قصـة الأمـس .. وإنفلونزا الخنازير

[نايف الكلدي]

قصـة الأمـس .. وإنفلونزا الخنازير (الجمعة 05 يونيو - حزيران 2009)بقلم: محمد أحمد البيضانــي

الطيف – خاص

نعم إنها قصة الأمس .. قصة الزمن العظيم وأجمل قصة في التاريخ ، إنه تاريخ الجنوب العربي وعاصمته التاريخية عدن التي قدمت لثوار الجمهورية العربية اليمنية كل المساعدة والمساندة لنيل إستقلالهم والتخلص من ظلم الإمامة وجبروتها ، الجنوب العربي هذا البلد الكريم الذي أعطى هؤلاء الناس المأوى والغذاء والآمان وأنزلهم كضيوف كرام في أرضه ، وأيضا لقد قاتل أبناء القبائل الشجعان من يافع والعوالق والضالع وأبين وردفان وحضرموت وعدن ، لقد قاتلوا في صفوف الجمهوريين في الشمال لتثبيت جمهوريتهم ولولا تضحية هؤلاء الرجال الشجعان لسقطت صنعاء .. ليس في 70 يوم .. بل في 7 ساعات ، لقد وصلت قوات الأمير الحسن بن يحي حميدالدين إلى قمم جبل نقم المشرف على صنعاء .. لولا شجاعة قبائل الجنوب العربي المقاتلة في صفوهم وصمودهم التاريخي البطولي أمام زحف قوات بيت حميد الدين .. لعاد بيت حميدالدين يحكموهم إلى يوم يبعثون . واليوم رئيس النظام في صنعاء يقذف خصومه في المعارضة الجنوبية ويصفهم بفيروس إنفلونزا الخنازير ، بينما كانت عدن تستقبل ثوار اليمن بكل التقدير والإحترام والمساندة .. كيف نسيتم كل هذا المعروف والجميل ..يا صالح .. كيف نسيتم .. قصة الأمس .

في الخمسينيات في حارة القاضي في كريتر عدن ، في تلك الحارة العريقة و في طفولتنا كنا نرى بعض الرجال الغرباء في أزيائهم وهم يلبسون العمائم ولم يكونوا من سكان الحارة المعروفين ، فسألت والدي رحمه الله عن هؤلاء الناس ، فأجابني : " هؤلاء علماء وثوار اليمن ، إذا رأيتهم يا ولدي قم بمصافحتهم والسلام عليهم ، إنهم من عظماء الرجال ". هذا هو الجنوب العربي وأخلاق أبناء الجنوب العربي ، في حارتنا استأجروا منزلآ وكانت هناك لافته فوق المنزل كتب عليها بالحروف الكبيرة " الجمعية اليمنية الكبرى " . تأسست الجمعية اليمنية الكبرى في 4 يناير 1946 في عدن ، وكان القاضي محمد محمود الزبيري رئيسها ، والأستاذ أحمد محمد نعمان سكرتيرعام ، ومن نفس المنزل أصدروا صحيفتهم " صوت اليمن " التي حاربوا منها الإمامة وبيت حميدالدين ومن تلك الحارة التاريخية خططوا لثورة عام 1948 وثورة عام 1955 .. نقول لهؤلاء الناس كيف نسيتم كل هذا الفضل والإحسان والمساندة .. كيف نسيتم .. قصة الأمس .

ساند رجال الفكر والصحافة في عدن ثوار اليمن وقدموا لهم المساندة المالية والمعنوية ، كان من هؤلاء المفكرين العظماء المحامي محمد علي لقمان ، والنقابي عبدالله عبدالمجيد الأصنج ، والسيد محمد علي الجفري ، والصحفي عبدالله باذيب ، والصحفي عبدالرحمن جرجره البيضاني ، والشاعر لطفي جعفر أمان ، والصحفي محمد علي باشراحيل ، والشيخ محمد بن سالم البيحاني ، والشاعر علي محمد لقمان ، والشاعر محمد عبده غانم .. ضرب كل هؤلاء الرجال الشجعان بتحذيرات الإنجليز عرض الحائط وساندوا الثوار في اليمن جهرا وبدون خوف وصدقوا وآمنوا بعدالة قضيتهم . في منتصف الخمسينيات أستدعى حاكم عدن البريطاني المحامي الصحفي محمد علي لقمان صاحب " فتاة الجزيرة " ، وأمره بالتوقف من مساندة ثوار اليمن وعدم السماح لهم الكتابة في صحيفته ، أجاب هذا الرجل العظيم وقال لحاكم عدن البريطاني : " إن الصحافة تملك حرية التعبير والفكر وهذا من الحقوق الإنسانية ولا يوجد نص قانوني يمنعني من ذلك " . فلم يستطع حاكم عدن البريطاني أن يمنع صحيفة " فتاة الجزيرة " من مساندة ثورة اليمن . واليوم في عصرنا يقوم إعلام الجمهورية العربية اليمنية بتهديد الصحفي الشجاع السيد هشام محمد علي باشراحيل و يُقدم إلى المحاكمة لأنه آمن وصدق بحرية الكلمة وقدسيتها ، ثم يغلقوا عدة صحف و صحيفة "الأيام" ويعتقلوا الصحفي الشجاع فؤاد راشد ، ويغلقوا موقع "المكلا برس" . الصحافة ضمير الأمة وشرفها ، الصحافة الحرة أسقطت دولة بيت حميد الدين .. إنها قصة اليوم الغريبة .. هل نسوا قصة الأمس .

