اعتراف دولي وإقليمي وشيك بدولة الجنوب وقرار بمنحها الحرية والاستقلال انشاء الله

[مجنون شبوة]

مؤشرات توحي بإنفراج وشيك للجنوب .. ودعم دولي وعربي لمشروع الاستقلال .

بقلم : سالم بامدوخ

كل الدول العظمى تحترم إرادة الجماهير في كل بلدان العالم وتجدها دوما تفصل سياساتها وإستراتيجيتها وفق إرادة الشعوب ولا تتعارض أبدا مع ماتريده هذه الجماهير وتطمح لتحقيقه لهذا تجد هذه الدول العظمى ناجحة في سياستها الخارجية لأنها لا تسير أبدا عكس التيار وإنما مع التيار بعد ان تفرض عليها الجماهير إحترام إرادتها .


نحن في الجنوب إرادة جماهيرنا واضحة وقد خرجت في مسيرات مليونية للتعبير عن مطالبها المتمثلة بالاستقلال وإستعادة دولة الجنوب المحتلة وفك الإرتباط عن صنعاء بالإضافة إلى وجود إجماع لدى من يمثل جماهير الجنوب من قيادات الحراك الميدانية الشرعية وكذا الرئيس الشرعي / علي سالم البيض على خيار الاستقلال ، وأستغرب لماذا يشعر البعض بالقلق والتخوف من حجم المؤامرات التي تستهدف مشروع الاستقلال الذي تحمل رايته كل هذه القاعدة الجماهيرية وهي القادرة والكفيلة على ردع وإفشال كل المؤامرات وكذا قادرة على ان تفرض احترام الدول العظمى لمطالبها التحررية المشروعة .


وبالنسبة للأصوات الأخرى التي تدعو الجنوبيين إلى القبول بمشاريع التغيير والفيدرالية ومعظمها أصوات تقف ورائها سلطات الاحتلال اليمنية وكذا حزب الإصلاح الإسلامي المتطرف الذي يسعى جاهدا لاستمرارية صرف حصته ونصيبه من ثروات دولة الجنوب المحتلة
وجميع الإطراف اليمنية تتصارع في صنعاء ولكنها تتفق حول رسم سياسة مشتركة لاحتلال الجنوب وخدمة مصالحها واستثماراتها - كما قال الرئيس البيض – ولا تضع وزنا هذه الأصوات لإرادة الجماهير في الجنوب والتي لاتنسجم معها أطروحاتهم الناقصة ولا ترتقي إلى طموحات الجنوبيين المتطلعة إلى الحرية والاستقلال ..


وهذه الأصوات اليمنية لا تؤثر أبدا على منح قضيتنا وأهدافنا التحررية تأييد دولي وإقليمي بل أنها تجعلهم يحترموننا على هذه الديمقراطية الناشئة فالدول العظمى تنظر إلى مطالب الغالبية العظمى من الجماهير وكما أسلفت جماهيرنا الجنوبية وقياداتنا الميدانية في الحراك مجمعه جميعا على الاستقلال وهذا الإجماع والإرادة الشعبية الجنوبية التي تنشد الحرية والاستقلال تحضى الآن بإهتمام وإحترام دولي وإقليمي ..


طيب طالما وقضيتنا تحضى باهتمام دولي وإقليمي يتسائل البعض لماذا تتأخر الدول العظمى في دعم وتتأييد مطالب الحراك المتمثلة بالاستقلال والاعتراف الدولي بمطالبنا التحررية ؟

أقول في الإجابة - بحسب اجتهاداتي الشخصية وقرأتي المتواضعة للمستجدات – وارد على هكذا استفسارات صادفتها وبشكل كبير خلال الفترة الماضية :

ان الدول العظمى لا تستطيع التدخل في الوقت الراهن وإعلان موقفها الرسمي لتأييد إرادة الغالبية الساحقة في الجنوب والتواقة إلى الحرية والاستقلال لوجود دعوات يمانية إلى حوار بين كل الأطراف وتدخلها الآن سيفهمه أطراف اللعبة السياسية في اليمن بأنه يهدف لإفشال هذا الحوار وسياسات هذه الدول الخارجية ترفض أي صدام مع أي طرف لخدمة مصالحها في المنطقة ..

