك كثيراً، ومن أمثلته –وإن كان ذلك لعله في بعض فرق الباطنية الذين هم أشد فرق الشيعة ضلالاًـ ما ذكره الإمام ابن الوزير رحمه الله في كتابه العظيم إيثار الحق على الخلق ج1 ص126: " وأما الأمر الثاني وهو النقص في الدين برد النصوص والظواهر ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموجب للتأويل إلا مجرد التقليد لبعض أهل الكلام في قواعد لم يتفقوا عليها أيضا وأفحش ذلك وأشهره مذهب القرامطة الباطنية في تأويل الأسماء الحسنى كلها أو نفيها عن الله على سبيل التنزيه له عنها وتحقيق التوحيد بذلك ودعوى أن إطلاقها عليه يقتضي التشبيه وقد غلوا في ذلك وبالغوا حتى قالوا إنه لا يقال إنه موجود ولا معدوم بل قالوا إنه لا يعبر عنه بالحروف وقد جعلوا تأويلها أن المراد بها كلها إمام الزمان عندهم وهو عندهم المسمى الله والمراد بلا إله إلا الله، وقد تواتر هذا عنهم وأنا ممن وقف عليه فيما لا يحصى من كتبهم التي في أيديهم وخزائنهم ومعاقلهم التي دخلت عليهم عنوة أو فتحت بعد طول محاصرة وأخذ بعضها عليهم من بعض الطرقات وقد هربوا به ووجد بعضها في مواضع خفية قد أخفوه فيها .اهــ وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من ضمن رسالته في تهنئة الملك الناصر بفتح جبل كسروان، وهو في مجموع الفتاوى/مجلد 28: " من الداعي أحمد بن تيمية إلى سلطان المسلمين ومن أيد الله في دولته الدين وأعز بها عباده المؤمنين وقمع فيها الكفار والمنافقين والخوارج المارقين... [إلى قوله]: ولما خرجت العساكر الإسلامية من الديار المصرية ظهر فيهم [أي في أهل الجبل المتكلم عنهم] من الخزي والنكال ما عرفه الناس منهم. ولما نصر الله الإسلام النصرة العظمى عند قدوم السلطان كان بينهم شبيه بالعزاء، كل هذا وأعظم منه عند هذه الطائفة التي كانت من أعظم الأسباب في خروج جنكسخان إلى بلاد الإسلام وفي استيلاء هولاكو على بغداد وفي قدومه إلى حلب وفي نهب الصالحية وفي غير ذلك من أنواع العداوة للإسلام وأهله، لأن عندهم أن كل من لم يوافقهم على ضلالهم فهو كافر مرتد، ومن استحل الفقاع فهو كافر، ومن مسح على الخفين فهو عندهم كافر، ومن حرم المتعة فهو عندهم كافر، ومن أحب أبا بكر أو عمر أو عثمان أو ترضى عنهم أو عن جماهير الصحابة فهو عندهم كافر، ومن لم يؤمن بمنتظرهم فهو عندهم كافر، وهذا المنتظر صبي عمره سنتان أو ثلاث أو خمس، يزعمون أنه دخل السرداب بسامرا من أكثر من أربعمائة سنة، وهو يعلم كل شيء، وهو حجة الله على أهل الأرض، فمن لم يؤمن به فهو عندهم كافر، وهو شيء لا حقيقة له ولم يكن هذا في الوجود قط، وعندهم من قال: إن الله يرى في الآخرة فهو كافر، ومن قال: إن الله تكلم بالقرآن حقيقة فهو كافر، ومن قال: إن الله فوق السموات فهو كافر، ومن آمن بالقضاء والقدر وقال: إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وإن الله يقلب قلوب عباده وإن الله خالق كل شيء فهو عندهم كافر، وعندهم أن من آمن بحقيقة أسماء الله وصفاته التي أخبر بها في كتابه وعلى لسان رسوله فهو عندهم كافر. هذا هو المذهب الذي تلقنه لهم أئمتهم، مثل بني العود ؛ فإنهم شيوخ أهل هذا الجبل. وهم الذين كانوا يأمرونهم بقتال المسلمين ويفتونهم بهذه الأمور، وقد حصل بأيدي المسلمين طائفة من كتبهم تصنيف ابن العود وغيره، وفيها هذا وأعظم منه، وهم اعترفوا لنا بأنهم الذين علموهم وأمروهم لكنهم مع هذا يظهرون التقية والنفاق ، ويتقربون ببذل الأموال إلى من يقبلها منهم، وهكذا كان عادة هؤلاء الجبلية؛ فإنما أقاموا بجبلهم لما كانوا يظهرونه من النفاق ويبذلونه من البرطيل لمن يقصدهم ".اهــ ومن الطرق كذلك لمعرفة حقيقة أمر الرافضة والوقوف على بواطن أحوالهم أيضاً: وهي أهم الطرق على الإطلاق وأبينها لعامة المسلمين وهي: نفس معرفة أقوالهم في كتبهم المعتمدة، ومعرفة مذهبهم ومنهجهم في مسائل الاعتقاد والتلقي والأحكام وغيرها، والوقوف على ما في ذلك من التبديل للدين والكذب الصريح ومناقضة التوحيد ومصادمة أحكام العقول السليمة والفطر المستقيمة، ومعرفة مواقفهم من المسائل الكبيرة الدينية والسياسية وما فيها من تناقضات وما لهم في ذلك من الدوافع والمقاصد، وسأذكر من ذلك أمثلة بسيطة يفهمها كل أحدٍ، وهي تنبّه على ما سواها: فأول شيء من ذلك هو التوحيد الذي هو أساس دين الإسلام، فكل مسلم يعلم أن الله تعالى بعث محمداً بالتوحيد الخالص، وهو عبادة الله تعالى وحده لا يُشرَك به شيء، ونهى عن الشرك كله دقه وجله، وسدّ الذرائع المفضية إليه، حفظا لجناب التوحيد وتعظيما له وصيانة. فانظر إلى الشيعة الرافضة في كل بلدٍ اليوم، هل تجد هذا التوحيد؟ في الواقع لن يجد الناظر إليهم إلا بعض الشعارات والعناوين، ككونهم يقولون لا إله إلا الله، ولكن الشرك ضاربٌ أطنابه فيهم؛ من دعاء غير الله والاستغاثة في الشدائد والكربات بالأئمة من آل البيت وغيرهم، وغير ذلك من الشرك المستبين. جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالنهي عن تعظيم القبور والبناء عليها واتخاذها أعياداً والصلاة عندها وإليها، وهم يفعلون كل هذه المنهيات وأكثر منها.! جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الصور والتماثيل وتعظيمها ورفعها، وهم يفعلون كل ذلك، بل ويعظمون التماثيل والصور وثقافتها وطقوسها.! ومن ذلك: أن ينظر المسلم إلى مجمل عقائدهم، فإن أي مسلم عادي ولو كان أميّاً لم يدرس العلمَ، سيعرف أن عقائد هؤلاء القوم هي مجموعة من الخرافات والأكاذيب ومناقضة العقول والغلوّ المبين في أئمتهم، وتعظيم أنفسهم وبني نحلتهم لا على أساس تقوى الله تعالى وتوحيده، بل على أساس مجرد النسبة والانتماء..! وكل مسلم بسيط يعرف أن هذا شيء غير الذي جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك: أن كل مسلم يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالنهي عن النياحة على الأموات وعظم هذا النهي تعظيما بالغاً وسماه جاهلية ومن أعمال الجاهلية تنفيراً منه وتنكيلا به، وهؤلاء القوم دينهم النياحة وإقامة الأعزية وتعظيمها أبد الدهر، لهم مناسبات ومناسبات وأعياد دائرة على أيام السنة، ينوحون فيها ويظهرون الحزن –زعموا- ويتباكون ويتلفعون بالسواد، ويجعلون ذلك من أفضل أعمالهم، ويقولون ويفعلون فيها من المنكرات ما يعلمُ كل مسلم بسيط من غيرهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء بضدّه، وبالنهي عنه.! ومن ذلك: أن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالولاء والبراء على هذا الدين، وهو التوحيد لله رب العالمين، فالولاء والبراء هو مقتضى كلمة لا إله إلا الله ولازمها لا ينفك عنها، وهؤلاء القوم يوالون ويعادون لا على توحيد الله بل على أهوائهم وعلى مجرد الانتساب والنسبة إليهم، أو المقاربة لهم، لا غير، وهذا شيء يعرفه من سبر سيرهم وأحوالهم. وانظر إلى تعظيمهم للزنادقة من الحلولية والاتحادية أو الفلاسفة الكافرين بدين الله المنحلين من شرائعه، ممن ينتسب إلى الإسلام وإلى أهل السنة، فإنهم يعظمون مثلاً: الحلاج، وابن عربي، وابن سينا والفارابي وأمثالهم، فالخميني مثلاً يعظم ابن عربي ويعتبره إماماً وقد ذكر هذا في أكثر من موضع من كتبه وخطبه، ومعلومٌ أن ابن عربي ليس شيعياً وإنما هو منتسب إلى السنة يوالي أبا بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، ولكنه لما كان حلوليا زنديقا نال تعظيم الخميني وأحبار نحلته.! والآن في واقعهم هم لا يفرقون بين زنديق منتسبٍ إلى السنة معروفٍ زندقتُهُ، وبين مسلم صالح مستقيم على دين الله، بل هم في الغالب يفضلون الزنديق ويوالونه ويحبونه، فحيثما كان الزنادقة فإن الرافضة تحبهم وتواليهم، وهذا معروفٌ مشاهدٌ.! وأما علاقاتهم بالزنادقة الطواغيت المرتدين من الحكام وغيرهم فشيء مشتهر عند الناس، معروف عند كل أحدٍ، فانظر على سبيل المثال إلى ولائهم لبشار الأسد حاكم سوريا الآن، ولغيره من طواغيب