ثورة الذات الجنوبية وبدايات التبلور

[ابو البيض]

بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة الذات الجنوبية وبدايات التبلور

نحن اليوم نعيش بدايات تبلور صيغ الأعداد المحلي الجنوبي لبروز قيادات جديدة من القيادات التي حيدت في الفترات الماضية وفضلت الارتكان جانبا على نفسها لطبيعة المرحلة الماضية ودرجة الحساسية كما أن سلبيات العمل السلبي والسري كان عاملا سلبيا على حالة التجديد والتغذية الدائمة والمستمرة بالكوادر المالكة للخبرة والتجربة .

لذا نجد أن القيادات المؤسسة للحراك قد احتكرت العمل الثوري والنضالي للجنوبيين وعلى من ارتضت عليهم ليكونوا صمام أمانها في مراكز القيادات التي لازالت لليوم تشغرها منذ التأسيس لتحتفظ بمراكزها التي تراها كالوقف لها حتى وأن كانت غير مؤهلة على قيادة الصراع مع المحتل لطرده من أرضنا .

أن الثوار الجنوبيون المؤسسون للحراك الجنوبي السلمي ومن يقودون الصراع نجدهم اليوم يعيشون الصراع مع من زاملهم عبر مراحل سير حراكنا الجنوبي السلمي فان المتتبع لسير حركة النضال الجنوبي يرى وبشكل دائم أن قيادات الصف الأول هي من خلقت كل التشضيات والانشقاقات عن إلمام أو بدون وعي ربما عن حسن نية أو عكسها ونجد من يتقدم الصفوف في هذه التشضيات والانشقاقات هي البضاعة السيئة والكاسدة وليست الأفضل والمثالية لقيادة الصراع .

أن الشارع العام الجنوبي يدرك هذه الحالة ويعلم كل العلم أن التوجه العام هو ضاغط لإبدال كل القيادات التي صارت تدور في حلقة مفرغة بين الصيغ والوسائل غير قادرة على نقل الصراع إلى مراحله النهائية والضرورية فقد تجاوزت الجماهير المرحلة وصارت القيادات الحالية والتي ليست بالتاريخية طبعا والتي لم تستطع استباق الجماهير في تلبية حاجاتهم لذا فنحن على يقين ومن خلال المتابعة المستمرة لحركة سير ومراحل نضالنا أننا مقبولون على قيادات جديدة ستنقل الصراع مع المحتل إلى حالة جديدة تتناسب والمرحلة وصولا لأهداف الثورة من أجل انتزاع الأرض والبلاد .

أن القيادة الموعودة والقادمة هي التي من ستبادر لانتزاع الأرض الجنوبية والتي بيدها زمام المبادرة والقادرة على نقل الصراع إلى مرحلة مربع الهدف والأهداف ومن ثم التثبيت والتأسيس ومرحلة البناء والتنمية .

أن التسابق اليوم فيما قيادات المرحلة الماضية للسفر للخارج وكأن الصدى اليوم قد صار أساسا وحقيقة وهو ليس كذلك ولكن هي هكذا قدرات ووعي قيادات الداخل المسمرة في مكانها حسب الأوامر قف في مكانك ونحن نعلم والجميع كذلك فالمؤذن داخل المسجد غير المؤذن خارج المسجد وخاصة إذا كان بعيدا عن المسجد ؟

لذا فالشارع والتوجه العام الشعبي منتظر الدور الريادي والقيادي الفردي لانتشالهم من هذه المعمعة والتي من خلال التجربة صار الشارع الجماهيري يدفع ضرائب باهظة نتيجة للدوران في نفس المربع ويدفع ضرائب كبيرة لا داعي لها نتيجة لشعار في مكانك قف ثابت .. فالقيادة التاريخية القادرة على القفز بالحراك من هذا المربع آتية لا محالة ونحن نعلم حتى من خلال الأعمال الإدارية البسيطة إن العامل الفردي والشخصي مهم جدا فكيف بإدارة وفن قيادة الشعوب فالخاسر ليس كالمحظوظ والفاسد ليس كالشريف والجاهل ليس كالعالم ومن يمتلك عملا يبحث على من يدير عمله ويجيد فنون الإدارة وهكذا الثورات كذلك فالدور الريادي والقيادي الفرد في مثل هذه المفاصل التاريخية مهمة جدا.

نحن نشاهد اليوم وبأم أعيننا أن حالة المخاض نحن بها والمنعطف سيتم تجاوزه بأقل الخسائر الممكنة وبحدها الأدنى أن شاء الله وستكون حضرموت من جديد البلد الجاذب لأهله وولده ومن له حق علينا أولا وخيرها كذلك حسب الأولوية وطاردة لمن يغتصبها فأهلها لا يريدون سوى العيش ببلدهم بأمن وسلام ويعملون بها لكي يعيلوا أبنائهم وأنفسهم ِويعلمونهم العلوم المختلفة وليس أكثر من ذلك ومن الله التوفيق .

بقلم ..

أحمد سالم بلفقيه