لهذا تجد هذه الدول العظمى وبحذر شديد تنظر إلى ماسيفضي إليه هذا الحوار.. وهل سيقبل الحراك الجنوبي بالحوار ويشارك فيه في إطار قبوله بتسويات للقضية الجنوبية في إطار الوحدة اليمنية ؟ وهل سيقدم الحراك تنازلات عن هدف الاستقلال الذي يرفعه .. ام ان الحراك سيبقى ثابتا على مواقفه وأهدافه التحررية وشروطه التي أعلنتها قيادات الحراك مقابل المشاركة في هذه المفاوضات وأهمها ان تكون المفاوضات على أساس الندية بين الدولتين وبما يحافظ على هدف الحراك المتمثل بالاستقلال التام والناجز .

وبالتالي وبعد ان تخرج نتائج هذا الحوار .. ستعلن الدول العظمى مواقفها الداعمة لاستقلال الجنوب ولن يأخذ أحد موقف من إعلانها مواقفها الرسمية لأن مواقفها ستكون مفصلة ومترجمة لإرادة الجماهير التي يحملها الممثلين الشرعيين لهذه الجماهير كان شاركوا او قاطعوا .

وبذلك فأنني أرى ومن وجهة نظري بأنها لا توجد مصلحة للحراك الجنوبي من رفض المشاركة في الحوار بمعنى الرفض .. ولكن بإعلان القبول وفق الشروط التي ذكرتها قيادات في الحراك الجنوبي في تصريحات سابقة بهذا الخصوص وبما يحافظ على خيار الاستقلال فان قبلوا بها دخلنا الحوار وانتزعنا استقلالنا بالمفاوضات وان رفضوا قبولها امتنعنا عن المشاركة في الحوار وأوصلنا رسالة للعالم بأننا نرفض القبول باي حوار يفضي إلى تسويات لقضيتنا تحول دون منح بلادنا الجنوب الحرية والاستقلال وتحول دون احترام إرادة جماهيرنا في الجنوب .

وبالتالي فأننا سنلقى تأييد إقليمي ودولي لمشروع الاستقلال وسنحضى بدعم واعتراف كل الدول العظمى دوليا وعربيا والتي تحترم إرادة الشعوب الحره .

كما وان لدى بعض الدول العظمى ثمة مخاوف بسيطة من سيطرة القاعدة على الجنوب إذا ماعترفوا بقيام دولة مستقلة في الجنوب ولكنها وبرأيي الشخصي هذه ليست مخاوف كبيرة تحول دون تأييدهم منح الجنوب حريته واستقلاله لأنهم يعلمون بان كافة قيادات الحراك تدين التطرف والغلو والإرهاب وتؤمن بالوسطية والاعتدال في الدين وتدعوا لإقامة دولة مدنية جنوبية حديثة خالية من الإرهاب .. فإقامة دولة مستقلة في الجنوب ستولد حالة استقرار في المنطقة .

فقط أبعدوا عنكم اليأس والإحباط يا أبناء الجنوب وتسلحوا بالأمل والعزيمة والإصرار على مواصلة النضال حتى نرفع راية الاستقلال خفاقة على كافة أراضي دولة الجنوب المحتلة وأبتعدوا عن المزايدات فيما بينكم البين .. ولا تقلقوا على مسيرة الحراك ومستقبله فالمستقبل يبشر بالخير وأعملوا بروح الفريق الواحد لخدمة الهدف الواحد والمتمثل بالاستقلال ووحدة الصف الجنوبي وتطبيق مبدأ التصالح والتسامح واقعا معاشا بينكم وذلك كله كفيل بتحقيق الانتصارات العظيمة لشعبنا الجنوبي وقد لاحت تباشير النصر في الأفق والسلام ختام .