الجنوب بين الفيدرالية والتحرير..بقلم / ران عوض *

[عميد الحالمي]

الجنوب بين الفيدرالية والتحرير

بقلم / ران عوض *




في ظل الوضع الراهن وتساقط الأنظمة المتسلطة وثورات الشعوب والتي كانت أولها ثورة الجنوب انطلقت بشكل سلمي واستمرت بسلميتها رغم القمع والتنكيل ورغم كل ما يعانيه أبناء جنوب من اضطهاد تعرضوا له جراء احتلال سافر في 94م الذي أعقب مشروع وحدة فاشلة أساسها أن الطرف الآخر دخل للاستيلاء واعتبر الطرف الأخر غنيمة وليس شريك

طرف قدم كل ثرواته وأراضيه و كل ما يملك بتعداد سكاني قليل جدا مقارنتاً بطرف لا يملك أي ثروات ويملك تعداد سكاني كبير جداً ، شعب شمالي جائع مهمش قبلي مفتت ، لا يعرف معنى المدنية ولا الديمقراطية ولا أصول الحياة المدنية الحديثة ، وبدل الامتنان ورد الجميل بمشاركة عادلة , جرى العكس وكلّ يرُد المعروف والخير بطريقته وأصوله وطباعه وهكذا هم ، والآن ومع تعالي صرخات الظلم والتي لم يعد الشعب بالجنوب قادر على تحملها ولهذا فقد طفح الكيل بالوحدة ، ولكن وجدنا بين صفوفنا كجنوبيين فرقة لابد من أزالتها كي ننهض بقضيتنا ولكي توجد إدارة موحدة تمثلنا دولياً ، وأقول للفيدراليين أو دعاة الفيدرالية بكل احترام انتم جنوبيين وتحبون الجنوب نعم ولا احد ينكر جنوبيتكم ولا حبكم للجنوب ولكن أقول كيف لنا ان نحقق دولة فيدرالية حتى وان كانت لبضع سنوات يكون بعدها استفتاء دولي مع شعب قبلي متخلف لم يراعي حُرمة الوحدة ولا الجوار حتى لشعب سلمه كل شي بحب فكيف يكون شريك بدولة فيدرالية محتاجة لمستوى عالي جدا من الديمقراطية والوعي ومجتمع متحضر يحكمه القانون وليس القبلي الذي لا يرى غير الهمجية أسلوب والغزو أساسا لاستمرارية حكمة ، الفيدرالية مشروع ضعيف جداً ورؤية فاشلة قبل ان تبدأ مادامت ستقام مع مجتمع شمالي لا يحكم الا بقوة السلاح والتخويف والترهيب ، وأقول لكم نحن لسنا الطرف الأضعف لكي نختار اضعف الحلول وأسهلها وأسلمها وان كان لا يحقق شي لقضيتنا لا نحن شعب ضحى وناضل وسعى لتحرير أرضه ولن يرضيه سوى التحرير والاستقلال وحتى ان اضطررنا لاختيار الحل العسكري والقتال من اجل الجنوب ، فالموت فدائه خيراً من رؤية المحتل يتمتع به ونحن نناظر وقد تحملنا وناظرنا سنين وأين انتم يا من تعكسون آرائكم انتم بعيدون كل البعد فنحن نعاني الغربة في قلب وطننا وتهميش لا يطاق وقهر لا يحتمل ، انتم لا تعانون ما نعانيه ولا تحسون بما نلقاه من ويلات وقهر والفيدرالية هي مكسب للشمال وليس للجنوب لأنه في هذه المدة سيتجهز بقوة لاكتساح الجنوب وإبادة أبنائه مرة أخرى وتكون كارثة أروع من 94م لابد ان تعرفوا أنهم يفكرون أكثر مما تفكرون انتم ولابد ان تزيلوا الغشاوة من أعينكم لترو ما يفكرون به فليست الجنوب عندهم سوى غنيمة ولا يضرهم ان أبادوا كل من فيها لاكتساب غنيمتهم وأنهم يعدون ألعده لكم منذ زمن وحتى قبل الوحدة وخلال السنوات التي مضت كانوا يعرفون ان هذه اللحظة ستأتي ولهذا اعدوا العدة لها فدمروا شبابنا والتعليم والصحة والثقافة وأوقفوا التجنيد وقاموا يعسكرون أولادهم ليتركوا شبابنا بالشوارع بلا عمل ولا تعليم ولا ثقافة كي لا يستطيع الدفاع عن وطنه . ولكن الظلم زاد عن حده وهب شبابنا الحبيب لتلبية نداء وطنه والدود عن أرضه والتحرير ، والجنوبيين هم من يقررون مصيرهم ولستم انتم وعددكم لا يذكر بالجنوبيين الذين يريدون التحرير . لذا عليكم ان تستفيقوا من سباتكم وتؤازروا شعبكم وتلتحموا يا أبناء جلدتكم لنحقق التحرير وان تتناسوا الخلافات الشخصية والضعف والخيار الأسلم والأضعف . فنحن أصحاب حق ولا ضاع حق ورائه مطالب وربنا اسمه الحق جل جلاله .




* ناشطة سياسية جنوبية /عدن