إنها الحرب ......... ماذا أعددنا لها ؟

[ابو عهد الشعيبي]

سينتصر شعب الجنوب حتماً حتماً وكلنا يؤمن بهذه الحتمية باذن الله تعالى مهما طال زمن العسرة والألم والمتاعب ومهما كانت مرحلياً ! نتائج الإقدام على أي أعمال ومنها المسلحة قد يكون ثمنها باهض لأجل إنتزاع حريتنا وإستقلالنا فالمسيرة لن تتوقف إلا بالنصر باذن الله وتأييده..

بعد أربع سنوات من عمر المسيرة السلمية التحررية العظيمة لشعبنا يبدو المشهد العام للاوضاع في الجنوب هذه الايام أكثر قتامه وسوداوية رغم بياض الروح السلمية الأبية ,فالمشهد من كل زوايه آخذاً في التأزم والتدهور والإنفلات والتصعيد على نحوٍ غير مسبوق راسماً صورة بلون البارود , وإلا ماذا يعني عدم السماح بنقل جرحى بحالات خطرة جداً للعلاج في المستشفيات بعد إ قُصفت منازلهم وتهدمت على رؤس ساكنيها؟ وماذا يعني فرض حصار شامل على المناطق وعزلها تماما عن العالم بحجج التضييق على خروج مسيرات سلمية ؟ , وحقيقة لأول مرة أشعر بالقلق إلى درجه لم يقر معها طرفي ! , وربما دواعي قلقي كجنوبي ناجمة بشكل أساس ببعدي عن الوطن وأخرى ذات صلة كبيرة بمدى تذمري من الفراغ الكبير الذي عجز عن ملئه الساسة الجنوبيون في صميم مسيرة شعبنا السلمية طوال أربعه أعوام دون إن نجد لفشلهم ما يبرره ..

أعود لمشهد اليوم ,فمؤشرات أحداثه ومعطياتها على ارض الجنوب تقول إن زمن الهتافات وحمل الأعلام والرايات قد ولى ويبدو من المستبعد تماماً على النفس الجنوبية المضغوطة بممارسات المحتل الخبيث والمقهورة تحت وطئة همجيته لعقدين من الزمن تقبل رؤية تكرار ذات المشاهد السلمية على أرض الجنوب المعجونة بالدم , هكذا تبدو ملامح الصورة القاتمة للمتأمل وبعض التفاصيل الموزعة على تعرجاتها للمتابع ..
شخصياً لا زلت أأمن بأهمية وجدوئ إستمرار العمل السلمي حتى يتم لقضيتنا التأطير السياسي الحقيقي على كل المستويات والأصعدة لإنها سياسية من الدرجة الاولى , وحتى يؤتي السلمي ثمرته الناضجة بموسمها الطبيعي المفترض على مستوى الربط المسؤل والعميق لمساره بكل الأبعاد والظروف داخلياً وخارجياً ..

ولكن وكما هو واضح فأن الإتجاه نحو التصعيد الخطير في المواجهات المسلحة قد غدا أمراً واقع وأصبحت فرضاً وحقيقة واقعة .. إنها الحرب الحرب الحرب !!!
ومع فرضية نشوبها بشكل أوسع وأشمل في نطاقها المترامي فأن هناك عدداً من الإسئلة تتطلب من العقل الجنوبي المسؤل التوقف أمامها ومن ثم الرد .. ومنها :-

ما هي امكاناتنا وقدراتنا لخوضها والتعاطي مع تبعاتها وفرضياتها اعلامياً وسياسياً وميدانياً ؟

كيف رسمنا وخططنا ونسقنا وماذا نمتلك من أوراق سياسية لتسخيرها في خدمة غايتنا وشعبنا يخوضها حربا؟

من معنا ومن الضد , وما هي قرائتنا لمواقف دول الإقليم والعالم وهل توجد دول داعمه واخرى مسانده أقل شيئ لعقد قمة هنا او هناك ؟
كم نمتلك من وسائل الإعلام أو أقل الشيئ الطريق الميسر إليها وكيف سسننقل أخبار الحرب في ضِل إنقطاع تام محتمل لكل وسائل الإتصال ؟

وهل التوقيت مناسب لإنهاء الحراك السلمي بهذا التوقيت كما رغب ويرغب علي صالح أم إنه فشلنا السياسي المسؤل عن توقيت نهايته ؟

وهل قرار الإنتقال إلى مربع المواجهات المسلحة محزوماً ومدروساً كقرار سياسي جنوبي باجماع وبوقته المناسب أم إنه الأمر الواقع بحكم فرضيات الإحتلال وممارساته ؟
ومن ثم ..
هل ستوفر الحرب ما عجز توفيره السلمي وأقصد على مستوى التراص وتوحيد الراي وتكامل الجهود وهل سيتحرك المال الجنوبي المكدس في خزائن بنوك اوروبا والخليج العربي لدعم الثورة المسلحة ؟

كيف سنعالج جرحانا , وهل توجد لدينا مخازن أدوية ؟
وهل أمَنا مصادر متطلبات الناس للحياة بطول وعر ض الجنوب ؟
وهل ضمنا مصادر التمويل المطلوب للإستمرار في خوض حرب العصابات لسنوات ؟

من هو العدو الذي سيقاتلنا وما هي امكاناته ؟؟!

وأخيراً هل الحرب بالنسبة للجنوبيين خيار مغامرة أم خيار إنتصار محسوب ؟؟!

يكفي :

ملاحظة: قد يقول البعض ليس من المناسب طرق هذا الباب على صفحات منتدى وآخرين قد يقولون غير هذا , ولكني أقول للكل إني مقتنع لطرح ما طرحته على العام لأن العام هو الوسيلة المتاحة الوحيدة التي نعتقد باننا نستطيع الوصول بما لدينا لساستنا وقادتنا أو من نعتقدهم كذلك ممن هم في القصور !

أعتذر مقدما عن الرد على كل من قد يبدي تعليقا خلف وجهة نظري, وللجميع تقديري والإحترام