الردة، وصداقاتهم ومودتهم لمن يكون في صداقته مصلحة عاجلة لهم من دون اعتبار ولا نظر إلى دين وتوحيد.! ومن ذلك: ما يراه ويسمعه ويعلمه كل المسلمين من بغض هؤلاء الرافضة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظنهم السيء بهم وسبهم إياهم وطعنهم فيهم إما بالكفر والنفاق أو الفسوق والخيانة، إلا نفراً قليلا جدا من الصحابة واختلفوا فيهم: قيل أربعة وقيل غير ذلك إلى ثلاثة عشر صحابياً فقط..! ومعلومٌ لكل مسلم عرف الصحابة وقرأ سيرهم وتراجمهم المبثوثة في كتب السير والتاريخ والتراجم وفي كتب تفسر القرآن الكريم وشرح الحديث النبوي وغيرها أنهم من خيار خلق الله، كاملون في الصلاح والتقوى والعلم والفقه والجهاد في سبيل الله، وفي سائر الفضائل، فتحوا البلدان بلا إله إلا الله ونشروا دين الله وضحوا في سبيل الله وهاجروا وجاهدوا، وهم حملوا هذا الدين إلى سائرالبشرية، وهم تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم، معه عاشوا وهاجروا وجاهدوا وبين ظهرانيهم نزل الوحي، فكيف يقبل عقل عاقل أن يقال إنهم كلهم عن آخرهم إلا نفراً قليلا يُعدون على أصابع اليد الواحدة أو اليدين ارتدوا وخانوا وبدّلوا وغيروا بمجرد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل هذا إلا طعن صريح في النبيّ وفي الدين والقرآن الذي حملوه؟! من أجل ذلك فالرافضة لا تثق بالقرآن ولا تؤمن به حقا، بل التحقيق عند جماعة كبيرة من أكابر علمائهم على مدى التاريخ أن القرآن محرّف مبدّل حرّفه الصحابة وبدّلوه وكتموه..! نبرأ إلى الله من هذا الاعتقاد الباطل، وحاشَ لله. وهم اليوم مهما حاولوا التنصّّل من تبعة هذا الاعتقاد المقرر عند علمائهم الكبار، فلن يستطيعوا، وسيظهر لكل مسلم عاقل بسيط مدى تخبّطهم وكذبهم وتمويههم، وأنهم على الحقيقة لا يؤمنون بالقرآن وليس عندهم به وثوق..! ومن أجل ذلك فليس عندهم اهتمامٌ يذكر بالقرآن، وإن حاولوا إظهار الاهتمام به في عقودهم الأخيرة وصاروا يضعون البرامج والمسابقات لحفظ القرآن الكريم ونحو ذلك، فكل ذلك ناتج –عند من تتبع أمرهم- عن محاولة التنصّل من التهم التي يرميهم بها ويشنّع عليهم بها أهل السنة من أنهم لا يؤمنون بالقرآن ولا يهتمون به.! وهكذا أيضا بل قد يكون أشد: طعنهم في عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وبقية أمهات المؤمنين، فإن كل مسلم بسيط لا يعرف من القراءة والكتابة والعلم شيئاً، يدرك بسذاجة فطرته وسلامة نفسه وصحة عقله أن هذا ما هو إلا طعن عظيم في النبي صلى الله عليه وسلم وعِرضه الشريف الطاهر، فضلا عن كونه تكذيباً للقرآن، ومناقضةً للمعلوم المستيقن من التاريخ والسير. ومن ذلك: أن يتأمل المسلم في العلاقة بين عليّ وآل البيت وبين باقي الصحابة وعلى رأسهم الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع، فإنه يجدها مسطورة في كتب التاريخ والسير والتراجم مشهورة على الألسنة متناقلة بين أجيال الأمة أنها كانت علاقة الأخوة الكاملة والمحبة والولاء الإيمانيّ، ويجدُ المسلم أن عليّاً سمى أبناءه بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان، وهكذا فعل الحسين ابنه رضي الله عنهم جميعا، ويجد ما بين آل البيت وبين سائر الصحابة ولا سيما أبي بكر وعمر من المصاهرة والمراحمة، ثم يجد هؤلاء الرافضة يفرّقون بينهم ويزعمون أنهم يوالون عليا وآل بيته، ويلعنون ويبغضون سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويكذبون على عليّ وآل بيته زاعمين أن عليّــاً كان مضطهدا مكرها مقهوراً من الصحابة منزوع الحق مغتصب المكانةِ، غافلين في غمرة هواهم وسكرة ضلالتهم عن أنه الأسدُ شجاعةً وأنه عنوان الرجولة والشرف والكمال.! وهكذا يقال في مبايعة عليّ لأبي بكر ثم عمر رضي الله عنهم جميعا، ثم رضاه بحكم الشورى من المسلمين في اختيار عثمان رضي الله عنه إماماً عليه وعلى المسلمين، وهكذا أيضا في تزويج عليّ رضي الله عنه ابنته من عمر رضي الله عنه، الذي يعدّه هؤلاء الرافضة أكفرَ الكافرين، نعوذ بالله من مقالة السوء! فهل كان عليٌّ في كل ذلك مكرها مقهوراً خائفا مغلوباً؟! أليس ادعاءُ ذلك من السفهِ ومن الطعن في فضلِ عليّ بل في رجولتهِ لو كانوا يعقلون.! نسأل الله العافية والسلامة ونعوذ بالله من الخذلان. وكذا الأمرُ فيما يتعلق باختيار الحسن رضي الله عنه الصلحَ بين المسلمين ومبايعته لمعاوية رضي الله عنه، والحسنُ هو ثاني الأئمة المعصومين عندهم. فهذه أمثلة لوقائع تاريخية لا تقبل الشك، وإنكارها سفسطةٌ، والقولُ بأن عليّاً وابنه وأهلَ بيته كانوا فيها مكرَهين مغلوبين قولٌ تمجّه عقولُ أولي الألباب وينادي على قائليه بالخذلان، ودون إثباته خرقُ الأرض ورقيّ السماء، وكل من قرأ التاريخ عرف أن تفاصيل تلك الوقائع وملابساتها وسياقها تنفي الإكراه المزعوم أشد النفي. ومن ذلك: أن يتساءل المسلم البسيط العادي: أين السيرة النبوية وأين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيانه وتعليمه لنا وتفسيره للقرآن وأحاديثه التي هي كلها علم وحكمة وتشريع ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى )؟ لا يكاد يجد لها عند الشيعة ذكراً، وأين غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده وهجرته وأسفاره في سبيل الله؟ أين بدرٌ وأحدٌ والخندقُ والحديبة وخيبرُ وفتح مكة وحنينٌ وتبوك ومؤتة وغيرها؟ لا يكاد يوجد لها ذكرٌ عند الرافضة، وهذا تعليله واضحٌ لا يخفى على عاقلٍ سليم الفطرة يريد الحق، فإنهم إذا كان الصحابة عندهم كلهم خونة كفرة أو منافقون أو فسقة إلا نفراً قليلا، فكيف يمكنهم أن يذكروا الغزوات والسيرة النبوية، وهل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته إلا سيرته هو وأصحابه رضي الله عنهم؟! وهل هذه الغزوات والسيرة العطرة إلا سبائك من الفخر والشرف والعز والكمال البشري للصحابة رضي الله عنهم؟! ومن ذلك: أن ينظر المسلم إلى تناقضاتهم الواضحة على مستوى السياسية، ففي حين هم يرفعون شعارات الإسلام، والوحدة الإسلامية وعدم التفريق بين سنيّ وشيعي، تجدهم ينصرون الطواغيت المرتدين على أبناء الإسلام أهل التوحيد، إذا كان ذلك الطاغوت حليفا لهم أو كانوا يرون في قوته مصلحة لهم، ومثال ذلك سوريا وما حصل أيام حافظ الأسد من تنكيل بالمسلمين في حماة، وقد اشتهر خبرُ مشاركة جنود الخميني في أحداث حماة المفظعة، وكذا في لبنان، ونصرهم لحكومة أوليائهم روافض العراق، وسكوتهم المطبق على ما يجري على أهل السنة من المحن والمجازر في العراق على أيدي أوليائهم من جيش المهدي وغيره الآن، ومثل ذلك موقفهم من مجازر حركة أمل وحتى حزب الله اللبناني في لبنان ضد الفلسطينيين وأهل السنة في لبنان في أواسط وأواخر الثمانينات من القرن الميلادي الماضي وبعدها أيضا، والأمثلة كثيرة. وما شذ عن ذلك مما ظاهره أنهم يؤيدون حركاتٍ إسلامية فتفسيره يكمن في معادلات سياسية معينة وفي أغراضهم السياسية التي سيأتي توضيحها. ومن أعظم تناقضاتهم على المستوى السياسي فضيحتُهم العظمى في هذا العصر بتواطئهم مع الأمريكان على غزو أفغانستان والعراق بوجهٍ من الوجوه، وأنهم لم يفتِ مرجعٌ واحدٌ من مراجعهم بوجوب الجهاد ضد الأمريكان في أفغانستان أو العراق، واعترفوا بالحكومتين العميلتين فيهما، بل ولما وصف حكمتيار حكومة كرزاي بالعميلة طردوه من إيران، وتناقضُهم بين تأييدهم للجهاد في فلسطين ولبنان وإنكارهم له في أفغانستان والعراق، وكونُهم في العراق هم يد الأمريكان ومخلبهم بما شكلوه من أجهزة الأمن والشرطة والجيش والحرس الوطني. ومن ذلك: أن ينظر المسلم إلى دولة الشيعة إيران وهي نموذج للرافضة إذا حكموا وكانت بيدهم مقاليد الأمور، فيرى ما عندهم من التحلل من الشرائع وفساد الدين؛ على مستوى العبادات والمعاملات، فالربا فاشٍ ضاربٌ أطنابه وفتاوى كبارهم متظافرة على تحليله والمسامحة فيه بأنواع الحيل، وأنواع البيوع والشركات والمعاملات التجارية والمكاسب، والجوائز والمسابقات والمقامرات، والرياضات رجالية ونسائية، والموسيقى والتمثيل والسينما وصناعة الأفلام، والصور والتماثيل التي هي عنصر محوريّ في ثقافتهم وحضارتهم يقدّسونها تقديساً عظيما، وغير ذلك كثير، فلا تجد أثراً للشريعة الإسلامية إلا فيما ندر من المناحي، فأين دين الله وأين الإسلام؟ وأين إرادة أن تكون كلمة الله هي العليا؟ يكاد يكون الدين انحصر عندهم في العزاءات والمناحات الموسمية والسواد والبكاء.! والمقصود أن هذه نماذج وأمثلة من الأشياء التي يدركها عامة المسلمين ويفهمونها بسهولة، فمهما حاول الرافضة الخداع والتزويق والتلاعب فإن فساد دينهم وفساد أعمالهم المبنية عليه لا يمكن أن يغطيها الكلامُ.! وهذا يذكرني بالغباء الأمريكي حين تريد أمريكا أن تحسّن صورتها عند المسلمين وفي "الشرق الأوسط" كما يسمونه، فتصرف ملايين الدولارات من أجل ذلك وتعقد مؤتمرات وتفتتح محطات تلفزيون فضائية لهذا الغرض وتشتري بعض الذمم من أهل الخسة ليساعدوها في ذلك ويكونوا لها أبواقا... في حين هي مستمرّة في الواقع وعلى الأرض وفي ميدان العمل ـ مستمرة في عطرستها وظلمها، وفي اضطهاد المسلمين ومحاربتهم ودعم عدوّهم الأساسي وهم اليهود في فلسطين ودعم كل أعدائهم من الهند في كشمير إلى نصارى جنوب السودان مرورا بدعم كل أنظمة الاستبداد والفساد والطغيان في سائر بلاد المسلمين...! فهل يظنون أن تحسين الصورة يحصل بمجرد الكلام..؟! إن كان ذلك فهو من أشد أنواع الغباء.! وكذلك الروافض فيهم شبه من هذا. ظاهر القوم وباطنهم: إذا تقرر أن للقوم ظاهراً وباطناً، فما هو ظاهرهم وما هو باطنهم: أما ظاهرهم فهو المتحصل من دعاويهم وظواهر تعاملهم مع باقي المسلمين وأكثريتهم في الأمة وهم أهل السنة، ويمكن إجمال ذلك في خطوط عريضة: ( 1 ) الادعاء بأننا جميعا مسلمون (سنة وشيعة) ولا فرق بيننا إلا كما توجد الفروق بين مذاهب المسلمين ومدارسهم الفقهية، ولذلك فإنهم يركزون على جعل أنفسهم عند عوامّ المسلمين من أهل السنة مذهبا خامساً، وهو المذهب الجعفري زعموا، والمقصود بذلك خداع عوامّ المسلمين في أنحاء العالم ممن لا يعرف حقيقتهم بأنهم مذهبٌ كسائر المذاهب المعتبرة، وهو نوعٌ من الغش والكذب والتمويه جارٍ على أصولهم وأخلاقهم ودينهم الباطل المبني على الكذب.! ولهذا تجدهم مثلاً عندما يعبّرون عن البلوش في إيران، يركزون على وصفهم بأنهم على المذهب الحنفي، وهكذا مع الأكراد في شمال غرب إيران إذا تحدثوا عنهم يحرصون على وصفهم أو وصف العالم من علمائهم مثلاً بأنه شافعيّ، وانظر إلى هذا المثال البسيط: (( سقز المنفى الأخير: في ظروف جوية صعبة وبرد شتوي قارص لتلك المنطقة، أمضي آية الله العظمي المنتظري أيام نفيه الأخير، وعلي الرغم من أن أهالي هذه المدينة كانوا علي غير مذهب سماحته (الشافعي) إلا أن محل إقامته أصبح مركزا للقائه بمختلف أبناء هذه المدينة، و من جهة أخري و إثر اعتقال العشرات من أصدقاء وتلامذة سماحته جراء مشاركتهم في مراسم تخليد ذكري انتفاضة الخامس عشر من خرداد في المدرسة الفيضية، كشف السافاك الصلات التي تربط هولاء بسماحة الشيخ المنتظري، ولذلك قرر اعتقال سماحته ونقله إلي طهران ))اهـ [من ترجمة آية الله منتظري، على موقعه على الانترنت باللغة العربية]. فانظر إلى قولهم إن مذهب أهالي المدينة المذكورة هو المذهب الشافعي، في مقابل مذهب المنتظري، وما هو مذهب المنتظري؟ إن مذهب المنتظري الذي يجب أن يُذكر في مقابل مذهب أهل تلك المدينة هو المذهب "الشيعي الاثنا عشري الإماميّ"، وعليه فيجب أن يذكر أن أهل المدينة مذهبهم (أهل سنة ـ شافعية) فتكون كلمة شافعي فرعاً عن كونهم أهل السنة، وهذا واضح لا يخفى، لكن هي طريقة القوم، وما هذا إلا مجرد مثال وحيد فقط مما وقع بين يدي الآن وأنا أكتب هذا المقال، وإلا فهذه سياستهم لا يحيدون عنها مكرا وكيدا وتلبيساً وخداعاً.! ومن أجل خدمة هذا الغرض الاسترتيجي في سياستهم (الادعاء بأنه لا فرق بين سني وشيعي، وأننا جميعا مسلمون) أسسوا العديد من البرامج الدعوية والدعائية من مواسم ومناسبات ومؤتمرات وغيرها، واصطنعوا العديد من الشعارات وسخّروا لذلك العديد من القوى والوسائل الإعلامية والثقافية. فقد أسسوا في عهد الخميني وبعد نجاح ثورته بقليل، وباقتراح من آية الله المنتظري -على ما يقول أصحابه في ترجمته- إعلان الأسبوع الواقع في شهر ربيع الأول بين تاريخي ولادة النبي صلى الله عليه وسلم على حسب تقويمي أهل السنة والشيعة أسبوعاً للوحدة الإسلامية، هكذا أسموه: أسبوع الوحدة الإسلامية، ويحتفلون بإحيائه بالمؤتمرات الدعائية والثقافية كل عام في مناطق السنة على وجه الخصوص، وفي عموم إيران أيضا، ويركزون فيه على دعوة التقريب بين المذاهب ويستدعون فيه علماء ومفكرين وكتابا ودعاة من أنحاء العالم الإسلامي يحيون أيامه. جاء في موقع آية الله منتظري على الانترنت في سياق ذكر أعمال ومبادرات وإنجازات المنتظري: " الإعلان عن أسبوع الوحدة من أجل رص صفوف المسلمين واتحاد كلمتهم بعيداًعن كل ما يشتت جمعهم ويفرقهم، و يقع هذا الأسبوع من اليوم الثاني عشر من ربيع الأول حيث يري مورخو أهل السنة بأنه يصادف ميلاد النبي الأعظم (ص) واليوم السابع عشر من هذا الشهر حيث يعتبر علماء ومورخو الشيعة أن هذا اليوم هو يوم ميلاده (ص). و قد لقيت هذه المبادرة ترحيباً واسعا من قبل كبار العلماء والشخصيات العلمية منهم مراجع التقليد والإمام الخميني ومؤسسات الثورة الإسلامية ورجال الدولة "اهـ وأسسوا أيضا مؤتمر التقريب بين المذاهب، بالتعاون مع جهات سنية معروفة في العالم الإسلامي. وغير ذلك من المساعي الكبيرة لخدمة هذا الغرض من أغراضهم الذي هو عمودٌ من أعمدة سياستهم، أعني التظاهر بأنه لا فرق بين سني وشيعي وأن الجميع مسلمون وإخوة وأن الخلاف هو مجرد خلاف بين المذاهب والمدارس الإسلامية كالفرق مثلاً بين الحنفيّ والمالكي والشافعي والحنبلي.! ( 2 ) احتضان وتبنّي قضايا المسلمين الكبرى والتي لها التأثير البالغ في أمة الإسلام جمعاء، والتي تكون محلّ اتفاق بين جميع الأمة، وهذه مثالها الواضح ويكاد يكون الوحيد هو: القضية الفلسطينية، وسيأتي مزيد كلام عليها إن شاء الله، لأنها في الأصل موضوع كلامنا. ومعلومٌ أن قضية فلسطين واحتلال المسجد الأقصى، ووجوب تحريرها وتخليصها من اليهود الغاصبين لعنهم الله، هذه مسألة لا خلاف عليها بين جميع طوائف الملة الإسلامية وأهل القبلة المنتسبين إلى الإسلام، حتى العلمانيين والزنادقة، وجميعُ النحل مشتركون مع عموم المسلمين في ذلك، فهي قضية إذن ليست محكاً من حيث هي، وإنما النظر في معتقد الإنسان ومنطلقاته وصحة منهجه...إلخ. ( 3 ) التظاهر عموماً بحمل راية الإسلام، ومحاولة ملء الفراغ الحاصل في أمة الإسلام حيث لا دولة للإسلام على الحقيقة، والسعي لقيادة العالم الإسلامي بدعوى أنهم دولة إسلامية محضة (جمهورية إسلامية) و (ثورة إسلامية)، وهذا الغرض يستدعي تحقيقه استعمال لفظ "الإسلام" فقط والتظاهر الذكيّ بما مرّ في الفقرة رقم واحد، وعدم ذكر لفظ شيعة ومشتقاته. ومن أجل خدمة هذا الغرض من أغراض سياستهم أيضا عملوا على تبنّي العديد من قضايا المسلمين، ودعم الكثير من شعوبهم الضعيفة وملء الفراغ الثقافي والإنساني في كثير من جهات العالم الإسلامي الممتحنة في أفريقيا وآسيا وغيرها، فأنشؤوا العديد من المؤسسات الثقافية الدعوية التي تنشر الكتب والرسائل الدعوية وتبذل بسخاء، وتوزّع ما لعله ملايين النسخ من الكتب والرسائل بالبريد وغيره في أنحاء العالم، ويتبعون في رسائلهم الدعوية (كتب صغيرة الحجم يسهل اقتناؤها وقراءتها) سياسة في غاية الذكاء والمكر تعتمد على ما ذكرته في الفقرتين رقم واحد واثنين أعلاه، وتركز على التاريخ بروايتهم هم المشوّهة طبعا، وعلى نقد الفكر والعقل الإسلامي، وشيء من الفلسفة الإنسانية والمنطقية، وإثارة التساؤلات والتنبيهات