إننا اليوم في عصر ثورة المعلومات ، إنه النظام العالمي الجديد في حرية البشر في التعبير عن أرائهم ومشاعرهم ، لم يعد يوجد أسرار أو إخفاء معلومات عن الناس ، إن الجيل الجديد من الصحافة الإلكترونية الحديثة التي يديرها أبناء الجنوب العربي الشباب مفخرة هذه الأمة ، إن عدن برس ، والطيف ، وتاج عدن ، والشبكة الجنوبية ، والمكلا برس ، وشبكة صدى عدن جميعهم على مدار الساعة يقوموا بنشر الأخبار حول العالم ، ويواكبوا السبق الصحفي في تقديم الأخبار والمعلومات دون رقيب أو حسيب ، حرية الكلمة الواضحة الصادقة ، واليوم هذه المواقع الصحفية والشباب الشجعان الذين سوف يدخلوا التاريخ في توصيل صوت الضمير الحر ، لولا الصحافة الحرة ما قامت ثورة في اليمن ، في الأمس كان صوت ثوار اليمن من عدن ، صوت القاضي محمد محمود الزبيري ، والأستاذ أحمد محمد نعمان ، والشعلان ، الإرياني، والأحمدي ، وسنان أبو لحوم ، والموشكي ، كان صوتهم من عدن .. وبفضل عدن سقط بيت حميدالدين ، ويأتي في عصرنا هذا ، عصر الحرية والنور .. و يصرح عبدالكريم الإرياني إن صوت المعارضة هو " نباح الكلاب " .. نقول له .. هل كان صوت ثوار اليمن الذي أنطلق من عدن في 4 يناير 1946 .. من الجمعية اليمنية الكبرى التي كان أعمامك من قادتها.. هل كان صوتهم .. صوت ضمير الأمة في بلادكم .. هل كان هذا الصوت .. نباح الكلاب .. يبدو لي إن الإرياني وصالح قد نسوا .. قصة الأمس .

نقول لهؤلاء الناس .. أتركوا الجنوب العربي .. أتركوا عدن .. عاصمة الجنوب العربي ، أتركوا كريتر .. وكريتر معناها في العربية .. فوهة البركان ، إنه البركان الذي أبتلع الغزاة عبر العصور،
إن بلادنا العظيمة وشواطئنا الجميلة هي ملك أبناء الجنوب العربي ، هذه بلادنا ولا توجد قوة على سطح الأرض يمكنها أن تأخذها منا ، إنها بلاد القبائل الشجاعة ، إن من المؤسف حقآ إن عصابة النظام في صنعاء نسوا المعروف والإحسان ، قد جحدوا الأمس ، أمسهم في بلادنا التي أحسنت إليهم .. هذا هو ما تناساه حكام الجمهورية العربية اليمنية .. حقيقة وفعلآ .. أنها قصة الأمس .

[email protected]

[نايف الكلدي]

موضوع راائع للكاتب محمد البيضاني

كانوا وسيضلون شعب بلا ذمه وضمير

شعب خائن ناكر للجميل

شعب تعود على الدسائس والخيانات

تحياتي

[خالد اليافعي]

اشكرك اخي النايف على نقلك للموضوع,, والتحية موصولة الى محمد البيضاني..
واقول له انهم شعب نسوا (قصة الامس) ,, ولكنهم لن ينسوا ابداً قصة اليوم وغداً ( قصة الثورة السلمية الجنوبية) ,, التي ستضل تأرقهم وتحرمهم لذيد النوم ورغد العيش...

[العبدالفقير]

الجحود والنكران لقصة الامس
من جاء على دبابة لا يعلم ما قام به اسلافة السياسيون
من جاء على دبابة ابهرته الاضواء ونسى انه كان يعيش في الظلمة
من جاء على دبابة نسى انه كان يبيع شاهي ( مقهوي )
يا عزيزي انهم عميان البصر والبصيرة ،
من جهله قال فيروس الخنازير