المستعمرة عدن في لندن ومعلا دكه قريبا في الرياض

[الثائر الجنوبي]

المستعمرة عدن في لندن ومعلا دكه قريبا في الرياض



بقلم حسين احمد معلاوي


في السابع والعشرين من يناير الماضي كانت عدن في لندن فكان لها استقبالا يليق بمكانتها لدى البريطانيين ملكة وحكومة وشعبا وقد سبق حضورها دعوة وفد رفيع المستوى من تاج إلى مجلس العموم البريطاني وحضرت وبقوة إلى قاعدة المؤتمرين برسالة فخامة الرئيس علي سالم البيض ولقيت عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية المحتلة كل الاهتمام وكانت تصريحات الوزيرة كلينتون الداعاية سلطات الاحتلال اليمني إلى احترام حرية التعبير . واتت تلك الرحلة بثمارها التي بداء نضوجها قبل حلول فصل الخريف ومن بين تلك الحلول التحركات النشطة للرئيس البيض واستقباله لعدد من السفراء والشخصيات الدولية والتي تأتي ضمن نتائج مؤتمر لندن

معلا دكه تستعد ألان لتكون حاضرة في الرياض تحمل معها همها وهم مدن وقرى الجنوب لما لها من ذكريات عابرات بحكومات وشعوب دول الخليج حين كانت رصيف لنقل تجارتهم من عدن الميناء العالمي الأول للترانزيت أنها مدينة المعلا واجهة الشرق الأوسط الحضاري في ذلك الوقت ورصيفها التجاري معلا دكه .

هنا يا أصحاب الجلالة والفخامة ملوك وأمراء الخليج كانت سفن تجاركم ترسو ومن هنا كانون يأخذون تجارتهم وعلى رصيفه تسامروا وغنوا مما ويليهم الخليجية الجميلة وناموا امنين مطمئنين .

لقد اختارت مدن الجنوب أن تكون ممثلتها إلى مؤتمركم رصيف معلا دلكه لما تربط شعوبكم بها من ذكريات جميلة لا زالت المدينة وأهلها يتذكرونها نعم كلنا أهل المعلا نتذكر ذلك الزمن الجميل نتذكرهم وهم يحملون الهدايا لأطفال أصدقائهم من الأسر العدنية لقد كانت بسيطة ورخيصة الثمن لكن معانيها كبيرة عبارة عن حلي المسا بح والعقالات القديمة المطرزة بخيوط ذهبية وعلب صغيرة من الصفيح مليئة بماء زمزم لا يزيد ما بداخلها من الماء عن 200جرام وأتذكر أنا كيف كنا نتباهاء أمام الأطفال الآخرين في الأعياد ونحن نضع تلك العقالات , نتذكرهم وهم يسيروا جماعات سيرا على الأقدام عبر عقبة عدن أو حجيف وحين يسالون عن عدم استخدام المواصلات يردون بكل حب نريد أن نمتع أنظارنا بجمال أحياء عدن


معلا دكه ورصيفها طمست ملامحه وتغير بنيانة وطمست حضارته حتى المحلات غيرت لوحاتها وأسماء أصحابها , لن تجدوا محلات بازرعة ولا باخشن وبن محفوظ وبقية أسماء التجار الحضارمة المعروفون بصدقهم وأمانتهم , لقد حلت محلها أسماء دخلية وغريبة عنا ولا شك غريبة عنكم تجدون اليوم محلات السنحاني والحاشدي والذماري والرداعي أسماء يصعب فهمها أن كانت عربية او عبرية أو فارسية ولا نعلم كيف صاروا تجارا وأسيادا حتى السوق البلدي التاريخي المجاور للرصيف حيث كان البحارة والتجار الخليجيون يجلسون بداخلة يرشفون الشاي العدني أو يلعبون بحجارة الدمنة هدموه تصوروا هدموه بكل حقد وكراهية ليطمسوا معالم هذا الحي التاريخي وعليكم يا أصحاب الجلالة والفخامة ملوك وأمراء الخليج أن تسالوا شعوبكم عن عدن ورصيف معلا دكه وأيضا بامكانكم زيارة متاحفكم الراقية لتجدوها وقد ضمت في ربوع حجراتها الفاخرة ركن عن التجار والبحارة الخليجين وزياراتهم إلى عدن ولا شك ستجدون صورا لسفنهم الشراعية راسية في رصيف معلا دكه .