التي يريدون بها التوصل بالقارئ العادي العامّيّ إلى الميل إلى طريقهم ودينهم الباطل، ويجتنبون التصريح بشيء منفّر كسب الصحابة ونحوها من مسائل، غير أنهم يطعّمونها بشيء مما يقتضيه التدرّج في الاستقطاب من خلال الطعن في معاوية رضي الله عنه، ويزيد ابنه، وبني أمية عموماً ثم بني العباس، وذكرهم بالظلم وإبراز "مظلومية آل البيت" على أيديهم، كما يزعمون وينمّقون، ويُظهرون كتاباتهم في صورة الفكر الإسلامي المتحرر المستنير الناقد للذات، وفي ثناياه التوجيه إلى "روايات آل البيت" و"المفاخر والمبادئ العاشورائية والحُسيْنية" زعموا، وهكذا...! وكانت فكرة "تصدير الثورة" وخاصة بُعيد نجاح ثورتهم الخمينية في إيران التي هي إحدى الفتن والمحن الكبرى لأهل الإسلام في العصر الحديث، وكانوا حينها واقعين تحت طائلة نشوة الانتصار - كانت هي العنوان البارز لمعظم تلك المحاولات والمساعي، فحاولوا على المستوى السياسي تبني الكثير من القضايا، لكن أكثر ذلك فشل واصطدم بصخرة اكتشاف حقيقتهم من قِـبَل الناس، ووقعوا ضحية طبيعية لحتميّة محدودية دينهم الوضعيّ المليّ الطائفيّ.! فإن الدين الذي عندهم والذي يحاولون الانطلاق منه دينٌ وضعيّ مبدل عن دين الله تعالى (الإسلام) ذو طبيعة مليّة (أي قومية) وهي الفارسية بالأساس (بالنسبة للإيرانيين) مخلوطة بدعاوى الانتساب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وطبيعة دين كهذا لا يناسبها العالمية مهما حاولوا، وهذا ما قصدته بالحتمية هنا. وأما باطنهم الذي هو حقيقتهم بناء على ما تقدم ذكره من طرائق معرفة البواطن والحقائق حين يختلف الظاهر والباطن فيمكن أيضا إجماله في النقاط المختصرة الآتية: ( 1 ) أنهم فرقة منتسبة إلى الإسلام، وهم ينسبون أنفسهم إلى الإسلام حقيقةً، بمعنى أنهم لا ينتسبون إلى الإسلام تمويهاً على الخلق وهم في الباطن كفرة عند أنفسهم يدينون في الباطن بدين آخر كالمجوسية أو اليهودية أو النصرانية أو البوذية مثلاً، بل انتسابهم إلى الإسلام عند أنفسهم هو انتساب صادق من هذه الجهة وبهذا المعنى، إلا أنهم يريدون الإسلام كما يريدونه هم، أي على وفق ما تهواه أنفسهم، لا كما أنزله الله تعالى على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.! وهذه نقطة هامة تحتاج إلى مزيد شرح. ويُستثنى من ذلك كبارُ زنادقتهم من "مطوّري المذهب" الذين يعلمون علم اليقين أن ما هم عليه ليس هو دين الإسلام كما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ولكنهم ارتضوا السير في طريق الضلالة لأسبابٍ هي في أغلبها كأسباب كفرِ الرؤساء وأشراف الأقوام ونحوهم ممن حصلت لهم امتيازات دنيوية ومادية وشرفٌ وجاه اختاروه على الهدى، والعياذ بالله، وهؤلاء الزنادقة كثيرون فيهم، في طبقة علمائهم ومثقفيهم ومفكريهم وأهل الرياسة فيهم، قد نعرف بعضهم عيناً بالأدلة القوية الظاهرة.! ( 2 ) وبالتالي فهم فرقة منتسبة إلى ملة الإسلام بحسب الدعوى وبحسب التظاهر، وبحسب الانتساب للاسم والعنوان (اسم الإسلام) لا بحسب الحقيقة ونفس الأمر، بل هم في الحقيقة مارقون من الإسلام مروقاً عظيماً، متلبّسون بأنواع يشق حصرُها من المبادئ المخالفة لدين الإسلام من أساسه، من أنواع الشرك والكفر المبين، وغيرها من الضلالات الاعتقادية والعملية والبدع والأهواء والفساد العريض..! ( 3 ) فهم إذن على "دينٍ مبدّل" عن دين الإسلام، دينٍ وضعيّ، بمعنى أنهم وضعوه وصاغوه وأسسوه لأنفسهم وصار -مع الزمن والتطوير!!- نحلة لهم متوارثاً مخدوماً بأنواع الخدمة الإنسانية: مذاهب ومدارس علمية وتراث عملي وثقافة وأدب وفنون وكتب وكتّاب وتآليف...إلخ وصار له تاريخ ونشأت عليه دولٌ، ومرت عليه أجيال وأجيال وأجيال، فصار عند أهله ووارثيه شيئاً لا يمكن التنصّل عنه إلا لمن تداركته رحمة الله تعالى..! ( 4 ) وهم (كلامنا هنا عن الإيرانيين بالأساس كمثال واضح) ينطلقون –في الجملة- من هذا الدين المذكور ومبادئه، فهو من أهم المبادئ والأسس التي ينطلقون منها، مضافاً إليها أساساتٌ ومبادئ ومنطلقات أخرى مثل الدوافع القومية المليّة الفارسيّة والحضارية والتاريخية، والسياسية التوسّعية، وغيرها. ( 5 ) وبالتالي فإنهم في الحقيقة لا يعتبرون أنفسهم جزءاً من أمة الإسلام بمعناها عندنا نحن أهل السنة، بل هم –عند أنفسهم- المسلمون الحقيقيون فقط، وهم بديل لأمة الإسلام، وشيء آخر غيرها، لأنهم يرون أن "الأمة الإسلامية" هي أمة سنّيّة (أمة أهل السنة) يسيطر عليها على مستوى القيادة وعلى مستوى القاعدة أهلُ السنة، وهم (الشيعة) يناضلون من أجل أن يصلوا إلى قيادة الأمة، فتكون لهم القيادة والريادة.! ومعلومٌ أنهم يعتقدون كفرَ أهل السنة على العموم، وعندهم تفاصيل يُظهرونها والله أعلم ببواطنها تتعلق بعوامّ أهل السنة وجهلتهم، أما علماءُ أهل السنة وأهل التوحيد والتمسك بالسنة وما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهؤلاء عندهم كفارٌ قولا واحداً..! وهم يحبّون أن يطلقوا عليهم اليوم في عصرنا هذا أسماء مموّهة كعادتهم مثل: الوهابيين والتكفيريين ونحوها، فضلا عن الاسم القديم المستعمل منذ القدم وهو النواصب، ومرادهم من ذلك واضح لجميع أهل العلم والفهم من أهل السنة لا يخفى..! وهم يعتقدون أنهم لم يزالوا أقليّة مضطهدة في أمة الإسلام من قِـبَـل جمهور المسلمين الذين هم أهل السنة، وقيادات المسلمين عبر التاريخ التي هي دولُ أهل السنة، من لدن دولة الخلفاء الراشدين إلى دولة بني أمية إلى دولة بني العباس وما بعدها أو في أثنائها من دويلات إلى دولة العثمانيين وإلى اليوم أيضا، باعتبار الدعوى والانتساب على الأقل بالنسبة لأكثر الدول المعاصرة، وإنما قامت لهم هم دويلات صغيرة محدودة في بقاع قليلة من رقعة بلاد الإسلام، وآخرها دولتهم اليوم في إيران. ( 6 ) وبالتالي فمن أجل تحقيق أغراضهم وغرضهم الأساسيّ والأصيل وهو الغلبة على أهل السنة والإمساك بقيادة الأمة الإسلامية فإنهم أنشؤوا العديد من الوسائل لذلك من أهمها: إنشاء أحزاب ومنظمات شيعية من أهل نحلتهم في كثير من بلاد المسلمين، ولا سيما من البلدان التي لأهل نحلتهم فيها وجود كبلدان الجزيرة العربية والخليج ومعظم بلاد العجم الشرقية وغيرها، والغالب أنهم يسمّونها "حزب الله"، فما الحزب المسمى حزب الله في لبنان إلا أحدها، ولكنه أكبرها وأهمّها بسبب الظروف والفرص الجيوسياسية وغيرها. وبالتالي أيضا فإن أي سياسات وأعمال جليلة يتظاهرون بها من مثل دعم وتبني القضية الفلسطينية وغيرها، فإنها منزّلة على هذا الأساس وعلى ما تقرر في النقاط السابقة، وما يتباهون به من ذكر قضية فلسطين والتركيز عليها في فكر وأعمال ومقالات إمامهم الخميني، كله لا يخرج عن كونه مثالا لسياستهم التي تحدثنا عنها، والخميني هو من أهم واضعي ومقرري هذه السياسة ومن أكبر أئمتها في العصر الحديث.! ضرورة ووجوب الإنصاف والقيام بالقسط مع كل أحد عدوّ أو صديق: قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )المائدة8 وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )النساء135 وقال تعالى: ( إنه لا يفلحُ الظالمون ) في سورة الأنعام ويوسف وغيرهما. وقال تعالى: ( والله لا يهدي القومَ الظالمين ) في سورتي البقرة وآل عمران، وفي التوبة وغيرها. وقال تعالى: ( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) يونس69 والآيات في هذا المعنى كثيرة معروفة. وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب كثيرة جدا، ومن أعظمها حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: " يا عبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا... "الحديث رواه مسلم. وعليه فإن الواجب هو الصدق في القول والإنصاف والعدل في الأحكام وفي كل تصرّف، والقيام بالقسط، لا ظلم ولا وكس ولا شطط، بل نعطي كل شيء حقه ونضع كل شيء في موضعه على حسب ميزان العلم والعدل والحكمة كما علّمنا الله تعالى