![]() |
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
|
![]() قال الله تعالى: "إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".
تركة السلطان المعظم مؤكد أن ما جاء في بيان السلطان غالب القعيطي - حفظه الله - في بيانه المنشور بتاريخ 2012/6/14م بحاجة إلى وقفة بمقدار عظيم لشخص السلطان المعظم، وفي هذا لا يمكننا ونحن من أبناء حضرموت غير أن نوفي للرجال حقوقهم ومنزلتهم، فهذه خصلة من خصال الحضارمة في حفظ الوفاء لمن يستحق الوفاء، والسلطان القعيطي أو الكثيري كلاهما رمزين من رموز حضرموت لهما من التوقير والاحترام ما يتوجب حفظه لهما وأن ما سيلي لن يكون شيئاً في الاعتبار غير اعتبار الوطن الحضرمي، فالوطن يعلو ولا يعلى عليه. ما السلاطين إلا علامة من علامات سوء الإدارة في الحكم، فلقد عرفت حضرموت في تاريخها البشري أكثر الهجرات ناحية الشرق من آسيا وأفريقيا في العهد السلطاني، وتحديداً بعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بل أن حضرموت عرفت فيما بعد توقيع السلاطين لمعاهدات الحماية البريطانية في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر صراعات قبلية غير مسبوقة نتيجة دعم السلاطين في حضرموت لحالة التنافر بين القبائل، وأن شهدت بعض فترات الحكم نوعاً من الاستقرار والاهتمام بالعلوم والمعارف كما حدث في عهد السلطان صالح القعيطي 1936-1956م. من ناحية السياسة فلا يمكن للتاريخ أن ينصف لسلاطين حضرموت غير أنهم رفضوا انضمام سلطناتهم إلى اتحاد الجنوب العربي، هذا هو الموقف السياسي الوحيد الذي تصنفه الحركة السياسية إيجاباً، أما غير ذلك فلا نجد في ميراث السلاطين السياسي قدراً يمكن تطويعه لمصلحتهم، فحالهم حال غيرهم ممن وقع على معاهدات الحماية البريطانية آنذاك، وحالهم حال غيرهم في استقوى القبائل بعضها على بعض، وحالهم كان أكثر ضعفاً فلم يكن السلاطين يحكمون غير قصورهم، وأن كان هذا امتياز حيث كانت الإدارة الداخلية للبلاد الحضرمية في فترات طويلة تدار عبر أبناء حضرموت. غالب.. يا حضرموت لست ممن التقى بالسلطان غالب القعيطي، غير أني قرأت اطروحاته التي تناولت الوضع في اليمن ورؤيته للخروج من الأزمات المتوالية، إضافة إلى حواره مع الصحفي محمد باحاج، ويضاف إلى ذلك إلى من حاوره ولم ينشر ذلك الحوار، فمن الطبيعي لرجل في سنواته المتأخرة أن يكون حديثه في غالبه كثير من الحنين إلى دولته ومجده، غير أن ما أخذ عليه منذ أن ظهر في الفترة الأخيرة هو غياب حضرموت عن مضمون فكرته السياسية. السلطان غالب القعيطي تناول في مرحلة سابقة أزمة حضرموت واليمن في العودة إلى ما قبل العام 1967م، وكانت قراءة رئتها قوى الحراك الجنوبي آنذاك بأنها تضمين لاستعادة السلاطين لمواقعهم السياسية، واليوم أصدر بياناً مخالفاً إلى مضمون الرؤية الأولى بحيث يسقط حقه في السلطنة ويرتضي استعادة الدولة اليمنية إلى ما قبل 22 مايو 1990م، ومؤكد بأن السلطان القعيطي في بيانه هذا إنما يريد تفويت الحق الحضرمي السياسي في أعقاب تسليم المذكرة الحضرمية في مؤتمر القاهرة، فهذا هو محور الفكرة التي جعلت من السلطان يخرج عن ما ألفه فهو يرى المذكرة أنها جاءت من يد الخصم الكثيري، وللأسف الشديد فلم ينظر إلى مضمونها ومحتواها السياسي. لذلك نرى بأن السلطان القعيطي وضع بيانه وفقاً لرؤيته السلطانية، والسلطنة قد ذهبت مع ريح عاتية في ستينيات القرن العشرين المنصرم كما ذهبت معها السلطنة الكثيرية أيضاً، فليس هنالك من مدعاة للتنازع على ما تركه الريح على بلاط السلاطين المعظمين، فلا يمكن لأحد منهما في شخص كلا السلطانيين أن يتنازعا على ما لا يملكان، فهذا هو الحماقة في عينها وشخصها ونربأ بالسلاطين أن يتنازعا على ما بقي في البلاط السلطاني. قسماً برب حضرموت بالذي رفع السماوات سبعاً، وبالذي