ندوة عربية حول قضية الجنوب في ظل الثورة اليمنية

[الهمشري]

بسم الله الرحمن الرحيم


أولاً أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخت الجليلة العمري على المجهود الجبار الذي تبذله في نشر القضية الجنوبية على المستوى العربي وذلك من خلال كتاباتها الرائعة، وكل مجهوداتها الجبارة وآخرها التنسيق والتحضير لندوة فكرية تناقش القضية الجنوبية في ظل ثورة التغيير اليمنية، والتي عقدت في أحد الغرف الصوتية وحضرها عدد من المثقفين العرب واليمنيين وعدد من نشطاء الحراك الجنوبي وهم :
أبو عهد الشعيبي
الدكتور أفندي المرقشي
أياد الشعيبي
عمر باعوم
محمد الهمشري
وآخرون
وابتدأت الندوة في الساعة الثانية عشر صباحاً بتوقيت العاصمة عدن من يوم السبت 28\5\2001م وذلك بطرح محاور الندوة وفتح باب النقاش من قبل الأخت الجليلة العمري
وبعدها قام الأستاذ أبو عهد الشعيبي بطرح مداخلته التي أشار فيها إلى تراكمات الواقع التي أظهرت القضية الجنوبية إلى السطح
ثم قدم الدكتور أفندي مداخلة جميلة استعرض فيها نواحٍ من الظلم الذي تعرض له أبناء الجنوب منذ إعلان مشروع قيام الوحدة حتى الانقلاب عليه وتحويله إلى احتلال وما حدث من ظلم وإقصاء لكل أبناء الجنوب بعد ذلك، مما أدى إلى قيام الحراك الجنوبي
وبعدها قدم محمد الهمشري مداخلته مستعرضاً استعراضاً تاريخياً للأوضاع السياسية في الجنوب منذ الخمسينات في القرن الماضي وما شابها من معضلات حتى إعلان مشروع قيام الوحدة وكيف تم التآمر على الجنوب حتى احتلاله بحرب صيف 1994م والانقلاب على كل الاتفاقات حتى ظهور الحراك الجنوبي.
بينما شارك الأخ أياد الشعيبي والأخ عمر باعوم بمداخلات كتابية
وبعدها تداخل بعض الأشقاء العرب وأخ يمني وكانت نظرتهم للحراك الجنوبي على أنه حركة تريد أن تشرذم اليمن، وكانت نظرتهم للوحدة اليمنية من زاوية قومية عربية بحتة ، لم تجعلهم يرون كيف أن اليمن حول الجنوب إلى مستعمرة للنهب والتفيد.
ومما يؤسف له من خلال ما سمعته من المتداخلين أنهم لا يعلمون عن القضية الجنوبية شيء إلا من خلال ما يسمعونه من بعض القنوات الفضائية بأن الحراك ليس إلا شعب يطالب ببعض الحقوق التي نهبت من قبل حاكم صنعاء وزبانيته، وأن من يطالب بحق تقرير المصير أو الاستقلال ما هم إلا قلة قليلة جداً يحاولون ركوب الموجة ولم يظهروا إلى السطح إلا منذ قيام ثورة التغيير في صنعاء.
ولكن أبناء الجنوب قاموا بالتعريف بالقضية الجنوبية بشكل جيد ، حيث ذكرنا لهم أن الحراك يطالب بالاستقلال منذ 2007م وأن الشهيد وضاح البدي ( رحمه الله ) قد استشهد في مظاهرة قبل عدة أعوام لرفعه علم الجنوب ، وأن أبناء الجنوب يرفعون هذا الشعار منذ البداية وهم أو الشعوب العربية التي خرجت سلمياً إلى الساحات وما زالوا إلى اليوم وسيبقون حتى نيل الاستقلال.
وقد استمرت الندوة لثلاث ساعات ونصف
وأهم ما خرجنا به نحن كجنوبيين هو أن الكثير من المتقفين العرب لا يفقهون شيئاً عن القضية الجنوبية ، ويحق لنا أن نتسآءل :
من هو الملام في عدم معرفة المثقف العربي بأبعاد القضية الجنوبية؟ وما هو واجبنا نحن أبناء الجنوب من أجل التعريف بالقضية الجنوبية؟
وعلى الرغم من أنهم تفهموا الظلم القائم على أبناء الجنوب وذلك لوجود إثباتات مادية ومواد مصورة وفرق مراسلة جنوبية تعرف بهذا الظلم وهم يشكرون جزيلاً على ما يقومون به من عمل وجهد جبار، إلا أن القضية الجنوبية كقضية سياسية وكقضية هوية لم يتم الاهتمام بها أبداً، وكانت هذه هي المعضلة الرئيسية التي واجهناها مع عدد من المثقفين العرب من عدة دول عربية شقيقة في هذه الندوة.
نظراً لطول الندوة وكثرة المداخلات والتساؤلات فإنني أعتذر عن الخوض في تفاصيلها نتيجة لطولها.
وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأخت الرائعة جليلة العمري مرة أخرى وإلى كل الإخوان الذين شاركوا في إعداد هذه الندة وكل من شارك من أبناء الجنوب ومن الإخوة العرب.