الوحدة الالمانية والوحدة اليمنية

[أبو عامر اليافعي]

في سنة 1990م اتذكر في مؤتمر صحفي للرئيس الصالح ان احدى الصحفيات قالت نحن منبهرين بسلاسة قيام الوحدة اليمنية وعدم وجود اي اختلالات امنية وهو ماكان يعتقد ان يحدث فهل تعزو هذه السلاسة الى حكمة القيادة اليمنية ام الخبرات والانجازات الوحدوية السابقة لكم ؟ وهل ممكن ان تفيدوا بخبراتكم المانيا وكوريا ؟

رد عليها - وهو يتمطط ويتبختر- القيادة كانت على وعي وادراك بما يجب ان تقوم به وشعبنا شعب وحدوي ولدينا كما كبيرا من الخبرات في هذا المجال ونحن على استعداد لان نضع كل امكانياتنا وخبراتنا للاصدقاء الالمان والكوريين حتى يستفيدوا منها وتذلل الكثير من الصعااب التي نسمع عنها خاصة في المانيا .

اتذكر ذلك واشعر بالخجل الشديد ولو كنت مكان هذا الرئيس لتمنيت ان اكون فص ملح وذاب الى الابد .

لا اطيل عليكم هنا مقال جميل للكاتب الاردني وحيد الطوالبة يقارن به بين .. وبين ..
ولا مجال للمقارنة بين الثرى والثرياء
ولكن للتأمل فقط
الى المقال >>>>
الوحدة الالمانية نموذج ناجح.......والوحدة اليمنية نموذج فاشل

وحيد الطوالبه -


خليج عدن - خاص
هل يقبل الرئيس علي عبد الله صالح بشخص جنوبي يصبح رئيسا لليمن الموحد ..؟ لماذا جاءت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل من المانيا الشرقية وفازت للمرة الثانية ...؟ هل لأن الناس في جنوب اليمن لا يزالون قصر وتحت وصاية الرئيس وحاشيته..؟ لقد توحدت المانيا منذ عشرون عاما ونشأ الأن جيلا جديد يسمى جيل الوحدة وعمرهم اليوم بعمر الوحدة الالمانية ونما فيهم الاحساس بالوحدة وارتبطت بعقليتهم احتفالية سقوط جدار برلين السنوية التي حضرها هذا العام ثلاثون رئيس دولة ......في عام 1996 قالت لي السفيرة الالمانية في صنعاء ان المانيا الغربية انفقت على المانيا الشرقية خلال السنوات الخمس الاولى من عمر الوحدة الالمانية حوالي 800 مليار مارك الماني اي قبل التعامل باليورو وذالك بهدف اعادة تأهيل المانيا الشرقية لتصبح بما يوازي ماهو موجود في المانيا الغربية وهذا هو عين العقل وهذا جسد الوحدة في نفوس الالمان .......العكس تماما حدث في اليمن رئيس واحد انفرد في السلطة على الرغم انه كان رئيسا لليمن الشمالي لمدة 12 عاما قبل الوحدة ولا يزال رئيسا منفردا بالسلطة ومحتكرا لها وللمال العام لا بل فصل الدستور اكثر من مرة وبما يخدم استمراريته في الحكم ..وفي المانيا توالى الزعماء على الحكم وتقاعدوا بلا ضجيج لأن صندوق الانتخابات كان الحكم ... في اليمن لا احد ينكر ان الفترة الواقعة منذ ما بعد ثورة 14 اكتوبر وحتى اعلان الوحدة لم تشهد المحافظات الجنوبية اية تنمية حقيقية ويعزو الرئيس صالح سبب ذالك الى الخلافات والصراع على السلطة بين القيادات الجنوبية ولكن الواقع ان الدولة في الجنوب لم تكن تملك اية موارد سوى دعم الاتحاد السوفياتي لها سابقا ولكن بعد الوحدة اكتشف النفط والغاز في حضرموت وشبوة ومنذ عشرون عاما لم يكسب اهل الجنوب من النفط سوى سحب الدخان المتصاعد من ابار النفط والغاز واذا كان البعض يريد القول ان الرئيس نفذ بعض المشاريع في الجنوب فما هي تلك المشاريع هل يقصد شبكة الطرق ..؟ الطرق تم تنفيذها لأهداف لو جستية وعسكرية لربط الجنوب بالشمال بشبكة طرق تساعد على التحركات العسكرية لأن تلك كانت مشكلة هامة واجهت الرئيس في حرب صيف 94 ....هل نفذ الرئيس مشاريع اسكانية على حساب الدولة ووزعها على المواطنين الجنوبيين الذين هم بأمس الحاجة للسكن ...لا لا لم ينفذ ذالك والمشاريع الاسكانية التي أقيمت وبالذات في حضرموت هي لرجال اعمال يمنيين معظمهم مقيمون في الخليج العربي تفائلوا بالوحدة ومن ثم احبطوا ومنهم من اوقف تلك المشاريع ...في مؤسسة الجيش مثلا تم تهميش كل الجنود والضباط الجنوبيين واحالة معظمهم على التقاعد وبلا رواتب تقاعدية وهو ما فجر المطالب الشعبية التي تحولت لا حقا الى غضب شعبي حاول الرئيس تجاهله ومن ثم اطفائه بقليل من المسكنات واخيرا لم تنفع معه كل الحلول ...الاراضي في الجنوب وبعد مرور عقدين من الزمان على ولادة الوحدة اليمنية لا نزال نرى كل يوم سطوا عليها من شماليين لا تزال تحركهم عقلية الفيد والنهب والكسب الغير مشروع .....طيران اليمدا الذي كانت دولة الجنوب تملكه قررالرئيس دمجه بطيران اليمنية المتعثر رغم الشراكة السعودية وماذا كانت النتيجة تبخرت اليمدا وتبخرت اليمنية وفشلت الشركة المندمجة وتعاني اليوم من الافلاس بسبب ارهاقها بالتذاكر المجانية والشحن المجاني والسرقات التي مارستها الادارات المتعاقبة ...وهنا اود القول للرئيس ان الطائرتين التي اشترتهما اليمنية من شركة ايرباص الفرنسية على اثر زيارة الرئيس للشركة عام 97 وتم شرائهما على انهما جديدتان ... هم من الطائرات الكويتية التي اعيدت صيانتها وبيعت لليمن على انها جديدة .....

لقد وصلت الامور اليوم في اليمن الى مرحلة لا ينفع فيها تنفيذ المشاريع ولا توزيع الهبات ولا شراء الذمم وما يساعد في تطور الاوضاع باتجاه انهيار الحلم الوحدوي ان الظروف الدوليةاليوم في العالم وبالذات العربي تؤشر الى عدم الاهتمام بما يجري في اليمن بعد ان وصلت كل دولة الى الاهتمام بما يعنيها ولكل دولة اولويات قبل التفكير بالشأن اليمني فضلا عن ما تعانية اليمن من اوضاع اقتصادية نتيجة تراجع الدول المانحة عن وعودها وتراجع اسعار النفط في الفترة الماضية والاهم تزايد الانفاق العسكري اليمني الذي يقابله تراجع في الانفاق التنموي والتعليمي والصحي وهنا للانفاق العسكري ضرورتان الاولى حرب صعدة التي تلد حربا متجددة وكذالك خوف النظام من المستقبل الامر الذي يدفعه للتسلح بأستمرار .


الصحفي والكاتب

وحيد الطوالبة

[email protected]