الى ردفان الكبرياء والدم الزكي (بقلم الاسير المحرر : يحي الشعيبي)

[اسدالجنوب]

[align=right]بقلم / المحامي يحي غالب الشعيبي

الحديث عن استقلال الجنوب الاول وثورته الاكتوبرية لايمكن أن يتم بمعزل عن الحديث عن ردفان .. كانت ردفان ملتقى ثوار التحرير من مختلف ارجاء الجنوب وكانت منطلق الانعتاق وشرارة الحرية .
اليوم تهل علينا ذكرى ثورة اكتوبر الخالدة الخامسة والاربعين نحتفل بها تزامنا مع الذكرى الاولى لملحمة ردفان البطولية عشية الذكرى الرابعة والاربعين التي احتفلنا فيها على جماجم الشباب ودماء 17شهيد وجريح .. نعم احتفلت الجنوب على نهر متدفق من الدماء الزكية عندما اجترح ابطال ردفان بطولة جديدة دشنها (الفهود الحمر)الذين استعادوا امجاد الذئاب الحمر ,لتعانق ردفان تاريخها من جديد وتستدعي كل ابناء الجنوب للأحتفال والرقص والهتاف والحماس ,لم تذبح ردفان الخرفان وتقيم الولائم الدسمة لتحتفل الجنوب بذكرى اكتوبر بل ذبحت ابنائها قرابين للجنوب .
الحديث عن ردفان يهز المشاعر ويفيض الدمع من المآقي .. يذكرني بهامات الجنوب السامقة .. أبطال التحرير شهداء الكرامة الاوائل راجح لبوزه ورفاقه الميامين .. سلاما عليهم بذكرى ثورة الجنوب .. ردفان يذكرني بشهداء المقاومة شهداء حرب الاحتلال الهمجي .. يذكرني البطل حنش ثابت سفيان والطيار صالح الزومحي ويذكرني اليوم بالأماجد الاربعه شهداء منصة اكتوبر الخالده فهمي ومحمد نصر وعبد الناصر وشفيق ورفاقهم جرحى الانتفاضة الآكتوبرية الثانية .
ردفان الحاضرة في ذاكرة التاريخ العالقة في أذهان الشرفاء المحفوره بذاكرة بطل الجنوب الرمز حسن احمد باعوم الذي استشارني في قفص الأتهام اثناء المحاكمة الباطلة وكان يحدثني كأبن له .. يقول لي انا وعلي الغريب (انا سأعلن الاضراب عن الطعام حتى الموت تضامنأ مع معتقلي (ردفان)والضالع ومعتقلي الجنوب جميعا)) .
اذهلني البطل ابو فادي عن سر فهمه وادراكه بأن هناك معتقلين ونحن تحت الارض معزولين عن العالم ولكنها الخبرة والتمرس والحدس السياسي لدى حسن باعوم وفعلا نفذ الاضراب عن الطعام وصدقت مقولته حين ضربت ردفان رقم قياسي بعدد المعتقلين وعدد الجرحى (38جريح)وكانت ردفان تودع أبطالها الأشاوس زنازن سجن الامن السياسي وتمثل أعلى رقم 9 معتقلين تحت الارض من بين 15معتقل جنوبي وتمتلئ سجون الجنوب بالردفانيين .
ردفان تتوارث التضحيات ويحمل الابناء رسالة الاباء الميامين .. يحملون الوفاء للقيم النبيلة .
كم كان البطل علي منصرمحمد شامخأ بكبريائه المعهودة في المعتقل كقيادي محنك ومتزن وقاسم مشترك للجميع وكم كان عظيما وهو يخطو متعثرا متألما من شدة المرض الذي أنهكه ولكنه رفض القبول بعروض السلطة للمساومة لكي يخرج من السجن .. نعم شهادة للتاريخ رفض علي منصر الاستجابة لعروض مغرية جدا جدا وفضل حقن المهدات والعقاقير الطبية وسهر الليالي العصيبة لتنفجر قريحته الشعريه وتجود بنشيد حماس جنوبي تحرري ((ردفان ردفان يارمز الكفاح الاصيل))ينادي ردفان من تحت الارض فأستجاب له ردفان واستجابت الجنوب لنداء ابنائها .
ردفان الشموخ التي حاصرتها القوات العسكرية مع الضالع الباسلة استنجدت بشقيقتها محافظة ابين الثائرة واعاد التاريخ نفسه ..تاريخ المجعلي وسعيد صالح .. استعاده عيدورس حقيس والدكتور الخبجي .. نعم تناغمت الايقاعات الجنوبيه ومن هناك استيقظ الشهيد فيصل الشعبي لمؤازة ردفان من جبهة كرش الصبيحة الباسلة وتبركنت الضالع وزمجرت الحوطة واستبسلت يافع المغاوير العمق الاستراتيجي الجنوبي دوما وحضرموت البطولات كانت حاضرة بقوة وشبوة وكل الجنوب انتفض ليكسر طوق الحصار عن معقل الثورة والثوار ردفان الباسله .
وهكذا ((تردفنت ))الجنوب اليوم .. كل الجنوب .. ردفان ثورة سلمية ثانية للحرية من رمق الطغيان ترويها دماء زكية وارواح طاهرة .
سلاما لشهداء أكتوبر الاول وشهداء اكتوبر الثاني
سلاما لردفان وابطالها الشهداء والاحياء الميامين
[/align]