وفتح علينا من فقه دينه سبحانه وتعالى وله عز وجل المنة والفضل وحده. وهؤلاء الرافضة من جملة من ابتليتْ بهم الأمة الإسلامية من فرق الضلالة والمروق من الدين وإفساد الملة المحمّدية، فالواجب فيهم هو كالواجب في التعامل مع سائر خلق الله من مسلم وكافر من العدل والقيام بالقسط، فلا نظلمهم ولا نكذب عليهم ولا نعتمد في مواجهتهم أسلوبَهم وأسلوب غيرهم من الكذب والبهتان والافتراء والإفك، معاذ الله وحاشَ لله، وحسبنا الله ونعم الوكيل..! فإن الكاذب والمفتري والظالم لا يهديه الله تعالى ولا يوفّقه ولا يعطيه النجاح في عمله الدنيوي ولا يبارك له في سعيه، وإن ظهر في بعض الأوقات أنه نجحَ، لكنه يكون نجاحاً ظاهرياً أبترَ مقطوعَ البركة. ثم لا يهديه في الآخرة بل يكون عند الله من الممقوتين المستحقين للعذاب، والعياذ بالله. فما نقوله فيهم هو ما أرانا الله فيهم، ملتزمين الصدق والعدل والتحقيق والتدقيق، لا نبغي غير الحق والحقيقة، ونصر الحق وأن نكون أنصاراً لله كما قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كنوا أنصارَ الله ) وقال تعالى: ( ولينصرنّ اللهً من ينصرُهُ إن الله لقويّ عزيز ) وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكنوا مع الصادقين ). ومن هنا حسُن في هذا المقام توضيح بعض المسائل ستأتي تحت العنوان التالي: حقائق وأوهام وتصحيحات: ـــ الرافضة إذن لهم دين كما تقدّم، ولكنه دينٌ مبدّلٌ عن دين الله ، ومعنى كونه مبدّلا أنه ليس هو الدين الذي بعث الله به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، فهم قد بدّلوه وغيّروه وطوّروه عبر الأزمنة والعصور، وأدخلوا فيه من البدع العظيمة الاعتقادية والعملية الكثير، فالتبديل واقع على مستوى الدين وهو التوحيد ومجمل الاعتقاد، وعلى مستوى الشريعة وهي الأحكام العملية، فإنك إذا نظرت فيما عندهم من الدين اليوم وجدتَ شيئاً مختلفا اختلافا كبيراً -في كليات كثيرة وفي جزئيات غير منحصرة كثرةً- عن دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وهم ينطلقون من هذا الدين في وضع أجنداتهم السياسية واستراتيجياتهم كلها، بالإضافة إلى دوافع أخرى قومية وتاريخية حضارية وتوسعية، كما ذكرنا. ونحن عندما نتحدث عن الرافضة هنا ونقول إن لهم دينا صفته كذا وكذا، نعني بطبيعة الحال الرافضة المتديّنين، الذين يملكون زمام الحكم في إيران، وفي حزب الله اللبناني وغيرهما، ولا نعني الرافضة العلمانيين والمنسلخين عن الأديان أصلا، وهم كثُر عندهم كما هو الشأن في المنتسبين لأهل السنة. ـ البعد المليّ (القومي) الجاهلي التاريخي الفارسي عند شيعة إيران على وجه الخصوص -وعند غيرهم من شيعة العجم بنسبة أقل وعند بعض شيعة العرب بنسبة أقل تأثراً بالثقل الشيعي الفارسي- شيءٌ موجودٌ عليه دلائل لا تخفى على المتوسّمين. فانظر إلى إحيائهم لتاريخهم الفارسي وعظيم اهتمامهم به، في مقابل انحصار تاريخ الإسلام عندهم في قصة الحسين وكربلاء وأمثالها، مع ما فيها عندهم من الكذب العظيم والافتراء والشطح والبهتان.! وخذ هذه الأمثلة: يحترم الرافضة الإيرانيون ويعظمون عددا من الشعراء الفرس الإسلاميين وهم من أهل السنة انتساباً، من أمثال مولوي، وحافظ، وخيام وغيرهم، لا لشيء إلا لأنهم فرسٌ، من دون ذكر شيء عن مذاهبهم؟ تحرص دولة إيران على تسمية الخليج العربي بخليج فارس، وعندهم قانون يجرّم تسميته بغير ذلك، ويعاقب من يسميه الخليج فقط، بدون نسبة، فضلا عمن يسميه الخليج العربي، وعندما يريدون التعبير عن دول الخليج العربية يقولون: دول خليج فارس العربية.! ويعقدون المؤتمرات سنويا بعنوان: الخليج فارسيّ أبداً.! وهذه عندهم مسألة عظيمة ولها شأن كبير، وهي لا تعدو في الحقيقة أن تكون تسمية، فسمّه ما شئتَ، والأسماء تتغير عبر العصور والأزمان، ولها مناسبات تخصّ أحيانا وتعمّ أخرى، فأي ضيرٍ في تسمية لها مناسبة ووجاهة، ولا مانع منها لا شرعا ولا عقلا ولا أدباً ولا حتى بالجغرافيا والتاريخ؟! وهل تستحق مثل هذه المسألة كل هذا التعنّت، لولا قوة القومية الجاهلية وعقلية الشعارات التافهة، وهم يظنونها من السياسات الحكيمة.!! سمّه ما شئتَ ما دمت ترى أن التسمية الفلانية أنسب وأصدق، ودع غيرك يسمّيه بحسب ما يرى أيضاً، وقل لا مشاحّة، وإنما أنت إذا كنت تريد أن تكون قوياً ناجحا في ميدان الواقع، فالعمل هو المحك. ومن ذلك أيضا لو نظرت إلى شيعة إيران وهم دولة الشيعة في هذا الزمان، فانظر إلى قلة اعتنائهم باللغة العربية تعليماً واحتراماً، وهذا شيء مشاهد معروفٌ عند من عرفهم، وقد كان لهم فرصٌ في التاريخ أن يجعلوا العربية لغة رسمية أو شبه رسمية، لكن أنى لهم ذلك ونار القوة القومية تحرق أفئدتهم.! وقد لوحظ أنهم في لغتهم يعبّرون عن العرب أحيانا على قلةٍ بلفظ "أعراب"، وظني والله أعلم أن ذلك من دسائسهم الخبيثة، فلعل بعض أحبارهم دسّها لهم في بعض مراحل تاريخهم، يغمزون بها في العرب ويتوصلون بها إلى رميهم بأنهم مجردُ أعرابٍ، ومعلوم الفرق في لغة العرب بين عربٍ وأعرابٍ، وأن الأعراب هم بادية العرب أهل الجفاء وقلة التمدّن، ولا أظنها من أصل لسانهم، فهي كلمة عربية فصيحة قديمة هم أخذوها من اللسان العربي، فهذا ظني فيما يتعلق باستعمالهم لهذه اللفظة في التعبير عن العرب، وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد تحقيق. وقد تحدث عددٌ من الدارسين للشأن الشيعيّ عن مسألة كراهية الرافضة للعرب، وإطرائهم سلمانَ الفارسيّ رضي الله عنه لأصله الفارسي، وميلهم إلى تعظيم الحسين أكثر من غيره كذلك لمصاهرته الفرسَ، وأشياء من هذا القبيل، أضف إليها ما في العديد من رواياتهم –عن أئمة آل البيت زعموا- في كتبهم المعتمدة كالكافي للكليني وغيره من الكلام الجافي عن العرب، يمكن مراجعتها في مواضعها، ولا ريبَ أن كل ذلك موضوع مكذوبٌ على آل البيت رضي الله عنهم وأنه من دسائس زنادقتهم الكبار مطوّري المذهب ومبدّلي الدين قاتلهم الله.! ـ العداء بين الرافضة وبين أمريكا وإسرائيل هو عداءٌ حقيقيّ ، مبناه من جهة الرافضة على أشياء: منها الدين أي دينهم المبدل الذي هم عليه وما فيه من بقايا دين الحق، ومنها لزوم ذلك بطبيعة الأشياء حيث إن الرافضة يريدون أن يجعلوا أنفسهم أمة الإسلام الحقيقية ويريدون أن يمسكوا بزمام القيادة في الأمة الإسلامية، وهذا لابد وأن يلزم منه الاصطدام مع اليهود والنصارى، كما أشرنا في أول المقال، ومنها التاريخ والأطماع التوسعية والسيادية الإقليمية. فمن ظنّ أنه لا عداء بين الرافضة وبين اليهود في دويلة إسرائل، ولا بينهم وبين أمريكا، فقد أخطأ، ويرجع جزء من ذلك عند بعض الناس إلى تأثير ما يُسمى عند المثقفين بـ "نظرية المؤامرة" على العقل العربي والإسلامي والشرقي عموماً، وهي من معاقد الخلل في ثقافتنا للأسف.! والله أعلم. ولماذا يذهب الإنسان المسلم العاقل بعيداً عن آيات الله في الكون، وهو يرى العداء بين ملل الكفر أمام ناظريه وعلى مدار التاريخ، فالصراع والعداء يكون بين الحق والباطل، ويكون بين أهل الباطل المختلفين: أهل باطل يصارعون أهل باطل، فأين الإشكالُ؟ والباطل أشكال وأنواع وسبُلٌ. وقد يستشكل بعض المسلمين هنا أشياء نضربُ لها أمثلة: فمن ذلك: ما صدر عن بعض كبار قياداتهم ومسؤوليهم السياسيين من تصريحات بأنهم أعانوا أمريكا في احتلال أفغانستان والقضاء على طالبان وكذا في العراق، كما قال محمد أبطحي وكان ساعتها معاوناً لمحمد خاتمي رئيس الجمهورية في إيران حيث "وقف ـ بفخر يحسده عليه العلمانيون العرب المتأمركون ـ في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنويا بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م ليعلن أن بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، ومؤكدا أنه " لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة "اهـ [نقلا عن موقع مفكرة الإسلام، والخبر مشهور نقلته العديد من وسائل الإعلام] [3] وهذا القول نفسه قاله قبله رافسنجاني الرئيس السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حالياً حين صرّح في خطبة الجمعة في جامعة طهران يوم 08/02/2002 بالقول: " إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها وإنه لو لم تساعد قوّاتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني، ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أمريكا أن تسقط طالبان "اهــ [نقلا عن جريدة الشرق الأوسط بتاريخ اليوم التالي لتلك الجمعة، نقلته بواسطة عدة أبحاث ومقالات نقلت عن الجريدة المذكورة]. وكرره على لاريجاني مسؤول الأمن القومي في مؤتمر عقد بمدينة بيرن السويسرية في النصف الأول من شهر فبراير من هذا العام الإفرنجي 2007م، ونقلته وسائل إعلام متعددة. وكرره على أكبر ولايتي، وهو وزير خارجية سابق، ومستشار دبلماسي لمرشد الثورة علي خامينائي حالياً في فرنسا بتاريخ 21فبراير2007م كما نقلته إذاعى البي بي سي في تقرير مراسلها محمد منير سراج من باريس في برنامج عالم الصباح لليوم التالي 22فبراير. فإذا أردنا تحليل هذه التصريحات، فيحسُن طرح بعض الأسئلة: هل إيران فعلا ساعدت أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق؟ ولماذا وعلى أي أساس فعلت إيرانُ ذلك؟ هل هو دليل على أنهم أولياء أصدقاء متحابّون، وأنه لا عداء بينهما في الحقيقة؟ أي هل هذا دليل على انتفاء العداء بين الطرفين؟ فالجواب عن السؤال الأول أن إيران أعلنت ظاهرياً أنها لا ولن تساعد أمريكا في غزوها لأفغانستان وللعراق، وبالفعل لا يُعرَف أنها ساعدت بشيء ظاهرٍ كبير، وما يُـقال من أنها غضت الطرف عن استخدام الأمريكان لمجالها الجويّ في غزوهم لأفغانستان، فلا أعرفُ صحته، وهو إن حصل فيمكن تأويله بأنه واقعٌ من الأمريكان بدون إذنهم (الإيرانيين) وهذا غيرُ مستغرب، وأما شيء آخر من المساعدة والمعونة فإيران ساعدت الأمريكان مساعدة أخفى قليلا وهي من نوعين: من النوع السلبيّ، وهو عدم المدافعة، فإيران التي تزعم أنها دولة إسلامية وتزاحم وتنافس على قيادة العالم الإسلامي لم تبدِ أي مدافعة من أي نوعٍ للأمريكان النصارى الغازين لبلاد المسلمين في أفغانستان والعراق، بل قد أبدت الفرحَ بذلك بناءً على أن الأمريكان سيخلّصونها من عدوّيها اللدودين وهما: نظام طالبان (إمارة أفغانستان الإسلامية) ونظام صدام حسين. ومن النوع الإيجابي وهي أنها ساعدت الأمريكان –في حالة أفغانستان على الأقل- بإغلاق الحدود والتضييق على طالبان، كما أن محاربة إيران السابقة لنظام طالبان وكيدها لهم واعتبارها إياهم عدوّا استراتيجيّـاً، وتحالفها مع تحالف الشمال الأفغاني المخالف والمعادي لطالبان، ومساعدتها المستمرة لهذا التحالف وهو تحالف البنشيريين والطاجيك ومَن معهم بقيادة أحمد شاه مسعود عمليا، وبقيادة برهان الدين رباني نظريا، وهذا الأخير ذو علاقية جيدة مع الإيرانيين إلى حد اليوم، وقد كان يقيم لفترة طويلة في إيران ـ كل ذلك يمكن أن يُعتَبر بمعنىً من المعاني من المساعدة للإمريكان على غزو أفغانستان، وهو أوضح منه في شأن العراق، لأنهم فيما يتعلق بالعراق بإمكانهم أن يقولوا إن صدام ونظامه عدوّ لنا حاربنا سنينَ طويلة وأضرّ بنا كثيراً وفعل وفعل، أما طالبان فليس لهم حجة في حربهم إلا عداوة الدين لا غير، وهو مثال ينضاف إلى أمثلة تناقضات الرافضة، ودلالة مضافة إلى الدلالات الكثيرة على أجندتهم الطائفية الشيعية، كما سبق الحديث عنها. كما جهزت إيران قوات محمد إسماعيل التي هاجمت هيرات ثم سلمتها للصليبيين. وفي العراق ساعدت إيران أمريكا من خلال دعمها للأحزاب الشيعية الحليفة لها، التي دخلت إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية. فهذه بعض أنواع المساعدة التي قدمتها إيران لأمريكا في هذين الحربين الصليبيّتين، مما عرفناه، فإن كان أولئك المتحدثون الشيعة يشيرون إلى مساعدات أخرى قدّموها في الخفاء، فهذا شيء آخر.! وأما جواب السؤال الثاني، فإن إيران ساعدت أمريكا المساعدة المشار إليها، أو غيرها مما يمكن أن يكون في الخفاء، لظنها أن في ذلك مصلحة لها، فإنها كانت ترجو أن أمريكا ستخلّصها من عدوّيها المَخوفيْن: نظام طالبان، ونظام صدام، وقد تمّ ذلك إلى حد ما، ولكنها بطبيعة الحال ليست نهاية المطاف. وهذا في الحقيقة مثالٌ للطبيعة الأنانية والانتهازية والظرفية في السياسة الرافضية، والأمثلة كثيرة جدا. ثم هو مثال أيضا لما يفعله البغض والحقد بصاحبه من العمى والسكرة والزيغ عن الصواب في تحقيق مصالحه، وإلا فحتى الكافر العاقل لو أنصف لعرفَ أن بقاء نظام طالبان (إمارة أفغانستان الإسلامية) في أفغانستان خيرٌ لإيران من احتلال أميركا لها، سواء بمعيار الشرع أو السنن الكونية، فمبعيار الشرع فإن المسلم خيرٌ وجوارُه خيرٌ والإسلام رحمة للعالمين، وبمعيار السنن فإن التاريخ شاهدٌ برحمة أهل السنة للرافضة. لكن هذا التصرف من الرافضة مبني على أصل أصيل عند الروافض لا يتزعزع مهما حاولوا إخفاءه، وهو أن العدوّ الأول والأعظم لهم على مدار وجودهم وتاريخهم هو: أهل السنة، وأما النصارى واليهود فإنهم عدو سهلٌ وأهل كتابٍ يمكن موادعتهم والتعايش معهم، وأمرهم أهون من ذلك، هذا أصل عند الشيعة الرافضة، انبنت عليه مثل هذه التصرفات، فهم بكل بساطة يرون الآتي: نظام طالبان لو تمكن وقويَ فإنه سيكون دعما لأهل السنة في إيران ولاسيما في الإقليمين المجاورين له وهما: بلوشستان وخراسان، وسيكون ذلك خطرا دائما وكبيراً على دولتهم ونظامهم، لأنه سيجمع بين عناصر قوة متعددة: قوة العداء الديني والعقدي، وقوة الانطلاق من الداخل، وقوة العمق الاسترتيجي من خلال الجوار الأفغاني، أي دولة أفغانتسان المجاورة المستقرة في يد أهل السنة المتدينين أهل التوحيد والتقوى.. فمن أجل كل ذلك فإن الشيعة في دولة إيران يفضّلون بلا تردد أن يكونوا في صف أمريكا على أفغانستان، هذا لا يترددون فيه، لكنهم مع ذلك عندهم زوايا أخرى للنظر، فلا يمكنهم أن يظهروا في الصورة أمام الأمة الإسلامية بأنهم أولياء وأعوان لأمريكا، كما لا يمكنهم أن يقفوا مع أمريكا وقوفا كاملا لما تقدم من العداء بينهما للأسباب التي ذكرناها، فالموقف الإيراني إذن كان مبنيا على موازنة بين كل هذه التجاذبات. والخلاصة أن الرافضة ينطلقون من مصالحهم الشخصية الطائفية، مصالحهم كشيعة وآمالهم وطموحاتهم، فهم في الحقيقة شيء، وأمة الإسلام (أهل السنة) شيء آخر، ومهما حاولوا التمويه على ذلك، فإن تناقضاتهم تفضحهم والأحداث الكبرى في الوجود تكشفهم بسرعة. وأيضا فمن الجدير بالملاحظة أن من طرائق الدبلوماسية الإيرانية التلوّن في المجادلة بالباطل وكثرة الدعاوى، وإظهار المنة على الخصوم، فهم يقولون للأمريكان من باب المحاجة لهم وإظهار أنهم لهم منة عليهم: لولانا نحن لما استطعتم كذا، ولما قدرتم على كذا، وهو سبيل فاشل على كل حال أشبه بأحوال أهل الخسة والضعة.! وبالتالي فإن السؤال الثالث يكون قد اتضحت الإجابة عليه. ومما قد يستشكل أيضا: تصريحات لصبحي الطفيلي الزعيم السابق لحزب الله (1989 إلى 1991) بأن " إيران خطر على التشيع في العالم ورأس حربة المشروع الأميركي، والمقاومة في لبنان خطفت وأصبحت حرس حدود لإسرائيل" اهـ يعني بالمقاومة منظمة حزب الله .