الـــــحوار او المـــــــــــــــوت ؟

[جواس الشبحي]

بقلم الباركي الكلدي.
الثلاثاء 28 اغسطس عدن اف ام
انّ ما يدور من أحداث في اليمن هامسة حيناً وصاخبة أحياناً أخرى، هي في سياق اختلاق ازمات تفتح لها المبادرة الخليجية ابواب كي تضاف الى ازمة اليمن طالما هناك شعب في الجنوب يطالب بكل فئاته ومنظماته وقياداته التدخل الانساني العربي لحماية شعب الجنوب الذي يتظاهر سلميا” منذ العام الفين وسبعة من اجل تقرير مصيره وقوبل بالقمع الوحشي من النظام اليمني و صُنِّف شعب الجنوب بالعديد من التصنيفات والاتهامات دفاعا” عن عبارة اطلقها الرئيس اليمني بالوحدة او الموت ، قوبلت بالتأييد من الشعب الشمالي والتحريض لها من العلماء والمشايخ بالفتاوي التكفيرية بأنَّ الحراك الجنوبي حزب كافر ، ويجب قتال من خرج عن الوحدة ،وتم اقتحام ساحات الشباب في الجنوب وارتكاب المجازر بحق الاطفال والنساء والشيوخ واستهداف النشطاء والقيادات الجنوبية ، كون شعب الجنوب يرفض الوحدة بطريق الاحتلال والنهب والسلب والتهميش ،لم نشاهد موقف عربي او غربي يدين تلك الجرائم التي راح ضحيتها الالاف الجنوبيين وتقدمت المنظمات الجنوبية برفع تقارير الانتهاكات للمنظمات الدولية والحقوقية ومناشدات للامم المتحدة والجامعة العربية وحقوق الانسان والتي الى يومنا هذا ومسلسل القتل والقمع والاغتيالات والاعتقال مستمر بحق ابناء الجنوب دون تحرك تلك الانتهاكات ساكنا” لدى العالم ، ونأسف للاهتمام الكبير في مبادرة الخليج لحل خلاف الفرقا على كرسي الحكم ووضع مبادرة الحوار الوطني لفتح باب جديد لجرائم النظام اليمني وبمباركة دول الخليج تحت شعار الحوار او الموت ، لان قضية الجنوب قضية سياسية وانطلقت قبل الخلاف على مقاليد الحكم بين اسرة الاحمر وتوجد قرارات في الجامعة العربية فبكل أسف ان يتم الخذلان للقضايا العربية ونكران المعاهدات والمواثيق التي يتسألون عنها امام الله سبحانه وتعالى لان فرض الوحدة بالقوة ليس من الدين قبل القانون ولقول الله ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)) ان التلاعب بإرادة الشعوب وارواح الناس لا يرضى بها دين ولا عرف وان شعب الجنوب متمسك بحقه المشروع ويناضل بالطرق السلمية التي تدل على حضارة وثقافة شعب الجنوب الذي صدرها لكافة شعوب العالم ، وينبذ ، المحاولات اليائسة من قبل البعض لخلق أجواء من القلق بين أبناء الجنوب الواحد. وما يدعو إلى تسميات وافكار تتعلق بالأسباب الحقيقية والنوايا الخفية لدسائس النظام اليمني الذي يسخر الاموال الطائلة لمحاولة تقسيم الجنوب الى تيارات ، بهدف خلق بلبلة في المجتمع الجنوبي، في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى التكاتف ورص الصفوف، كما هي الحال في المجتمعات الثائرة في باقي الأقطار العربية، التي تدافع عن حقوقها وسيادتها ووحدة الصف لتحقق الحرية والامن والاستقرار لشعوبها .
إنَّ السير والتأييد لنظام الجمهورية العربية اليمنية في اقصاء حق شعب الجنوب ونكران دولتهم لهو تحيز خاطئ حيث يندعي النظام اليمني بأنَّ الجنوب جزء من المجتمع اليمني فرع عاد الى الاصل . فدولة الجنوب ليس من الخرافات دفنتها العصور وطمست تاريخها ، ان دولة الجنوب تمثلها مواطنيها جميعاً وليس جزءاً من اليمن. الدولة الجنوبية تمثل المجتمع الجنوبي كاملاً. وتاريخ الجنوب تاريخ ناصع عبر الازمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت الى العام اربعة وتسعين قبل الاحتلال اليمني ليس هناك من لبس في الهوية الجنوبية رغم محاولة الاحتلال اليمني طمس الكثير من المعالم والتسميات في الجنوب إلا ان شعب الجنوب بفترة وجيزة اعاد الصفة الحقيقية واعاد هيئة الدولة الى تاريخها التي ينتمي اليها كل الجنوبيين ، وتشكلت فيها المنظمات والنقابات والهيئات والجمعيات تهتف بصوتا” واحد بأستعادة دولة الجنوب