صنعاء – القاهرة – لندن " عدن برس " خاص : 25 – 10 – 2009

تسببت إفتتاحية صحيفة الأهرام المصرية الرسمية الى حالة من التخبط في أجهزة الإعلام الرسمي اليمني, ففي الوقت الذي دعت فيه صحيفة الأهرام صراحة إلى تدخل وسطاء بين صنعاء والحوثيين وبين صنعاء والجنوبيين نفى الإعلام الرسمي اليمني أن ما جاء في صحيفة الأهرام هو تعبير لرؤية الحكومة المصرية ، بل هو رأي شخصي لكاتبه . وقد كانت الأهرام قالت في إفتتاحيتها الصادرة يوم 22 أكتوبر الجاري بعنوان " أنقذوا اليمن " : "لابد من تحرك سريع من أية جهة موثوق في نزاهتها وحيادها للوساطة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين في اليمن وبين الحكومة وقيادات الجنوب الذين بدأت دعاواهم للانفصال تتزايد, حتي يتم احتواء الموقف قبل وصوله إلي حالة اللارجعة".
وقد أكدت الأهرام أنه يجب تكليف وسيط عربي ذي ثقل ونفوذ للتوسط بين الطرفين إذ قالت "وللخروج من هذه الدائرة الجهنمية لإراقة الدماء وللحفاظ علي وحدة الوطن لابد من شيئين أساسيين: قيام وسيط عربي ذي ثقل ونفوذ سواء كان شخصا أو هيئة بالوساطة بين الطرفين لوقف إطلاق النار والتوفيق بين مطالبهما, والخروج بمقترحات تحقق الحد الأدني مما يطالب به كل طرف." كما ألمحت الأهرام إلى أن أمين الجامعة العربية قد جاء إلى صنعاء في مهمة وساطة لم تكلل بالنجاح رغم إدعاء نظام صنعاء حينها أن السيد عمرو موسى إنما جاء لإظهار دعمه ودعم الجامعة العربية لصنعاء.
وبعد يومين من نشر إفتتاحية الأهرام قام الإعلام الرسمي بنشر تكذيب لما جاء في الإفتتاحية دون الإشارة إلى مصدر التكذيب ، بل أكتفت صحيفة 26 سبتمبر اليمنية الرسمية والصادرة بلسان الجيش بوصف المصدر المصري بـ (مصدر رسمي) لم تسميه ، مما عكس حجم الصدمة والحرج الذي تسببت به الإفتتاحية لنظام صنعاء خاصة وأنها جاءت بعد يوم فقط من لقاء الرئيس المصري حسني مبارك بوزير الخارجية اليمني الدكتور ابوبكر القربي , إذ سارعت صحيفة 26 سبتمبر أمس والمقربة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقالت بأن "ما نشرته صحيفة الأهرام المصرية حول اليمن لا يعبر مطلقا عن وجهة نظر الحكومة المصرية . وقالت المصادر المصرية بان ما نشرته الصحيفة يوم أمس الأول يعد اجتهاد خاص ولا يعكس الموقف الرسمي لجمهورية مصر العربية الثابت والمبدئي والداعم بقوة لوحدة اليمن".
ولم تبين الصحيفة العسكرية اليمنية الاسباب التي جعلت المصدر المصري " الوهمي " يصرح لها تحديدا نافيا رأي أكبر صحيفة في مصر " الاهرام " ، ولم توضح صحيفة 26 سبتمبر لماذا هذا النفي لم يأتي من الحكومة المصرية يعتبر أن ما نشرته الصحيفة الاولى في مصر اذا كان رأيها حول اليمن كان رأيا شخصيا وإجتهادا من رئيس تحريرها.
هذا ومن المعروف أن صحيفة الأهرام تعبر عن لسان حال الحكومة المصرية وأن نشرها لإفتتاحيتها لا بد وأن يعكس رؤية الحكومة المصرية لحل القضية الجنوبية ولحرب صعدة , كما أن زيارة السيد عمرو موسى لصنعاء للتوسط بين صنعاء والجنوبيين وبين صنعاء والحوثيين وإن كانت تحت مظلة الجامعة العربية إلا أنها لا شك قد حظيت بمباركة الحكومة المصرية. وفشل الوساطة المصرية عبر السيد عمرو موسى قد أساء القاهرة التي لديها العديد من التجارب السابقة مع تملص النظام اليمني من إلتزاماته في أي إتفاق ترعاه القاهرة كما حصل في حرب صيف 1994 على الجنوب.