خلق بلادنا الحضرمية، أقسم بأني ومن معي من نشطاء لا نريد في حضرموت غير الحضور السياسي المستقل والكريم والكامل، نريد لها أن تحظى بالدولة والحدود والأمن والكرامة والعدل، نريد إقامة الدولة الجامعة الصالحة للعباد الذين أضناهم ضيق المهاجر عندما ضاقت بلادهم بهم، نريد في وطننا الحضرمي أن يكون مأوى لأولاده الذين أثقلتهم الحياة حتى عمروا بلدان غيرهم وتركوا بلادهم للاستعمار، هذا مقصد جيل حضرمي يرفض الوصاية على عقله وفكره، يرفض أن تبقى بلاده في قبضة من لا يريد منها غير الابتزاز والاستنزاف، هنا جيل لابد وأن تعي المدارك في كل العرب أنه جيل يريد حضرموت وطناً. لقد استجاب الشيخ عبدالله بن محسن في لقاء القاهرة لرغبة الباعثين في حضرموت حضورهم المغيب قسراً، هذا هو الدور الذي استجاب له الرجل، فالرجل لم يقل أنه سلطاناً ولا يبحث عن سلطنة، وأن بحث عن ذلك فستكون له من التضاد ما سيكون، غير أنه حمل في عاتقه رغبة ملايين من أبناء حضرموت، وهنا هي الفارقة في اللحظة التاريخية بأن يستجاب للمذكرة الحضرمية فيما صلحت فيه النوايا وعززته الرغبة والإيمان بهذا الوطن الحضرمي العظيم. على كل المحيطين بحضرموت أن يروا هذا الجيل الحضرمي بعين أخرى، فنحن جيل قرأ في عيون من سبقوه القهر في رواية سقوط حضرموت المهين على يد الجبهة القومية، كيف تسقط دارنا العزيزة بتلك الكيفية المهينة، تأبى نفوسنا أن تقبل كل الماضي بأوجاعه وأسقامه، في أزمنة السلاطين معاهدات مع المستعمر وصراعات وجهل وهجرات قسرية على عموم الناس، وفي زمن الملاحدة قتل وسحل وتعذيب وتشريد ومطاردات واغتيالات، أي وطن مسفوح فيه الدم، منهوك فيه العز، مصلوب فيه كرامة البشر وحظهم في الحياة. هي عصبة.. لا عصابة في البيان السلطاني محاولة إيحاء أن ما جرى في لقاء القاهرة هو مؤامرة على شعب حضرموت والجنوب، وفي هذا نتساءل أين البيان السلطاني من منّ تآمروا عليه وأسقطوه من عرشه عنوةً وغصباً ؟ أين هو ممن أودعه مركباً ورحلوه كرهاً على كره ؟ تلك كانت هي المؤامرة بكل تفاصيلها، بل أن جزءً من المؤامرة في إخفاء جنابكم المعظم لوثيقة الاستقلال الحضرمي، أما العصبة فشئنها شأن آخر، شأن واضح مكشوف، لا نتآمر بل أننا نتحدث في السر والعلن عن حق بلادنا في تقرير المصير، هذا هو حقنا ودافعنا، ومولانا الله به نعتز ونكون. من المفارقة أن يتحالف السلطان مع خصومه والمتآمرين عليه، يرد أن يستعيد دولة اليمن الجنوبية ويقول في بيانه السلطاني "شعبي"، "شعبك" يريد عدالة من السماء لمحاكمة عادلة واقتصاص لدماء سفكت على تراب الأرض الحضرمية لأنها رفضت الولاء لأتباع الشيوعية السقيمة، في كل الأرض الحضرمية هنالك تاريخ ملون بالدم الأحمر مازال يريد اقتصاصاً ممن ذهب إليه جنابكم المعظم، أي استفتاء بغير حق الحضارمة في تقرير مصيرهم هو خروج عن المنطق وهذا أمر مرفوض ولن يكون للحضارمة إلا ما يشاءون في بلادهم. يقول شاعر العرب المخضرم، ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسئم، وجناب السلطان يقترب من الثمانين وما سئم في إيداعنا ببنك الخزي الذي عرفناه معه ومن جاء من بعده، حان لذلك الجيل أن يصمت ويترك لرجالات هذا الزمن أن يوفوا لوطنهم ببذلهم السخي، لتحضر حضرموت في أوطان الدنيا حرة شامخة غير مقرونة بجنوب أو شمال أو شرق وغرب، فحضرموت فيها اليوم من باذلي أرواحهم زهيدة من أجل تحقيق غاية الاستقلال عبر حق تقرير مصير الأمّة الحضرمية، فهذا ما تبصره العيون في الحركة السياسية الحضرمية الجادة، فليبقي الجناب المعظم قدراً باقياً من الاحتشام والتقدير. |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
قلـــــم جديــد
تاريخ التسجيل: 2012-04-04
المشاركات: 14
|
![]() الطعن شئ والهز في الجفير شئ آخر |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|