انـا فيدرالـــي فــ اسأل التاريــــخ عنـــي انا فيدرالــــي

[يافع اليافعى]

ظلت أنشودة انا يمني .. فـ اسأل التاريخ عني انا يمني .. ولفترة زمنية طويلة .. أنشودة القلوب والشفاه .. عند ما كانت اليمن امنا والجنوب أبونا وصنعاء عشقنا وعدن حبُنا والوحدة عزتنا وخيمتنا جميعاً .. لتحقق حلم قيام يمن موحد يسوده التفاؤل وتغشاه المحبة والأمل .
وطنيتنا الحقة ووحدويتنا الحقيقية .. لم تشفعان لنا ( نحن الجنوبيين ) عند اللا وطنيين .. والانفصاليين الحقيقيين ( من أبناء الشمال ) .. عند ما حرك المجرمين الأوباش جحافل دباباتهم وحشود أوغادهم .. المدججين بفتاوى السحرة والمشعوذين من كهنة القرون الوسطى .. لاجتياح الجنوب واستباحة كل ما فيه من حرُمات ومحرمات .. فكانت التهم جاهزة والإدانة معُدة في مطابخهم السياسية الملوثة .. لتبرير إجهازهم على كل جنوبي .. بمن فيهم من شاركوا وباركوا احتلال الجنوب .
هذه المشاعر الصادقة .. مشاعر انا يمني وانأ من كونت معين وسبأ.. بالإضافة إلى معجزة عصير يماني وبسكويت ابو ولد واطلب دائما الأصلي اطلب دائما يماني .. جعلتنا نسلم لهم الماضي والحاضر وربما عقوداً من المستقبل .. ودفعتنا وطناً وشعبناً كاملين .. والنتيجة اننا خونة وعملاء وانفصاليين ومرتدين وشيوعيين وملحدين واشتراكيين ومتمردين وإرهابيين وهنود وصومال وأحباش وبروميين وفلبيين وتايلانديين وموزمبيقيين .. هــــذا, عند ما كنا باسم اليمن نسمي .. وبالحب له نغنى .. فكيف الآن عند ما نستبدل هذه الأغنية بأغنية ( انا فيدرالي فسأل التاريخ عني انا فيدرالي ) فكيف سيكون مصيرنا وآي مستقبل ينتظرنا مع هؤلاء الهمج الرعاع البربر .. ومع حلفاؤهم الجدد ( الفيدراليين ) المتغابين منهم والأغبياء .. فبعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي العظيم لحد الآن .. وما زالت تتواكب كل يوم .. أرواح شباب تحصد ودماء أطفال تسفك وحرائر تعتقُل ومجاميع رجال تسجُن وتقهُر .. خرج علينا الفيدراليين بمشروعهم المسخ المشوه اللقيط .. والعبيط .. لتكبيل الجنوبيين بسلاسله وأغلاله .. من أياديهم إلى أرجلهم .. وهم أساسا من أوصلنا إلى عنق الزجاجة .. على أنغام أغنيتهم القديمة ( انا يمني ) .. فــ إلى أين سيوصلوننا بأغنيتهم الهابطة الجديدة .. بكلماتها الرديئة والإخراج الاردئ .. انا فيدرالي انا فيدرالي .. فان كانوا يريدون الرقص على كلماتها كما رقصنا وابترعنا سابقاً على أنغام .. انا يمني .. عليهم ان لا يدعون شعب الجنوب الى هذه الحفلة التنكرية والمستنكرة والنكيرة .. المقامة على مسرح المصالح واكتساب الغنائم .. ولو بأثر رجعي .. والتي تنكرت لكل التضحيات التي قدمها شعب الجنوب من جماجم ودماء وأموال وجهود .. ولا زال .. والى اجل غير مسمى .

كتب / يافع اليافعي