نحن يا سادة أصبحنا امة بلا تاريخ بعد أن طمس وهدم بكل كراهية وحقد هذا المستعمر الزيدي حضاراتنا وشرد أهلنا وسرح موضفينا وترك شبابنا على الأرصفة يبحثون عما يغتاتونه نهبوا الأرض وأصبحنا غرباء في ارضنا .


في مؤتمركم الموقر هذا تجلسون ويجلس إلى جانبكم الوفد اليمني ليشحتكم ويبتزكم بفزاعة القاعدة الفزاعة القديمة الجديدة لتمنحوه الهبات تحت مسميات الدعم لمحاربة الإرهاب والتنمية وانتم وشركائكم الغربيين تعرفون جيدا أن بعض تلك المبالغ ستذهب إلى جيوب الارهابين رواتب وسيارات لينيمها فترة من الزمن وليقتل بدلهم أبرياء فلا علي عبد الله صالح ولا نظاميه بمقدوره محاربة القاعدة كيف لا وأدارتها في قصره يستخدمهم وقت الحاجة ضد معارضيه ويرتزق وبقية الفاسدين منهم .


أن أردتم شريكا موثوق به لاستئصال هذا السرطان الإرهابي وتجنيبكم شر أعماله ولتامين حدودكم البرية وعبور ناقلات نفطكم لن تجدو غير شعب الجنوب العربي فلكم معه روابط وثيقة سابقة ونحن لا نطلب غير تضامن معنوي لان من سيحرر أرضنا ويسترد دولتنا هو شعبنا الجنوبي بنضالاته السليمة واعتمادنا بعد الله على هذا الشعب المكافح .


وللتذكير ارفق لكم بعض من اللقاء الصحفي للمغفور له جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز مع كبريات الصحف الاميركية ووكالات الانباء العالمية وهو يردد اسم دولة الجنوب العربي امامهم وهنا تجدون اعترافا صريحا من جلالتة بان في الجنوب دولة اسمها ( الجنوب العربي


ثم قيل لجلا لته: إن اليمن ادعت ببعض المناطق الواقعة تحت الإدارة البريطانية، فهل هذه المطالبة تسبب بعض المتاعب؟

فرد جلا لته: إن رأينا دائماً أن كل شعب له الحق في تقرير مصيره، وإذا تحرر شعب الجنوب العربي من النفوذ الأجنبي، وباشر سلطاته بكل حرية، وبدون تدخل أجنبي فهذا عائد له، وهو الذي يقرر شكل الحياة الذي يراه لنفسه.

ثم سئل جلا لته: إن الرئيس جمال عبد الناصر وعد بسحب قواته من اليمن، ولكنه لم يفعل ذلك فهل تعتقدون جلالتكم أن وجود هذه القوات تشكل تهديداً على الجنوب العربي؟

فقال جلالته: إلى الآن لا أعتقد أن الرئيس جمال عبدالناصر يحاول دخول قواته إلى الجنوب العربي� لأن هذا ليس في مصلحته، ولا في مصلحة الجنوب العربي نفسه.

________________________________________

1. أم القرى العدد 2127 في 12 ربيع الأول 1386 الموافق 1 يوليه 1966


الرابط


http://www.moqatel.com/openshare/Wth...-1.htm_cvt.htm


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

حياك الله يامعلاوي كلام يكتب
بماء الذهب

[الثائر الجنوبي]

الذين شاهدوا الموضوع 99
ولا واحد كتب كلمه واحده جفاف