مخاليف الماوري و الجنوب الغبي

[ابوفرح]

منير الماوري كاتب يمني كان يخفي هذا الوجه القبيح لفترة من الزمن مظهرا بعض التعاطف مع الجنوبيين كثير منا – وكما هي عادتنا – صدقنا ان بعض الشماليين يمكن ان يكونوا منصفين فوقعنا في نفس المصيدة التي اودت بنا الى مانحن فيه منذ اكثر من عشرين عاما وهي التفكير العاطفي وحسن الظن وهذا درس جديد اتمنى ان نتعلم منه.
صب الماوري جام حقده على شعب الجنوب وسخر منهم ومن مطالبهم بداية بعنوان مقاله الى نهاية المقال...يتساءل الماوري بسخرية " يا ترى لماذا سمع العالم كله عن ولاية سيدي بوزيد التونسية ومطالب أبناء مديرياتها الاثنتي عشرة مديرية، في حين تجاهل الإعلام العالمي مظاهرات ومهرجانات الحراك الجنوبي الذي اندلع سلمياً قبل ثورة تونس بسنوات في ست محافظات يمنية كبرى تمثل ثلثي مساحة اليمن؟. " مع ان هذا الكلام القصد منه السخرية لكننا نقول للماوري من قال لك ان العالم لم يسمع بالحراك الجنوبي؟ لقد سمع كل العالم من اقصاه الى ادناه بثورة الجنوب السلمية منذ انطلاقتها في 2007م واتحداك ان تجد مثقف او صحفي او اكاديمي او حتى شخص عادي في جميع ارجاء المعمورة لم يسمع بالحراك الجنوبي.
يواصل الماوري سخريته فيقول "تخيلوا معي لو أن أصحاب فكرة الحراك السلمي الرائعة رفعوا شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، وليس شعار (ربع الشعب يريد فك الارتباط).. هل كانت تونس ستحظى بشرف السبق في كسب إعجاب العالم بحراكها السلمي قبل اليمن."
طبعا الحراك الجنوبي لم يرفع هذا الشعار وشعارات الحراك معروفة للجميع اقول هذا مع اني اعلم ان الماوري اورد هذا الشعار في معرض سخريته من شعب الجنوب، فربع الشعب الذي ذكره الماوري يقصد به الخمسة ملايين جنوبي وهم شعب الجنوب الابي . يا ماوري نحن لم نخرج الى الشوارع ونواجه آلة القتل الشمالية والاطقم والمدافع والدبابات والطائرات الشمالية التي غزت بلدنا لنكسب اعجاب احد فلم نكن نتسابق على كسب اعجاب العالم وكأننا نؤدي عرضا للأزياء او نلعب كرة القدم لكي نكسب المعجبين لقد خرجنا من اجل هدف واحد تعرفه جيدا هو استعادة دولتننا وطرد المحتل المعتدي الذي –ايضا تعرفه جيدا –
يردف الماوري تساؤلاته الساخرة " تخيلوا معي لو أن المناضلة الجنوبية زهرة صالح لم تطالب بتحرير الجنوب من الشمال بل بتحرير الجنوب والشمال من الاستبداد، هل كانت توكل كرمان ستسبقها بنيل التكريم العالمي؟
المناضلة زهرة صالح لديها قضية شعبها وهي وكل الحراك وابناء الجنوب يقفون مع أي قضية عادلة في او العالم لكن هذا لايعني ان تتخلى عن قضية شعبها الاساسية المتمثلة بتحرير الجنوب من المحتل هذا هدفها وكل اخوانها الجنوبيين وليس التكريم او الجوائز التي نعلم جميعا معايير الحصول عليها.
.

