![]() |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
موقوف
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
|
![]() عن رحلة مع علي* سالم البيض : عباس الديلمي
2012/06/12 الساعة 18:05:35 عباس الديلمي ساعات من الفراغ، أردت ملأها أو استغراقها في رحلة إلى الماضي لما أجد في تلكم الرحلات من متعة وعبر، فضلت ألا أرحل عبر حاسة التذكر ولكن عبر ما هو مادي، فلجأت إلى صندوق الذكريات الذي تزيد متعتي وأنا أفتش وأُقلب في محتوياته، وجدت الكثير مما يبعث الذكريات والشجون ومنها مجموعة من أشرطة الفيديو التي انقرضت بحكم التطور التكنولوجي لتحل محلها أقراص»d.v.d « الـ دي. في. دي التقطت أقربها إلى يدي وذهبت إلى حيث أضع جهاز الفيديو القديم - أو الذي صار من بقايا التكنلوجيا - لاستعراض محتوياته، فإذا بي أرحل إلى القرن الماضي وتحديداً إلى العام 4991م، وإلى أزمة سياسية تلطخت بالدماء وأفضت إلى دمار وخسائر إلخ، كغيرها من الأزمات التي مرت وتمر بها بلادنا. كانت الفقرة الأولى من محتويات الشريط هي جلسة التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان برعاية جلالة الملك الحسين بن طلال - ملك المملكة الأردنية الهاشمية.. رحمه الله بين الأطراف اليمنية المتنازعة بقيادة المؤتمر الشعبي العام وشركائه، وبين الحزب الاشتراكي اليمني وحلفائه، وسرعان ما تذكرت التوقيع - الذي لم تمر عليه سوى أشهر - على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية، الرياض برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ملك الممكلة العربية السعودية بين الأطراف المتصارعة في اليمن ممثلة في المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه. أما الفقرة الثانية من الشريط، فكانت خطاباً للأستاذ علي سالم البيض - نائب أول لرئيس الجمهورية اليمنية أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، حيث كان يتحدث إلى لفيفٍ من القادة العسكريين والأمنيين في مدينة عدن، بعد أحد عشر يوماً على توقيع الوثيقة في العاصمة عمان. توقفت لاستماع الخطاب علِّي أجد فيه ما يُحْيي في ذاكرتي ما يفيد وما أضعفته السنون والأحداث، فقد كنت من أكثر الناس حرصاً على متابعة خطابات الأستاذ علي سالم البيض اعجاباً به كقيادي حزبي، ومناضل وحدوي على نهج وفكر (حزب فتاح) الذي عرفت نفسي نصيراً له إلى أن صرت أحد أعضائه وقياداته الوسطية. استمعت إلى الخطاب بإصغاء وتركيز، وبدلاً من أن أجد نفسي في رحلة إلى الماضي وجدت نفسي أمام شاهد من شواهد إعادة التاريخ لنفسه، كان خطاباً مليئاً بالشكوى والتذمر، وما أجد اليوم أنه يتطابق مع واقعنا يبعث على القول: »ما أشبه الليلة بالبارحة«. شكا الأستاذ البيض، من أن الطرف الآخر عمد إلى الانتقائية في تنفيذ بنود الوثيقة كالقفز على البند الأول الذي ينص على القبض على المتهمين بالقتل وجرائم الإخلال بالأمن، وتقديمهم للمحاكمة. وها نحن اليوم نستمع إلى الشكوى إياها بعد الالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية حسب ترتيبها والتعامل معها بانتقائية. شكا الأستاذ البيض من عجز اللجنة العسكرية التي شكلت لمعالجة الوضع العسكري وإزالة أسباب التوتر، وضرب مثلاً باللواء العسكري المحاصر في البيضاء من قبل ألوية عسكرية ومجاميع قبلية، وها نحن نستمع اليوم إلى الشكوى نفسها من عجز اللجنة العسكرية والأمنية، وعدم قدرتها على إزالة أسباب التوتر، وإخلاء الشوارع كاملة من المسلحين والمليشيات، وكذلك الشكوى بخصوص اللواء العسكري المحاصر في الصمع بأرحب. شكا البيض في خطابه من محاولات (فركشة) وإفشال لجنة الحوار، وجر البلاد إلى ساحات الصراعات، ومثل هذه الشكوى ألم نستمع اليوم لمثلها في الموضوع والمخاوف؟ كما طالب الأستاذ البيض بعصيان مدني حتى تطبيق الوثيقة حسب أولويات بنودها، وها نحن اليوم نسمع من يطالب بالإبقاء على الاعتصامات وساحاتها حتى تستكمل الثورة أهدافها. وطالب الأستاذ علي سالم البيض أفراد الجيش والأمن عدم الإنجرار إلى ما يقود إلى تفجير الوضع في اليمن، والدخول في محنة كارثية، لا يعرف أحد نتائجها، ومثل هذا التحذير ألم نستمع إليه ومن أكثر من طرف في الأزمة، حتى شكوى الأستاذ البيض من بعض القادة والوحدات، نجدها اليوم على ألسنة أطراف الأزمة الحالية، ليعيد التاريخ نفسه في الحالتين، أو الأزمتين، وكأن دواعي وجذور وأبعاد أزماتنا واختلافاتنا هي نفسها، وهذا ما يجعلني أتوسل إلى الله وحده بألا تكون نهاية الأزمة الحالية، هي نهاية أزمة 4991م التي ما زلنا نعاني منها وسنعاني مستقبلاً، ويكفي أن نصف السكان يتضررون جوعاً في أرجاء اليمن.. أكتفي بهذا وما أكثر ما جعل رحلتي مع الأستاذ علي سالم البيض عبر الخطاب المشار إليه رحلة إلى حيث تبرز شواهد إعادة التاريخ لنفسه. " |
![]() |
![]() |
|
|
|