وعودبتعيين شقيق الفضلي محافظالأبين/القدس العربي

[أبويوسف اليافعي]

تباين القيادات أيديولوجيا يدفع به نحو الانفجار أو الاحتواء الحكومي اليمن: تكهنات بتراجع الحراك الجنوبي ووعود بتعيين شقيق الفضلي محافظا لأبين
خالد الحمادي

3/6/2010

صنعاء ـ 'القدس العربي' كشف العديد من الوقائع الميدانية أن تيارات الحراك الجنوبي في اليمن تتجه نحو خطوات مجهولة، إثر تباين القيادات سياسيا واختلاف معتقداتها الأيديولوجية وعشوائية برامجها وفعالياتها وعدم وضوح الرؤية لدى هذه التيارات التي تختلف أكثر مما تتفق حيال القضية الجوهرية التي تنادي بها.
هذه التباينات المستمرة أعطت مؤشرات قوية بأنها بدأت تدفع بهذه الحركات السياسية نحو (بداية) ما يمكن أن يطلق عليها حركة (النهاية)، ليس للقضية الجنوبية ولكن لتيارات الحراك الجنوبي التي تتبنى (القضية الجنوبية) كمشكلة لا بد لها من حل سياسي، وأن هذه النهاية قد تفشل المشروع الانفصالي، لكنها دون شك حرّكت المياه الراكدة حيال المطالب السياسية لأبناء المحافظات الجنوبية وأعطت دروسا قاسية للسلطة نظير تجاهلها لهذه المطالب منذ نهاية حرب صيف 1994 اليمنية ـ اليمنية.
وتفاوتت توجهات تيارات الحراك الجنوبي بين المطالبة صراحة بانفصال الجنوب وبين المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والسياسية للجنوبيين، وإن كانت الأخيرة طغت على المنادين بـ(فك الارتباط) عن الشمال، أي بالانفصال عن دولة الوحدة التي دمجت شطري اليمن (الشمال والجنوب) في ايار (مايو) 1990، وفي كلا الأمرين نجحت هذه الحركات في (إحراج) السلطة وإجبارها على الاعتراف بوجود مشكلة في الجنوب وهي ما يطلق عليها بـ(القضية الجنوبية)، التي ظلت السلطة لسنوات طويلة تنأى بنفسها عن ذلك وتنكر وجود أزمة أو مشكلة في الجنوب.
تيارات الحراك الجنوبي بدأت نشاطها كحركة (سلمية) للمطالبة بالحقوق المسلوبة لأبناء الجنوب، غير أنها تحوّلت تدريجيا إلى حركة شبه مسلّحة، تستخدم السلاح في المظاهرات والمسيرات كرسائل لإبراز (العضلات) في غير محلها ضد السلطة، حيث كانت تتسبب هذه المظاهر المسلحة في استفزاز رجال الأمن وفي تبادل إطلاق النار معهم، مما يسيل الكثير من الدماء في كل مظاهرة جنوبية.
الوكيل المساعد لمحافظة لحج الجنوبية قاسم عبد الرحمن العفيفي كشف عن مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة 70 آخرين ونهب سيارات وممتلكات أكثر من 200 شخص منذ نيسان (إبريل) 2009 من قبل عناصر تيارات الحراك الجنوبي في مدينة الحبيلين وحدها التابعة لمحافظة لحج. وقال إن أعمال الشغب والعنف التي يقوم بها العناصر الانفصالية 'حوّلت الحبيلين إلى وكر لأعمال القتل والنهب والتقطع والتصفيات الجسدية' على حد تعبيره.
ووصل الحال بأتباع الحراك الجنوبي إلى رفع علم دولة الجنوب السابقة، فوق المجمع الحكومي بالحبيلين في مظاهرة الخميس، وأنه عندما قام رجال الأمن بإنزال العلم الشطري 'أمطرتهم عناصر التخريب الانفصالية بوابل من الرصاص من كل الاتجاهات وأن قوات الأمن المتواجدة في المجمع الحكومي انسحبت إلى مواقع خارج المبنى نظراً لتواجد مئات المسلحين القادمين من مديريات محافظتي لحج والضالع والتي توافدت منذ مساء الأربعاء استجابة لدعوات عناصر التخريب الانفصالية إلى مسيرة مسلحة' وفقا للعفيفي.
