اذا كان مجرد اسمها فقط ,, يحمل تلك الصفات ,, فما بالك بها وبمواصفاتها ,, ان كانت صادقة وحقة ,, انها الوحدة ,, اي وحدة ,, من الأسماء العذبة التي تنطق بها اللسان ,, وتردده نشيدا وطنيا ساميا ,, ولحنا إنسانيا بديعا وخالدا ,, يشدوه بكل فخر واعتزاز الكبار ,, وينشده بكل فرح ومرح الصغار ,, علاوة على انها معشوقة القلوب ,, ووسام الضمائر ,, وخلاصة الفكر الخلاق ,, فالوحدة من الفرائض الرفيعة التي توسم بها الإسلام العزة والقوة والمنعة والخير ,, والرفعة والنهضة والبأس والشموخ له ولامته,, كما انها عنوان الشرف ودليل الأصالة لأي شعب ,, راسخ في ايمانه ,, شامخ في عقيدته ,, صادق في وطنيته ,, كريم في انتمائه .
ولم يعطي العلماء صفة القداسة للوحدة ,, الا لعلمهم بعظمتها ويقينهم بمنفعتها ,, لذلك لا مجال امام من يريد عكس ذلك ,, الا الاختباء والارتماء في أحضان المكابرة الفشل ,, والانزواء في أركان الهزيمة النفسية والأخلاقية ,, وعند ما تأتي فرصة لأي شعب ,, لتحقيق الوحدة ,, فانه يسابق الزمن ليتسلق أمجادها ونيل شرف تحقيقها ,, من هنا نجد ان شعب الجنوبي الكريم ,, لم يتوانى عن امتطاء صهوة جواد الوحدة وبكل شرف ,, شرف لا يملكه الا ذوو الصفات والمواصفات الجنوبية الطاهرة ,, ضاربا بعرض الحائط ,, بكل مصالحه وحقوقه ,, وكل ما كان سيحصل عليه من مميزات اجتماعية ومعيشية مؤكدة ,, ان هو لم يذهب إلى ذلك الجحيم المسمى باطلا بالوحدة ,, ولكنه الايمان الأصيل ,, والعقيدة الإسلامية الراسخة التي يتحلى بهما هذا الشعب الطيب ,, والذي ترجم بكل ولاء وطني نقي تلك المفاهيم الي امر واقع ,, فأصبح الجنوب وشعبه ومبادئه وقيمة وسجاياه الملائكية ,, يمثلون دون منازع ,, قسطاس الخير والعدل والاخوة والتسامح والنقاء الديني والصفاء الوطني ,, ويؤمنون بمبدأ الشراكة والتنازل من اجل خير الأمم ورفعة الأوطان ,, بعكس الطرف الأخر تماما الذي اتخذ من نكث العهد مبدآ ,, ومن الغدر بالأخ والشريك ارثا ,, ومن التنكر لحق الأخ بالوجود والحياة السوية شريعة وشراع ,, واي شريعة واي شراع ,, شريعة المجرمين ألقتله ,, وشراع مشرع على سفن الموت والهلاك ,, التي تسبح فوق براكين الكراهية وبارود الضغائن والأحقاد ,, وتحمل على متنها الدماء المشفوطة من قلوب وأكباد أبناء الجنوب ,, وجلودهم المدبوغة ,, في مسالخ البرامكة والنازيون الجدد,, ويقودها قراصنة معربدين حمقا ,, فاستحق الطرف الاخر ,, ان يمثل قسطاس الشر والباطل والبطش ,, ومرجح كفة الاجرام والفساد والبغي ,, وحامل لراية الإقصاء والأنانية والخداع ,, ورافع لواء الظلم والجحود والطغيان ,, وراتع من مفرخة الانحطاط والانحراف,, كل ما هو أسن واثم ومئفون .
لقد عمل هذا الطرف ومنذ وقت مبكر ومن خلال عملاءه المجرمين ,, الذين احتضنهم شعب الجنوب ,, فأكرمهم وكرمهم ,, فجازوه بالكراهية والتدمير ,, من طمس وتشويه هوية الجنوب ,, والإساءة لعقيدة شعبه ,, وكلنا نعلم الحرب الشعواء التي شنها الدخلاء الشماليين لتحقيق ذلك ,, حتي ترسخت هذه الأفكار عند أبناء اليمن ( الشمال ) فاصحبنا بنظرهم بلا دين ولا عقيدة ولا اصل ,, ملحدين ينبغي مجاهدتهم وقتلهم وجعلهم غنيمة للمسلمين ( الشماليين ) وهذا ما حدث فعلا اثناء عدوان 94 الغاشم ,, حين هبت علينا الأعاصير الهوجاء والرياح الصفراء ,, فلم يسجل التاريخ ان شعب بأكمله قد أغار على شعب اخر( كافر ) حتى في زمن الجاهلية الأولى ,, ليسفك دمه ويستبيح أرضه وعرضه وينهب ماله ,, الا ما حدث لأبناء الجنوب ,, من أبناء الشمال الغارقين حتى أطنابهم ,, بالتخلف والجهل ,, والمسلحين بفتاوى كهنة الزيدية ,, المدفوعة بالحقد التاريخي الدفين ,, على شعب الجنوب المسلم المسالم ,, كما نلاحظ ان طرف قدم كل شيء من اجل الوحدة ,, وطرف اخر بذل كل شيء ,, بل والمستحيل بعينه ,, للتنكر لها ونكران تضحيات الطرف الاخر ,, بل والتعامل معه وبكل أنانية وخساسة ,, كشعب مولد وملحد ,, قتله واجب واستباحته فرض ,, ومن يقوم بذلك ,, له الثواب العظيم ومنازل الشهداء .
فبعد كل هذه التراكمات والتجاوزات الهائلة ,, والممارسات إلا إنسانية والا اخلاقية ,, والتي ترفضها الأديان السماوية ,, وتنبذها القيم الروحية والإنسانية ,, وتأبها النفوس السوية والعقول المدركة ,, فقد تحولت هذة الوحدة من امر واجب ومقدس عند شعب الجنوب ,, الى جهاد وفرض عين على كل جنوبي ,, ان يتبرئى منها ويغتسل من درنها ورجسها ,, ويتحرر من قيودها ,, ويخرج من وثنيتها ,, ويتوب من التعبد في محرابها ,, بل ويمطرها ويمطر من أوصلها الى ما وصلة اليه الان ,, بوابل من اللعنات اناء الليل واطراف النهار ,, والتي اقل ما يقال عنها ( الوحدة ) ,, وعن من يؤمن بها ,, بأنه نزق وطني وكفر بسمو العدالة ,, وترسيخ لثقافة العنصرية ,, ونصرا لمبادئ الفساد ,, والتشبث بطقوس الوثنية ,, وممارسة الفاحشة والمنكر مع صعاليك النماردة والشياطين اللعينة ,, في هذا المعبد ,, الموبوء بالأصنام والأرواح الشريرة ,, فمن يقبل بذلك .
عاش الجنوب وعاش أبنائه ** النصر له والموت لأعدائه .