ثم يأتي الماوري بعقليته الجبارة فيرى الجنوبيين غير مدركين ولايفهمون ولايعقلون ويصورهم وكأنهم شعب من الاغبياء لايرقون الى مستوى تفكير الماوري الذي يدرك ويفهم كل العالم بعقليته الجبارة. يقول الماوري:" ما لا يدركه الحراكيون أن العالم لا يفرق بين شرعب والجنوب؛ لأن كليهما جزء من كل.
وما لا يدركه الحراكيون أن القضايا الجزئية - مهما عظم شأنها - ليست مثل القضايا الكلية.
وما لا يدركه الحراكيون أن العالم لا يهمه أن محافظات الجنوب كانت دولة وولاية سيدي بوزيد لم تكن دولة.
وما لا يدركه الحراكيون أن العالم يحترم التضحية من أجل الجميع ويحتقر الأنانية.
وما لا يدركه الحراكيون أن (الجزيرة) و(العربية) لم تكونا متحيزتين ضدهم أو مهملة قضاياهم، ولكنهم كانوا متحيزين ضد غيرهم، وحكموا على أنفسهم بالفشل؛ بسبب أنانيتهم وعنصرية الخطاب الذي يتبناه بعضهم.
وما لا يدركه الحراكيون أن العالم لم يتعمد تجاهلهم ولكنهم تعمدوا أن يتجاهلهم العالم.
وما لا يدركه الحراكيون أن الإعلام يعشق القضايا الجمعية ويمقت القضايا الأنانية.
كدت اتقيا تقززا وانا اقرا هذا الكلام . وضع الماوري الخمسة ملايين عقل جنوبي في كفة ووضع عقله في كفة فرجحت الكفة التي فيها عقل الماوري. يا الله ما هذا التفكير الحاقد؟ ما هذا الغرور الغبي؟؟ فالجنوبيون لا يدركون أي شيء مما سبق بينما استطاع هو ان يدرك كل هذا؟؟
طبعا هذا الجزء من كلام الماوري لايستحق الرد ..الا انني أرجو الماوري ان يدلنا على هذا العالم الوردي المنصف العادل وغير الاناني الذي يحترم التضحية من اجل الجميع والذي يقف مع المظلوم. يجب ان تدلنا عليه وارجو ان تتواصل مع الشعب الفلسطيني لتخبرهم عن هذا العالم الذي بالتأكيد سيحل قضيتهم في دقائق وينصفهم شريطة الا يكونوا انانيين مع اخوانهم اليهود .
نرى الماوري في الجزء الثاني من مقاله يقدم اخيرا الوصفة الناجعة والشافية لكل المشاكل والتي يبدو انه توصل اليها بعقليته الفريدة التي اقترح على علماء النفس والطب الذين سمعنا انهم ارادوا ان يخضعوا عقلية لاعب برشلونة ليونيل ميسي للتحليل والتشريح ان يظموا عقلية الماوري الى جانب ميسي ، فالماوري قدم علاجا سحريا يقضي على كل مشاكل اليمن والجنوب ، الوصفة السحرية التي ابدعها القديس والمفكر والمبدع منير الماوري تتخطى مستوى التفكير البشري ولا يمكن ان يتصورها عقل وستنتهي بموجبها قضية الجنوب وسيسود السلام ويعم الوئام في العالم اجمع .اذ نتوقع ان يتفرغ الماوري لحل بقية قضايا العالم وهو يحتسي كوبا من القهوة، انصح القراء الاعزاء ان يعودوا الى مقال القديس الماوري والاطلاع على افكاره القائمة عل تقسيم اليمن الى مخاليف ثمانية تقضي على احلام وطموحات شعب الجنوب بالتحرير والاستقلال وتنهي مشاكل الشمال والقبلية والهمجية والتخلف ويعيش اليمنيون والجنوبيون في تبات ونبات ويخلفون صبيان وبنات .
ينهي الماوري مقاله بالقول "الموضوع الأهم للمناقشة لاحقاً هو موضوع توزيع الثروة؛ لأنها أساس الوجع الذي يحاول تحاشيه رافعو شعار : ربع الشعب يريد فك الارتباط، وهم مدركون أن الأنانية ومحاولات الاستئثار بثروة وهمية هي سبب رئيسي لمحاولات الانفصال الفاشلة، مثلما كانت سبباً رئيسياً للشعار العنصري البغيض “الوحدة أو الموت”، وهناك حلول خلاقة لمشكلة توزيع الثروة يمكن أن تحفظ الحقوق للجميع دون استثناء؛ عن طريق نظام ضرائبي جديد وفعال شبيه إلى حد كبير بالنظام الضرائبي الأميركي... وهذا موضوع لاحق."
ماشاء الله ماهذا الابداع ؟ تطبيق النموذج الامريكي حتة وحدة يبدو ان الامبراطورة الأميركية في طريقها الى الزوال وإفساح المجال للإمبراطورية اليمنية بعد تطبيق رؤية الماوري. يدرك الماوري وهو – كما راينا – صاحب اعظم عقلية في التاريخ ان الجنوبيين لا يناضلون من اجل الثروة ولو كان هذا صحيحا لقبل الجنوبيون وقادة ثورة الجنوب الاغراءات التي قدمها لهم نظام صالح ولانتهت القضية منذ سنوات . يدرك الماوري ان المشكلة الحقيقية تكمن في استحالة التعايش بين الشعبين الشقيقين اليمني والجنوبي في دولة واحدة مهما كان شكل هذه الدولة . وان الجنوبيين لن يتراجعوا ولن يقبلوا سوى بطرد المحتل وخروج الجيش الغازي الذي اجتاح بلدنا بالقوة وقتل منا عشرات الآلاف منذ بدء الغزو في صيف 94م ولتعلم ايها الماوري اننا مستعدون لتقديم كل التضحيات حتى لو فنينا عن بكرة ابينا في سبيل طرد المعتدي وتحرير وطننا وتحقيق الاستقلال الناجز والنهائي . حتى لو وقف العالم بأجمعه ضدنا، فنحن مؤمنون بقضيتنا وندرك جيداً كافة ابعادها وندرك ايضا الابعاد الدولية ولعبة المصالح التي تحكم العلاقات الدولية واننا نحسن اللعب بكافة الاوراق من اجل فرض قضيتنا وتحقيق اهدافنا في التحرر والاستقلال ولن نفرط بشبر من ارضنا ولن نخذل ابناءنا واجيالنا وسنتحدى كل من يعادينا. واعدك انك ستري في الايام والاشهر القليلة القادمة ما لايسرك والايام بيننا.

مع تحياتي ( صلاح بن لغبر...ابو فرح)