![]() |
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2011-08-15
المشاركات: 616
|
![]()
كم هي القضية الجنوبية كبيرة ، وهي حقيقة ساطعة ، وشامخة ،
جذورها ضاربة في أعماق الأرض والتاريخ ، واغصانها تطاول السماء ، هي هكذا لأن شعبٌ عظيمٌ هو من يقف ورائها .. يرويها بدمه ، ويحرسها بكل جوارحه ، ويقاتل بعيونه ويحميها بإيمانه بها وبعدالتها . لكن وبالرغم من مرور عدة سنوات على انطلاقة الثورة الجنوبية المباركة في 7/7/2007م لا زال الإطار السياسي لها غائبا ومتعثرا ، و لم يفلح قادة الحراك من صياغة اتفاق يجمع التيارات المختلفة في إطار عام تتحدد فيه الأهداف العامة والسياسات الإستراتيجية تجاه التحديات الكبرى للقضية الجنوبية ، ويتركون القضايا الهامشية والتفاصيل الأخرى . هذا الفشل ، مرجعه من وجهة نظري إلى عدم القدرة لدى هذه القيادات في ترتيب الأولويات ، وتقديم المصالح الكبرى على المصالح الصغيرة ثم الأصغر فالأصغر . لذلك ، لابد من تدخل ذوي العقول الرشيدة والحريصين على مصلحة مستقبل الجنوب وترتيب أولويات القضية الجنوبية وفق آلية ومنهجية يلتزم بها الجميع وتتمثل بصورة مختصرة بالخطوات التالية : اولا : الاتفاق على ضرورة عقد اجتماع عام يشترك فيه جميع قادة ونشطاء الثورة الجنوبية الداعيين الى التحرير والاستقلال . ثانيا : يتولى المجتمعين تشكيل هيكل تنظيمي على غرار تجمع اللقاء المشترك في الجمهورية العربية اليمنية ، بطريقة ديمقراطية يأخذ فيها القرار رأي الأغلبية . ثالثا : تقوم الهيئة القيادية بتشكيل دوائر عمل ، مثل الدائرة السياسية ، الإعلامية ، الأمنية ، المالية ، ........الخ من الدوائر المطلوب تفعيلها . رابعا : تقوم الهيئة القيادية بتحديد الأهداف الإستراتيجية للثورة : وهي الأهداف العامة المتفق عليها الجميع مثل التحرير والاستقلال / استعادة الدولة الجنوبية / بناء نظام سياسي مؤسسي ........الخ خامسا : تقوم كل دائرة من الدوائر ، بوضع أهدافها في إطار دائرتها وكذلك وضع التحديات المحتملة التي تواجهها تلك الأهداف ، ووضع الخطط والمعالجات لمواجهة التحديات . تقوم الهيئة القيادية بدور الرقابة على الدوائر من خلال تقييم أدائها نحو انجاز الأهداف المحددة . هذا التصور يشمل فقط رأس الهرم القيادي في الثورة ، على ان يتم هيكلة نشاط الثورة على كافة المستويات في المحافظات ، على نسق واحد يكون متناسقا ومنسجما مع الأهداف الإستراتيجية الرئيسية دعوني أفكر بطريقة بريئة ، وافترض أن مثل هكذا تصور سوف يتم توزيعه على كافة القيادات في الداخل ، السؤال ماذا تتوقعون ؟ هل سيرفضه البعض منهم ؟ ولنفترض أن البعض فعلا رفض والبعض تجاهل والبعض تحمس له . إذا نسأل الذي رفض ، لماذا ؟ ولا بد له من تصور آخر !! هل في الأهداف وهذا مستبعد . أم الاعتراض على مكان الاجتماع أو بالهيكلة ، أو على الأسماء ، وفي كل الأحوال سيتبن ماذا يريد ! والذي يتجاهل هذا الجهد او المشروع أيضا لابد من الحصول على رأيه ومعرفة موقفه . كل ذلك لابد له ان يتم بطريقة شفافة حتى يعلم الكل من المعطل ، ومن يبحث عن ذرائع باطلة لعرقلة توحيد كيانات الثورة الجنوبية ، عندها ستتكشف الوجوه أمام الجميع . هذا التحرك الملح لابد له ان يتم في اقرب وقت ، ومن المعيب والمخجل ان يبقى الوضع هكذا من التمزق الغير مبرر بلا معنى ولا اسباب جوهرية تمس اهداف الثورة ولا محدداتها الرئيسية ، مما يجعل العالم يحتقر قادتها ويتعبروهم غير مؤهلين لقيادة ثورة ولا دولة في المستقبل . الاطراف المحلية والاقليمية والدولية اليوم مهتمة بالقضية الجنوبية ، وتسعى للتحاور بشأنها وطرح الافكار والاستماع الى اصحابها ، ولكنها تبحث عن اصحابها فلا تجدهم الا ممزقين ومتناثرين ، وإذا ما دعيوا الى لقاء مع طرف ما ، دولي او اقليمي ، فإن هؤلاء القادة يهرعون كل يحمل معه ملفا خاصا به ، منعزلا عن البقية فلا ترتيب ولا تنسيق ، حتى تبدو الصورة للعالم ولنا جميعا فوضوية وعشوائية تثر التقزز واليأس . فهل حان الوقت أن تنقشع هذه الغمة عن كاهل واقعنا الجنوبي ؟ وشعبنا المرابط في الشوارع وهو يقدم التضحيات تلو التضحيات على مدى سنوات عديدة . |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|