2010-05-13, 01:21 AM
|
#1
|
قلـــــم ذهبـــــي
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
الدولة: عدن
المشاركات: 4,274
|
شابوك مارو .. والحجة فطوم
شابوك مارو .. والحجة فطوم
قالت الحجة فطوم وهي تقرقر بمداعتها العدنية العريقة وتنفث الدخان في الهواء وفي عيونها الجميلة تشع نظرات حزينة ممزوجة بسخرية من نظام إعلام صنعاء أو على الأصح إظلام صنعاء البدائي .. إن وزارة الإظلام في صنعاء تريد أن تعمي القلوب والعقول بإظلام متوكلي ، كل يوم ولديهم مشروع جديد وقيل إن الدستور اليمني لا يحمل أي تعريف لكلمة حرية الصحافة في اليمن ، المسألة عندهم كلها كما كان تُنعت حسب مقولة الإمام أحمد بن يحي .. بكلمة تاريخية من قاموس بيت حميد الدين .. الكلمة هي " هُدار " في الصحف وفي اللهجة العدنية بكلمة " هَدره " ، يا وزارة الإظلام اليمنية أي حرية للقول أو التفكير عندكم .. هل هي هَدره !! ، واليوم فاعلين هذه " المخدره " الكبيرة دون أي معنى ، إن المشلكة ليس في قانون الصحافة أو حرية القول ، القضية تكمن في عقلية النظام الحاكم في صنعاء ، إن هذا النظام البدائي ما زال يحمل عقلية بيت حميد الدين .. من ليس معنا فهو ضدنا . قلت لها يا حجة فطوم اليوم الصحافة العالمية تجابه في عصرنا الحديث ثورة تاريخية بسبب التطور العلمي والتقني في دنيا الإعلام بوجود عصر الديجيتال ، هناك تحول كبير في مفهوم الصحافة التقليدية ، وقد أستعمت في التلفزيون إلى صحفي عالمي بريطاني روبرت فيسك – 12 يوليو 1946 وهو المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وهو يذكر هذا الوضع الصحافي الحديث الحر الجديد الذي ليس له حدود ، إن التطور سنة الحياة ، ووزاة الإظلام في صنعاء كل يوم تريد أن تسن قانون جديد ، اليوم في ثورة عصر الموبايل والإنترنت التاريخية دخلت البشرية زمن جديد و لا أحد يستطيع إيقاف هذا التقنية الإعلامية .. ضحكت الحجة فطوم وقالت إن الإظلام اليمني ليس في حاجة إلى قانون صحافة .. بل يحتاج إلى " شابوك مارو " .
ضحكت الحجة فطوم وقالت يا محمد حازيني عن تاريخ هذه الكلمة .. شابوك مارو ، قلت لها يا حجة فطوم هذه كلمة قديمة يعرفها الجيل القديم من أبناء عدن وهو الجيل الذي عاصر التاريخ في بلادنا الجميلة الجنوب العربي ، " شابوك مارو " هي كلمة هندية وتعني : أضرببالسوط ، والشابوك هو السوط في اللغة الهندية ، ومن قبل دخول السيارات كانت هناك وسيلتان من وسائل النقل في عدن ، الأولى هي " الجاري خيل " وكلمة جاري تعني بالهندية عربة .. أي عربة خيل وهي وسيلة لنقل الأفراد في عربة أنيقة ومريحة ويجرها الخيل ، كانت محطة هذه العربات خلف شرطة عدن القديمة " شوكي عدن " في بداية الشارع الطويل ، وأذكر في طفولتي قد رأيت هذه المحطة في عام 1950 ، كنت أحب أن أشاهد الخيول والعربات - هذه العربات تقوم بمقام التاكسي في يومنا هذا . معظم سائقي العربات كانوا من أخواننا أبناء الصومال الذين أستوطنوا عدن وأحبوها وأحبتهم عدن ، وقصة شابوك مارو - إن تلك العربات حين كانت تدخل إلى حافتي العريقة حافة القاضي ، كنا ونحن أطفال نتسلل إلى خلف العربة ونركب من الخلف ، هنا يشعر بنا السائق الصومالي ويقوم بالضرب بالسوط إلى الخلف فوق الصندوق ، ويصيح بالصوت الجهوري وهو يضحك " يا عيال .. " أنسُلي " أي أنزلوا .. شابوك مارو" وهو تحذير جاد فنقوم هنا بالجري بعيد ونحن نضحك . كنا نخاف من هذا التحذير .. تحذير شابوك مارو . إن الإعلام اليمني الشمالي اليوم في حاجة إلى مثل هذا التحذير النافع .. ليس لهم إلا شابوك مارو دولي .
قلت لها يا حجة فطوم أيضا كانت هناك وسيلة أخرى لنقل البضائع في عدن وهي "الجواري" العادية التي تسحب باليد بواسطة السائق في عربة خشبية طويلة مسطحة لحمل البضائع ، وحين تمر هذه الجواري "العربات" في حافتنا كنا أيضا نتسلقها من الخلف ونواصل الرحلة بها حتى شارع الزعفران قبل الوصول إلى المحطة ، بعدها نعود إلى الحافه في زفه حناني طناني ونضحك ببرائة من هزيمة السائق ، كان سائقي تلك العربات ليس لهم أي وسيلة للردع ولا حتى شابوك .. بل السب و التهديد والوعيد عند وصول "الجاري" إلى المحطة ، وأذكر إن المحطة كانت في الشارع الثاني من شارع الزعفران - شارع الشيخ عبدالله بجانب بيت الحاجب وبيت صديق طفولتي والدراسة علي أمان ، وبيت الروجعي . حين دخول السيارات إلى عدن بدأت هذه العربات في التلاشي خاصة حين قام العدني العريق الشيخ سالم علي عبده بإنشاء أول شركة نقل بالباصات في تاريخ عدن ، وكانت الشركة تنقل الناس وأختفت الجواري خيل و جواري النقل . قالت الحجة فطوم يرحمك الله يا سالم علي عبده .. يا أبو محمد ، وعلي ، وكمال سالم علي عبده .. عائلة عدنية عريقة . ومن المؤسف إننا لم نحتفظ بأي جاري من هذه الجواري ، كان هناك تاريخ قديم وحضاري في بلادنا تحاول عصابة صنعاء طمسه ، واليوم يريدوا أن يطمسوا حرية الإعلام في قوانيين جديدة - من قوانيين سوق الملح .. نقول لهم إعلامكم هذا من عصر الأحافير المتوكلي .. إعلام تريدوه زي " اللمبه جاز" قديمآ .. إعلام طفي لصي .
أخيرآ تقول الحجة فطوم .. يا إعلام اللوزي أطلقوا سراح شيخ الصحافة السيد الجليل هشام باشراحيل ، والصحفي الشجاع الأستاذ فؤاد راشد والسقلدي .. وإلى متى سيبقى المناضل الشريف .. العبقري المثقف الدكتور حسين العاقل في السجن .. ولماذا ؟ .. لا يمكن إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف .. زمن الكذب الإعلامي أنتهى . يا لوزي .. شابوك مارو .
محمد أحمد البيضاني
كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن [email protected]
__________________
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

|
|
|