ونسب موقع (المؤتمر نت) الاخباري التابع لحزب المؤتمر الحاكم إلى العفيفي قوله 'إن المسيرات التي تحصل في مدينة الحبيلين شبه يومية ويتم التعامل معها بنَفَس طويل، إلا أن مسيرة اليوم ـ امس الأول ـ كانت مسلحة بالكامل وحاول منظموها استفزاز رجال الأمن من خلال اقتحام المجمع والاعتداء على رجال الأمن'.
وطالب العفيفي بإعادة الوضع في مديرية الحبيلين إلى ما قبل نيسان (ابريل) 2009 من خلال إعادة النقاط الأمنية الحكومية الثلاث التي تم رفعها من مدينة الحبيلين بسبب نصائح مسؤولين قال إنها 'من أشخاص لا يريدون الأمن في المحافظة أن يستتب'.
وأوضح 'انه بعد رفع النقاط الأمنية الثلاث تحوّلت الحبيلين إلى وكر لعناصر التخريب الانفصالية، التي أسهمت في تجمّع المسلحين والمجرمين إليها من كل المحافظات، إضافة إلى عناصر القاعدة التي وجدت في هذا المناخ الفوضوي مجالاً خصبا لها، لتستقر في أوكار عناصر التخريب الانفصالية'.
وعلمت 'القدس العربي' من مصادر محلية أن السلطة قامت باستحداث نقاط تفتيش أمنية معززة بأسلحة وقطع عسكرية ثقيلة في العديد من مناطق محافظة لحج وفي مقدمتها مدينة الحبيلين، منذ صعود نجم الحراك الجنوبي، وكانت ترابط بشكل دائم في مداخل ومخارج مدينة الحبيلين، غير أن لجنة رئاسية بقيادة وزير الإدارة المحلية السابق عبد القادر علي هلال كُلّفت بحل المشكلة القائمة في الحبيلين، خرجت بقرار رفع الاستحداثات العسكرية والأمنية منها كخطوة أولى لاستتباب الأوضاع الأمنية، بناء على نصائح وجهاء ومسؤولي المدينة، غير أنه بمجرد رفع هذه الاستحداثات الأمنية أخرج هذه المدينة عن السيطرة الحكومية وأصبحت في قبضة أتباع الحراك الجنوبي.
قيادات تيارات الحراك الجنوبي في محافظات لحج والضالع المتجاورتين، تغلب عليها الأيديولوجية الاشتراكية، كما تجمعها وظائفها السابقة، حيث أن أغلبها كانت قيادات عسكرية أو أمنية خلال حكومة الجنوب السابقة، فيما بعضها أعضاء في مجلس النواب الحالي، وعلى الرغم من ذلك لم تتمكن من التوحّد فيما بينها حيال القضية الجنوبية ولم تتفق حول تشكيل قيادة موحدّة لتيار واحد للحراك الجنوبي. وضع الحراك الجنوبي في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، المجاورة لعدن، يختلف أيديولوجيا وتكتيكيا عن نظيره في محافظات لحج والضالع، حيث يتزعم الحراك الجنوبي في محافظة أبين الجهادي السابق الشيخ طارق الفضلي، نجل السلطان السابق لسلطنة الفضلي بأبين، والصديق السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي أرسله لليمن لتأسيس حركة جهادية لتحرير الجنوب من (النظام الاشتراكي)، كما أنه صاحب نفوذ قبلي وديني جهادي في أبين.