[صحيفة الشرق الأوسط/ العدد9067 الخميـس25 سبتمبر2003] ومثلها تصريحات لمحمد حسين فضل الله المرجع الشيعي اللبناني قال فيها: " إن الحوار لم ينقطع بين إيران وأمريكا في بعض القضايا التفصيلية هنا وهناك ما يوحي أن الحوار في التفاصيل قد يجعل فكرة الحوار في المبادئ أكثر واقعية "اهـ [حوار له مع صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 21/12/2002، نقلاً عن موقعه على الانترنت]. ومثلها تصريحات مشابهة أخرى لمسؤولين إيرانيين أيضا، وهذه مجرد أمثلة حاضرة. فكل هذا يجب أن يفهم في سياقه الصحيح، ومن الخطأ الاستدلال به على أن منظمة حزب الله عميلة لإسرائل رأساً وأنها حبيبٌ ووليّ لليهود، ولا أن إيران صديق لأمريكا وولي حميم، وأنه لا عداء بينهما، كما قد يستدل بذلك بعض الإخوة، هذا خطأ ينبغي أن يُصحّح.! صبحي الطفيلي أولا هو الآن عدوّ لمنظمة حزب الله اللبناني، عداء شخصيا وطبيعياً، بسبب الانقلاب عليه وإبعاده عن قيادة الحزب سنة 1991م، فهو خصم لهم وعدوّ وبإمكانه أن يقول عنهم أي شيء مما تسمح العوائد بمثله، ثم كلامه يمكن فهمه على المبالغة وأن المقصود أن هذه المنظمة صارت بسبب أفعالها وسياساتها (تفاهمات يوليو (تموز)1994 وتفاهم أبريل (نيسان)1996) وغيرها من التصرفات صارت كأنها حارسة لحدود إسرائيل، بالإضافة إلى كونها حارسة لإسرائيل من جهة أن محاولتها الانفراد بتلك الجبهة وبالتالي سعيها للقضاء على كل فصيل مقاوم هناك من أهل السنة من الفلسطينيين أو اللبنانيين، يؤول إلى ذلك، أي إلى حراسة إسرائيل، فهذا استدلال باللازم، ولا يخفى أن مثل هذه الآراء والانتقادات يقولها حتى الوليّ لوليّه، وأما جريانها بين الخصوم فكثير جداً، فلا يُفرَح بها كثيراً.! ثم هل هو مصيبٌ محق في هذا أو لا، هذا نحن نقرر الجواب عليه بأدلتنا المستقلة. وأما الأقوال الصادرة عن أقطاب الرافضة سواء من السياسيين الإيرانيين أو غيرهم المصرّحة بوجود تحاور بين إيران وأمريكا، وحتى إسرائيل ربما، وأنها لم تنقطع، ونحو ذلك، فهي كذلك مما لا ينبغي للباحث أو للمناظر أن يعوّل عليه كثيراً، ولا حاجة بنا إليه، فنحن متقررٌ عندنا بكل وضوح معالم وطبيعة السياسة الإيرانية والرافضية عموماً من حيث: العقلانية المفرطة والبراغماتية والميكافيلية أحيانا، والأنانية والطائفية...! وبالتالي فوجود حوارات ولقاءات، ومحاولات من الطرفين لتحقيق بعض المصالح -وغالبها مصالح آنية- من ذلك، هذا شيء عادي جداً، والطرفان (أمريكا والرافضة) يفعلانه بنفس مستوى النشاط أو الفتور. وكل ذلك لا ينافي ثبوت العداء بينهما، ولا ينقض ما قررناه أعلاه، والعدوّ يحاور عدوّه سرّا أو جهراً ويفاوضه، ويستغله ويمارس معه السياسة الانتهازية وغيرها، هذا غير مستغربٍ، لكن علينا أن نفهم ترتيب العداوات عند الإيرانيين والرافضة عموماً، كما أشرتُ إليه قبل قليل. ــ البراغماتية عند الرافضة: لفظ "البراغماتية" لفظ مستعمل في الاصطلاح السياسي المعاصر، ومعناه على وجه التقريب: العقلانية المفرطة التي تراعي مصالحها ولو المؤقتة والعاجلة السريعة، وتتخلى في سبيل ذلك عن المبادئ والقيم والشعارات المعلنة، مع أن هذا المصطلح أيضا أحيانا يُستعمل استعمالا أكثر قرباً من معنى "الميكافيلية" والتي هي الإباحية السياسية ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة. والرافضة عموماً سواء تمثلوا في دولتهم إيران، أو في تنظيماتهم المعروفة كحزب الله، أو غيرها هم برغماتيون لدرجة شديدة. فالإيرانيون شيعة رافضة اثنا عشرية إمامية، ومذهبهم معروف لنا جميعاً بكامل الوضوح، ومعتقدهم فينا معروف؛ معتقدهم في أهل السنة وخصوصاً فينا نحن السلفيين، واضح معروف، وطموحهم للسيطرة على العالم الإسلامي وتوقانهم إلى تولّي زمام القيادة للعالم الإسلامي، معروف كذلك، وكونهم أصحاب دينٍ طائفي قوميّ موضوع مخترع مصنوع بأهوائهم، كل ذلك معروف تمام المعرفة لدينا جميعا، وشعاراتهم التي يرفعونها معروفة...! ومع ذلك فإنهم مثلاً على أتم الاستعداد للتعاون مع أي عدوّ أو مخالفٍ لهم حتى مع أكثر الناس سلفية و"وهّابيّة" كما يسمّونهم، حيثما رأوا أن هذا التعاون والتعامل يحقق لهم مصلحة ولو مؤقتة، ثم ينبذونه في الوقت المناسب ويتنصّلون منه، ويدفعون بمختلف أنواع الجدل. و الرافضة دينهم مبنيّ على التقية والكذب، ف التمثيل والتلاعب وإظهار خلاف ما يبطنون، والبشاشة في وجوه ألدّ الأعداء والخصوم، والاستعداد للتعامل معهم بلطف وبكل إظهار للودّ، هو من أيسر الأمور عليهم، هم متعوّدون ومربّوْن عليه، وهو متوارث فيهم، عميق في طباعهم.! ــ سمة التناقض والغموض، والتقية والكذب والتمويه والتلاعب بالكلام والتصريحات: هذه أيضا من أظهر صفاتهم على المستوى السياسي والدبلوماسي، فهم متعوّدون على العيش في تناقض، ولا يكترثون كثيرا لظهور أبشع التناقضات في مواقفهم وسياساتهم وسائر أفكارهم وتصرفاتهم، فالواحدُ منا ربما تلوّن وجهه واحمرّ واخضرّ، إذا اضطرّ في بعض مواقف حياته لأن يكذب ولو كان مأذوناً له شرعا في الكذب، لكن لا تتوقع ذلك من الرافضة المتمرّسين بمذهبهم وسياستهم.! والرافضي بإمكانه أن يجيبك على أي سؤال لكنه لا يعطيك شيئاً. وطبيعة الغموض وعدم قدرة الآخرين على فهمهم هذه اشترك في إدراكها الشرق والغرب والكافر والمسلم. ولا أظنني في حاجة إلى سرد الكثير من الأمثلة، فيكفي مثالا مواقفهم ما بين التحالف مع العدو الصليبي الأمريكي الغازي في العراق، وبين العداء له ومحاربته في لبنان، هذا عندهم شيء عاديّ جدا..!! وابحث أنت أيها القارئ الكريم عن أجوبتهم لحل هذا الإشكال، وانظر بمَ تخرجُ.! وأما ما يتعلق بمواقف أقطاب الرافضة في إيران وفي لبنان وفي سائر البلدان من فرق الموت وما تمارسه من مجازر في حق أهل السنة في العراق، فهذا من أوسط الأمثلة، فهل سمعتَ ولو مرةً عالماً كبيراَ شيعيّـا يستنكرها وينكرُ على فاعليها ويقول كلمة حق في شأنها وشأن أمثالها مما يتعلق بمعاملة أهل السنة في أي مكان في العالم؟ لن تجد إلا الإطباق على السكوت أو تكذيب الدعوى والإصرار على أن شيئاً لم يكن، أو تأويل الوقائع المستيقنة..! أنت تجد عند أهل السنة عندما يخطئ أي تنظيم من التنظيمات الجهادية مثلاً فيرتكب أخطاءً من قتل دماء محرّمة أو نحو ذلك، ولو كان ذلك صادرا عن اجتهاد أو تأويل معيّن أخطأ فيه الفاعلُ، تجد أن علماء وقيادات متعددين من أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها ينكرون على المخطئ ويتبرّؤون من الخطأ إحقاقا للحق وقياماً بالقسط كما أمر الله ومحافظة على صفاء المنهج وسلامته من التحريف والدخيل، واقتداء بقول نبيهم وحبيبهم ومقتدَاهم الأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد "، وهذا لما عندهم من الدين والتوحيد والتقوى لله تعالى، جزاهم الله خيراً. لكن هل تجد هذا عند الروافض؟ ستتعب كثيراً قبل أن تجد لهم مثالا يمكن بتكلف وتعسّف أن تدخله تحت هذا الباب.! ــ دولة إيران نموذج للشيعة إذا حكموا، ومن النماذج الأخرى حكومتهم في المنطقة الخضراء في بغداد اليوم، والنفوذ القوي لتنظيم حزب الله في أجزاء من لبنان. وقد ظهر لكل من قاربهم أو ابتُليَ بهم وعرفهم، بل ولكل متابعٍ، كيف يعاملون أهل السنة على وجه الخصوص، وتذكر ما قلناه أن عدوّهم الطبيعي والحتمي هم أهل السنة، فهم يمكنهم أن يلاينوا وربما ينصفون أهل الأديان الأخرى من يهود ونصارى وغيرهم، لكنهم لا ينصفون أهل السنة. وهذه بعض الأمثلة على سبيل الإشارة: ـ معاملتهم لأهل السنة في إيران، فإن هذه المعاملة تتراوح بين صفات: الظلم والعدوان والقهر والإفقار والتجويع والإهمال والتهميش، بالإضافة إلى التجهيل والقضاء على كوادرهم وعلمائهم بالقتل والسجون والنفي وغيرها، وقتل العلماء على وجه الخصوص لم ينقطع أبداً ولايزال مستمراً، لكنه كان على أشده في السنين الأولى لانتصار ثورة الخميني وذلك في أثناء هيجان الثورة وفورتها وشِرَتها، وفي نشوة انتصارهم، وقد عملوا أيام الثورة وبعدها بقليل مجازر مفظعة في أبناء أهل السنة من البلوش والكرد والعرب وغيرهم، وقد آلوا بعدها في السنين الأخيرة إلى شيء أكثر من الواقعية!! وأدركتهم السنن، ولله والأمر من قبل ومن بعد. وبالجملة فالنظام الرافضي الحاكم في إيران نظام مملوء بالظلم والفساد، ولا يريد وجه الله تعالى ولا أن تكون كلمة الله هي العليا، بل يريدون أن تكون كلمتهم هم هي العليا، هذا لا يشك فيه من عرفهم، ومن عرفَ تعسّفهم وتحيّزهم ونصرهم لأهل ملتهم وإن كانوا من أفسق الناس، على أهل السنة وإن كانوا من خيار