كم أنت غبيٌ يا وطني

[رعدالجنوب]

البارحة داهمني الجوع منتصف الليل فإذا بي أتقلب فوق الفراش ..أتلوى ألماً ..جوع قاتل هاجمني بشراسة.. حاولت دفعه بأن ألجأ إلى نوم عميق ينسيني ما أنا فيه.. اسودت الحياة في عيني غارات نجوم خيالي .. وتهاوت كواكب أحلامي وكأن القيامة قد قامت.. حاولت أن أوقف هذا الطوفان الجارف .. لكني لم استطع..

ما أقسى يا أصدقائي أن يجوع الإنسان فلا يجد قيمة طعام يسد به رمقه.. كنت مفلسا إلى الدرجة التي أعاقتني حتى عن الحركة.. وكانت بطني تشق سكون الليل برعود مجلجلة..

عليك اللعنة أيها الوطن.. ما أقساك .. نجوع وأنت متخم بالثروات..نتلوى الما وناهبوك يرفلون بالمباهج كيف سنحميك وأنت تعاملنا كالعبيد ..تستبيح آدميتنا وتقفذفنا إلى شواطئك الموبؤة بالذل والمهانة.. نبكي... نصرخ جوعا..قتلت فرحنا الإنساني النبيل بمؤازرة ناهبيك .. ألم يكفيك يا وطن أن تكون مستنزفا

حتى تستل سكين الجوع لتغرسه في أحشائنا..وتاتي على ما تبقى من نبض نحيا به ..لماذا يا وطن أصبحت سلخانة لمحبيك لمن يريدون أن تحيا بكرامة..؟؟ بينما يمارس فيك عُبَّاد الشيطان طقوس البلاء والمحنة..

كم أنتي غبيٌ يا وطني..

آآآآآه يا أصدقائي... ما أقسى الجوع .. إنه يرتكب مجزرة رهيبة في الروح .. يمارس تدمير منظم للقيم يهتك الكرامة .. يريق ماء الوجه .. يذل الشموخ الرفيع..

قولوا لدعاة السلام والحب في هذا الوطن أن العلاقات بين الناس لايمكن أن تصفو بالسلام والحب وحده إن من يقولون ذلك ليسوا إلا دعاة مترفين طعامهم في متناول أيديهم قولوا لهم ما ذا نقول في أولئك الذين ما عرفوا غير الجوع منذ نعومة أظافرهم الذين يعانون طوال حياتهم من مأساة الفقر والبطالة

إذا ظلت تحكم الوطن هذه( الشلة القاتلة) سيغرق في أمواج من الدماء وستلتهمه فوضى التمزق والتشظي ..

عفوا يا أصدقائي إن أنا أبحت لنفسي الحديث معكم حول هذا دون حياء لكنه الجوع .. الجوع القاتل الأول في هذا الوطن