أصابع الاتهام بدأت تتصاعد جنوبيا ضد طارق الفضلي بمحاولة (فركشة) الحراك الجنوبي، خاصة وأن نفوذه الجهوي أخرج الحراك الجنوبي عن مساره، ودفع به نحو مفترق طرق، نظرا لتقاطع المصالح بين الطرفين، وبرز هذا من خلال تسريب بيانات جنوبية ضد الفضلي تتهمه بـ(الردّة) عن توجهات الحراك الجنوبي، بعد أن كان أكثر قيادات الحراك الجنوبي تأثيرا في الساحة الجنوبية وأكثرها حماسا ونفوذا واستقطابا للأضواء.
وقالت مصادر صحافية يمنية أمس فوجئ سكان محافظة أبين بقيام طارق الفضلي بإزالة علم دولة الجنوب السابقة الذي رفعه أتباعه سلفا على واجهات المحلات الملاصقة لمنزله في مدينة زنجبار، كما تم إنزال هذا العلم من أعمدة الكهرباء منذ تزعمه للحراك الجنوبي في أبين.
وقال موقع (الصحوة نت) الاخباري الإصلاحي إن هذه التغيّرات في سلوكيات الفضلي 'جاءت إثر مقتل علي صالح اليافعي وابن أخيه الاثنين الماضي على أيدي الأمن المركزي عند مهاجمة منزله في زنجبار وكذلك الهجوم وتطويق قصر الفضلي الثلاثاء الماضي من قبل قوات الأمن المركزي، لكن سرعان ما تم وقف الهجوم والانسحاب خلال نصف ساعة فقط وكأن هناك اتصالات دارت في الكواليس حالت دون إتمام الهجوم على قصر الفضلي، على غرار ما حصل لمنزل علي صالح اليافعي'.
ونسب إلى مسؤول كبير ـ لم يذكر اسمه ـ في السلطة المحلية بمحافظة أبين قوله 'إن شخصية كبيرة ذات وزن ثقيل زارت الفضلي في قصره الثلاثاء الماضي ولم يفصح عن المهمة التي جاء من أجلها، لكن يرجّح أن مشاورات ما تدور في الخفاء بين الفضلي وممثلين عن السلطة'.
وعلمت 'القدس العربي' من مصدر مطلع أن هناك وعودا من السلطة المركزية بتعيين شقيق الشيخ طارق الفضلي محافظا لمحافظة أبين، خلفا للمحافظ الحالي أحمد الميسري وهو القيادي في الحزب الحاكم. وأوضحت أن هذه الوعود ربما جاءت ضمن (صفقة سياسية) بين السلطة والفضلي لاحتواء الوضع الأمني المنهار في أبين والخروج بحلول مرضية للطرفين، خاصة وأن الفضلي صهر رجل المؤسسة العسكرية القوي اللواء الركن علي محسن، قائد المنطقة الشمالية الغربية، والقريب من القصر الرئاسي.
وكشفت أنه ربما من ضمن هذه الصفقة إقالة مدير الأمن العام لمحافظة أبين العميد حمود الحارثي وتعيين العقيد عبد الرزاق المروني خلفا له، كما ساد محافظة أبين هدوء تام وحياة طبيعة خلال الثلاثة ايام الماضية لم تعشها مناطق هذه المحافظة الجنوبية منذ انضمام الفضلي إلى قيادة الحراك الجنوبي في أيار (مايو) 2009 وحتى الأسبوع المنصرم.





ارجو من الجميع التعليق على الموضوع في صحيفة القدي على الرابط التالي
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\05qpt31.htm&storytitle=ffتبا ين%20القيادات%20أيديولوجيا%20يدفع%20به%20نحو%20الا نفجار%20أو%20الاحتواء%20الحكومي%20اليمن:%20تكهنات% 20بتراجع%20الحراك%20الجنوبي%20ووعود%20بتعيين%20شقي ق%20الفضلي%20محافظا%20لأبينfff&storytitleb=خالد%20 الحمادي&storytitlec=



لا اعرف كيف يصفون الفضلي هل يتخلي عن الحراك بسبب أن تعيين شقيقه محافظا لأبين والفضلي لا يقبل حتى لو اعطوه هو شخصيا نائب الرئيس وليس محافظا فقط