الناس، أدرك ذلك، وما أكثر الأمثلة والقصص في هذا لمن اطلع.! وانظر في ذلك أخبار أهل السنة في إيران في عدة مصادر، منها: موقع رابطة أهل السنة في إيران، على الانترنت، وعدة مواقع للمعارضة السنية البلوشية والأهوازية وغيرها، كما قد كتبَ في ذلك عدة كتابات. ـ معاملة تنظيم حزب الله للسنة في لبنان وبالأخص في ضاحية بيروت الجنوبية حيث معقلهم في العاصمة وفي جنوب لبنان حيث معقلهم الوطني، وهي لا تختلف كثيرا عن الصفات المذكورة في الفقرة السابقة إلا بحسب ما تختلف أحوال القدرة والتمكن، ومن صفات معاملتهم لأهل السنة: التهجير والتقتيل والتصفية حيث واتتهم الفرص التاريخية للقيام بذلك، كما حصل في أواسط الثمانينيات من القرن الإفرنجي الماضي، لأهل السنة من اللبنانيين والفلسطينيين، سواء على أيدي عناصر حركة أمل الشيعية أو على أيدي أفراد تنظيم حزب الله. وأما في العراق فالرافضة لم يتمكنوا التمكن الكامل ولا حتى ما يقاربه ففعلوا الأفاعيل في أهل السنة مما هو صادر عن صفات الانتقام والغل والحقد وحب الثأر، فلم يستطيعوا التحكم في أنفسهم حتى يتمكنوا ويسيطروا، ولن يمكنهم ذلك، لأن نار الحقد والغل وطلب الثأر الذي تربّوا عليه أجيالا ضاربة في التاريخ، لا يمكن أن تسمح لهم بالاتزان ومِلك النفس، وقد انضاف إليها الغرور والتوهّمُ بأنهم قد واتتهم فرصتهم التاريخية، وأن أهل السنة ضعفاء ممزقون منهكون ولا بواكي لهم، فرأينا ماذا فعلوا...! ومن الأمثلة أيضا: ــ عامة سياساتهم على مستوى حكوماتهم المؤقتة والثابتة، من زمن مجلس الحكم إلى حكومة نوري المالكي مرورا بحكومتي علاوي والجعفري، بدءاً بتحالفهم (أكثرهم) مع الأمريكان، إلى وشايتهم بأهل السنة لديهم، والعمل مع الأمريكان لتدمير دولة السنة بحجة أنها نظام صدام حسين، فهم شركاء أساسيّون للأمريكان في كل الأخطاء التاريخية التي ارتكبها الأمريكان بعد دخولهم بغداد، كخطأ حل وزارتي الدفاع والداخلية، أي الجيش والشرطة، وتدمير الدولة بصفة عامة ونهبها، ثم عملهم لتدمير مناطق أهل السنة وبناهم التحتية، ومحاصرتهم والتضييق عليهم وإهمالهم، تحت دعاوى محاربة الإرهاب. ـ الإسراع بالسيطرة على جملة كبيرة من مساجد أهل السنة وأوقافهم.. يا قوم، انتظروا حتى تتمكنوا.! لم يستطيعوا الانتظار.! ـ الاستعلان بكثير مما كانوا يستخفون به من الاعتقادات والأقوال، وقد صدرت عن كثير من أناس شبه رسميين منهم أقوال تعبّر عن كوامن ما يعتقدون، كذاك الذي قال: "أهل السنة يحكموننا منذ ألف وثلاثمائة سنة وقد جاءت فرصتنا لنحكم"، وهي مقولة كررها أكثر من ممثل لهم من شبه الرسميين. ـ التقتيل والتنكيل والتهجير والتشريد الذي مارسوه على الفلسطينيين المستوطنين في العراق، ولا سيما بغداد، والدوافع لهذا التقتيل والتنكيل هي دينية بالأساس، ومعلومٌ أن الفلسطينيين كلهم من أهل السنة، والرافضة ينظرون إليهم كأولياء لأهل السنة العراقيين وللدولة العراقية السنية. ـ فرق الموت، وما فعلته من تقتيل وإجرام وتهجير لأهل السنة الضعفاء، وهذه حكاياتها تحتاج إلى مجلدات لتأريخها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ـ تصفية كوادر أهل السنة بشكل منظّم مدروس، من قبل قوات مليشيات جيش المهدي وفيلق بدر، وهذا بدأ مع بدايات انهيار نظام صدام وهو مستمر إلى الآن، وهذا ثابتٌ شائعٌ العلمُ به عند أهل السنة بكافة اتجاهاتهم. ـ ومن أخر ما يمكن أن يذكر من الأمثلة في ذلك تصرّفهم المشين والطائش الدال على سيطرة القوة الغضبية الانتقامية وقوة الحقد الدفين والغل العظيم على أهل السنة، وطلب الثأر المزعوم منهم، وهو إعدامهم لصدّام حسين بتلك الطريقة التي تسرّبت بمكر الله بهم، ورآها العالم، وشاهدها أهل السنة في كل مكان، في يوم عيد المسلمين الكبير عيد الأضحى المبارك..! وبغضّ النظر عن الكلام في صدام حسين والموقف منه، فإن ما جرى من الرافضة في ذلك هو أنموذج ناطق بما ذكرنا من الحقد والغل والطيش وقلة مِلك النفس، وسرعة استجابتها لدواعي الغضب، وأيضا لسيطرة الغرور عليهم، وقد ظنوا أنهم ملكوا، وأيضا هو مؤشر لما يمكن أن يفعلوه في أهل السنة لو ملكوا زمام الأمر، مع دلالته على ضيق عطنهم وصغر نفوسهم وحقارتها حيث كان بإمكانهم في مثل هذه المقامات أن يظهروا العدل الكامل والنزاهة، فإن لم يغلّبوا العفوَ فلا أقل من التجرد في تحقيق الحق، ويجتنبوا أي إشارة تفهمها نفوس الخلق إلى معاني الثأر والانتقام والسخرية والتحقير والإهانة لأهل السنة، وبإمكانهم أن يعطوا نموذجا أكثر رجولية وعقلانية وكمالَ أخلاق وفضائل، من خلال تعاملهم مع مثل قضية صدام ومحاكمته والحكم عليه وتطبيق الحكم. لكن كل ذلك ما كان ليحصل، لأنهم بعيدون كل البُعد عن أخلاق الملوك، إنما الأخلاق اللائقة بهم هي أخلاق السوقة وأهل الضعة والحقارة، من الجياع الذين يُخافُ منهم البطرُ والفساد إذا شبـِعوا، والأنذال الذين يُخاف منهم الويلُ إذا مَـلكوا..!! نسأل الله تعالى العافية والسلامة. ـ جمهورية إيران الشيعية، والمقاومة الشيعية في لبنان: نعم هكذا ينبغي أن تـُسمى، فليست هذه جمهورية إسلام، ولا تلك مقاومة إسلامية.! لكن هذا كله من مكر الرافضة ومن فنّ سياسة الكلمة والشعار التي يتقنونها وتمرّسوا فيها، والهدف دائما إظهار أنهم أهل الإسلام، وأنهم يمثلون دين الإسلام وأمة الإسلام، ليجدوا القبول من جماهير المسلمين الذين هم أهل السنة، وإلا فلو قالوا إنهم شيعة لوجدوا التوجّس والتحفظ على الأقل، وهذا يتماشى أيضا مع اعتقادهم بأنهم هم المسلمون الحقيقيّون أهل الحق، خابوا وخسروا..! وقد كانت لهم بعض التجارب أيضا تعلّموا منها أنهم يجب أن يستعملوا اسم الإسلام دون اسم الشيعة، فكان اسم "حركة أمل الشيعية" في لبنان مثلاً خطأ، عملوا هم فيما بعد على تفاديه بإنشاء "حزب الله"، ولهم تجارب أخرى مشابهة. وهكذا يبنغي أن تسمّى ثورة الخميني: الثورة الشيعية في إيران، فإنها ثورة شيعية خالصة، لا تمثل الإسلام دينَ الله الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، كيف وهي ثورة جاءت لتنصر الشرك ودعاء الأئمة والاستغاثة بهم وتعظيم القبور والبناء عليها واتخاذها مساجد وأعياداً، والنواح الدائم على الموتى في جملة عظيمة من الابتداع في الدين، وسبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الذين حملوا إلى البشرية الدين والقرآن، وتكذيبهم وتخوينهم وتفسيقهم أو تكفيرهم، والطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ورمي أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات بالبهتان المبين، والإيمان بجملة الاعتقادات الباطلة المصادمة لدين محمد صلى الله عليه وسلم من عصمة أئمتهم وعلمهم بالغيوب وإحيائهم للموتى وتدخلهم متى شاءوا في شؤون العالـَم وتدبيره، وغير ذلك مما يعلم جميع أهل الأرض من مسلم وكافر أنه مناقض لدين الإسلام، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم بُعِثَ بخلافه.! نهاية الجزء الأول
(1-2) التعديل الأخير تم بواسطة عابد الله ; 2010-11-22 الساعة 04:45 AM |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رؤية الله تعالى / عمر عبد الكافي | ياسر السرحي | المنتدى الاسلامي | 3 | 2011-10-28 09:22 AM |
الله الله يا أكتوبر الله على نورك في بلدنا.فلنبداء بالتحضير بعيد الثورة | أعطني حريتي | المنتدى السياسي | 2 | 2011-09-24 03:17 PM |
يا مشائخ الله الله نموت بغاز شبوة فهل من شيخ يستحق المشيخه الله الله مشائخ مافيش | الكوكني ابو مافيش | المنتدى السياسي | 48 | 2011-08-29 07:09 PM |
نحن السابقون... وأنتم اللاحقون قريباً بإذن الله ,, بقلم الشهيد الحي بإذن الله المرقشي | ابو يوسف العيسائي | المنتدى السياسي | 1 | 2010-07-14 07:45 PM |
ثروات الجنوب تنهب ويتم هدرها في حرب بين الزيود (رؤية الدكتور عبد الله الفقيه) | الصاحب بن عباد | المنتدى السياسي | 1 | 2009-09-05 01:18 PM |
|